منى الدغيمي
قدم الرئيس التحليلي للعملات في forex.com بريان دولان عرضا تفصيليا حول الترابط بين الأسواق وسوق العملات موضحا أهمية تأثير تذبذب الدولار على تبادل السلع ولاسيما النفط بالنسبة للدول المصدرة. واستعرض دولان خلال محاضرته أول من أمس على هامش انشطة معرض الشرق الأوسط للمتداولين في الكويت وقطر أهم النقاط الرئيسية للترابط بين العملات الأجنبية ونسق السوق، مشيرا إلى أن الترابط ليس علاقة سببية بل علاقة تحكمها إحصائية. وقال دولان انه عندما تنخفض قيمة عملة إحدى الدول، فإن كل الواردات الأجنبية تصبح أغلى في الوقت الذي تصبح فيه صادراتها ارخص بالنسبة للمشترين الأجانب، أما عندما تزداد قيمة عملة هذه الدولة، فإن كل الواردات الأجنبية تصبح ارخص في الوقت الذي تصبح فيه صادراتها أغلى بالنسبة للتجار الأجانب.
الدولار والنفط
استند دولان في تحليله على تحركات الدولار وتأثيره على أسعار النفط، مشيرا إلى أن انخفاض الدولار ينتج عنه زيادة الطلب على النفط في الدول التي ترتفع عملاتها مقابل الدولار لأن النفط يصبح أرخص في هذه الحالة.
وأفاد بأن من منطلق أن النفط يتم تسعيره بالدولار، فإن انخفاض الدولار يؤدي إلى تخفيض الطاقة الإنتاجية وزيادة الطلب على النفط، لافتا إلى أن انخفاض الإنتاج وازدياد الطلب يؤديان إلى زيادة أسعار النفط.
وتابع «لو نظرنا إلى الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط فسنجد أن انخفاض الدولار يخفض القيمة الشرائية لصادرات النفط، الأمر الذي يخفض الاستثمارات في مجالات الاكتشاف والتنقيب والصيانة، وبالتالي انخفاض الطاقة الإنتاجية عما ستكون عليه لو كان الدولار مرتفعا، مشيرا إلى أن النفط بشكل خاص عرضة لصدمات السوق».
وكشف دولان انه لا يوجد بديل فعلي للدولار الأميركي حاليا رغم المظاهر الكثيرة لضعفه، مشيرا إلى أن سوق السندات الأميركي يبقى هو الأكبر والأوسع.
وأضاف أن من الآثار الإيجابية لهبوط سعر صرف الدولار انخفاض أسعار السلع المستوردة من الولايات المتحدة، وتقليل عبء الديون الخارجية للبلدان التي حررت قروضها بالدولار، كما تستفيد الدول المستوردة للنفط خاصة أوروبا من هذا الهبوط.
وعن سلبيات هبوط الدولار قال ان انحدار الدولار ينتج عنه تآكل الاحتياطيات الرسمية للدول التي تمتلك احتياطيات بالدولارات، فهبوط سعر صرف الدولار بنسبة معينة يعني خسارة مالية بالنسبة نفسها. وقال إن ضعف الدولار من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز المخاوف من التضخم والتحوط من خلال شراء السلع.
الدولار والذهب
وقال دولان انه أصبح ينظر إلى الذهب على انه عملة بديلة وملاذ آمن للأصول في ظل عدم استقرار الدولار، مشيرا إلى انه أضحى ينظر إليه من قبل العديد كأداة للتحوط من التضخم.
وأفاد بأن الفوائد المتدنية تعتبر من العوامل المهمة والمساعدة في زيادة أسعار المعادن والأسهم ومنها الذهب، مشيرا إلى أن أسعار الذهب تتضخم نتيجة للأسواق الواسعة في المضاربة.وأضاف أن التوقعات الضعيفة حول انتعاش الاقتصاد العالمي، لاسيما الأميركي، دفعت المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن وتزايد الطلب عليه، مشيرا إلى أن تهافت البنوك المركزية على شراء الذهب في الوقت الراهن يظهر الدور الحيوي الذي يلعبه الذهب في مكونات الاستثمار لدى الحكومات. وتوقع أن يستمر الذهب في لعب دور حيوي خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن ذلك لا يعود فقط إلى التحول باتجاه المحافظة على الثروة، وإنما لأن المستثمرين الذين يدخلون الذهب في مكونات محافظهم سيكونون أكثر ارتياحا بالعودة إلى الأصول ذات المخاطر.