عمر محمد
أعاد عرض الاكتتاب الأولى في اسهم بنك الخليجي، وهو احدث البنوك القطرية، ذكريات فورة ازدهار عروض الاكتتاب الاولية في 2005 عندما تدفقت على المنطقة سلسلة لا نهاية لها من الشركات المتعطشة الى التمويل.
ومن المؤكد ان نجاح عرض الخليجي سيقاس بتعويم بنك الريان الحديث الانشاء عام 2006. وجرى ذلك العرض في قطر بينما كانت اسواق الاسهم في المنطقة في ذروتها واطلق ذلك شرارة تدافع على الاسهم على مستوى المنطقة من قبل المستثمرين في دول مجلس التعاون الخليجي. واغلق الاكتتاب بزيادة ستة اضعاف وبلغت حصيلته نحو 3.9 مليار دولار.
اما اليوم فيواجه بنك الخليجي ظروفا سوقية مختلفة، فقد انخفض مؤشر سوق الدوحة للاوراق المالية بنسبة 13% منذ بداية العام، وفي منتصف ابريل كانت قيمته اقل من نصف اعلى قيمة له في اواخر 2005 (اكتتابات قطرية).
واشار المدير التنفيذي الجديد للبنك ديفيد بروكتور الى انه على الشركات ان تركز على ما هو مناسب لها، وان تترك للاسواق مهمة الاهتمام بنفسها، واوضح: لم نكن ملزمين بعرض الاكتتاب الاولي بموجب شروط الترخيص، انه قرار تجاري بحث، ومن المهم ان يبادر اي بنك للوصول الى عملائه وقد قمنا بهيكلة عرض الاكتتاب الاولي لكي يناسب رغبات مستثمري التجزئة.
ويحق للمستثمرين القطريين فقط الاكتتاب بعدد اقصى من الاسهم (5000 سهم) بقيمة اسمية هي 10 ريالات قطرية للسهم، على ان تسدد 50% من قيمة الاسهم عند الاكتتاب.
وهذا العرض هو الشريحة الثالثة من استراتيجية تمويل خصصت 43% من رأسمال البنك البالغ 3600 مليون ريال قطري لمساهمين استراتيجيين في بلدان مجلس التعاون، كما يجري تخصيص 40% من الاسهم لمستثمري المؤسسات.
ومع اغلاق عرض الاكتتاب في بنك الخليجي اطلقت شركة كيان للبتروكيماويات السعودية عرض اكتتابها الاولي بهدف الحصول على 1800 مليون دولار أو 45% من اسهم رأسمالها عن طريق بيع نحو 675 مليون سهم بقيمة اسمية 10 ريالات سعودية للسهم، وستحتفظ شركة الصناعات الاساسية السعودية (سابك) بحصة 35% في الشركة.
واوضح الخبراء انه في الماضي احدثت عروض الاكتتاب الاولية جفافا في سيولة الاسواق الثانوية في بلدان مجلس التعاون، ولكن اي ارباك سيحدثه عرض شركة «كيان» في سوق الاسهم السعودية سيكون بسبب مشكلات التقلب الكامنة في تداولات المضاربة.
ويقول كبير الاقتصاديين في بنك الرياض خان زاهد: «هناك من سيأخذون الاموال من اسهم موجودة لوضعها في عرض الاكتتاب الاولي ولكن مشكلة السوق في اسهم المضاربة التي لا صلة لها بأسهم كيان أو غيرها، فالسوق يقف دائما على حد السكين ويمكن لاي اخبار سيئة ان تؤدي الى هبوطه».
والحقيقة ان سوق الاسهم السعودية (تداول) متقلب للغاية، ففي ابريل الماضي تراجع المؤشر 440 نقطة لاسباب منها التقارير عن ارباح ضعيفة في الربع الاول، الا انه استعاد 100 نقطة في اليوم التالي.
ومن المقرر ان يعلن عدد من مشاريع البتروكيماويات الجديدة في المملكة السعودية عن عروض اكتتاب اولية، وهي ملزمة بذلك بعد ان تلقت مخصصات من المواد الاولية من الحكومة، ومن غير المتوقع حدوث مشكلة في الحصول على رأسمال من الاسهم ولكن الكثير من المشاريع سيعتمد ايضا على الاقتراض الذي لن يكون من السهل الحصول عليه.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )