خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ومنّ عليه بنعم كثيرة كالصحة والمال والبنين، ووفق أشخاص في عملهم فأصبحوا مقتدرين «ماديا» على آخرين لا يستطيعون توفير أبسط مستلزمات الحياة من مأكل ومشرب ومسكن.
لقد استوقفتنا قصة عن مقهى في مدينة إيطالية وفي منطقة هادئة اعتاد زبائن هذا المقهى طلب القهوة بطريقة غريبة نسبيا. فيقوم راوي هذه القصة بسرد أحداثها ويقول انه كان جالسا في المقهى وجلس بجانبه شخص طلب من النادل فنجانين من القهوة، واحد منهما على الحائط!! فأحضر النادل فنجانا للشخص فقام بشربه ولكن دفع حساب الفنجانين! وعندما خرج الرجل قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط كتب عليها «فنجان قهوة واحد!».
وبعده دخل شخصان وطلبا ثلاثة فناجين قهوة، واحد منها على الحائط! فأحضر النادل فنجانين فقام الشخصان بشربهما ودفعا قيمة ثلاثة فناجين. وبعد خروجهما قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط كتب عليها «فنجان قهوة واحد!».
يكمل الراوي القصة الغريبة ويقول انه في أحد الأيام ذهب إلى المقهى ذاته، فدخل شخص يبدو عليه الفقر، فطلب من النادل فنجان قهوة من الحائط! وبكل بساطة ذهب النادل وأحضر للشخص فنجانا من القهوة، فشربه وخرج من دون أن يدفع ثمنه! فذهب النادل إلى الحائط وأزال ورقة من الأوراق المثبتة «التي مكتوب فيها فنجان قهوة واحد» ورماها في سلة المهملات!
ببساطة، الأشخاص المقتدرون كانوا يعينون الفقراء من خلال توفيرهم لكوب من القهوة بالمجان، ليساهموا بشكل مباشر في رفع ولو جزء بسيط من العناء الدائم الذي يعيشه هؤلاء الناس. فما أجمل أن نجد من يفكر في أن هناك أناسا لا يملكون ثمن الأكل والشرب!
الغريب في الأمر أن يحدث هذا في بلاد أوروبية غير مسلمة، وتشح مثل هذه الأعمال في بلادنا مع العلم أن ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا تحثنا على مساعدة الفقير والإسهام في رفع العناء عن المحتاج. نحن على يقين بأن هناك أشخاصا كثيرين يساهمون بتبرعات لعوائل محتاجة، ولكن يبقوا أشخاصا وليسوا شركات أو مؤسسات! فبإمكان الشركات سواء كانت خدمية أو منتجة أن تساهم بشكل إيجابي في خدمة المجتمع والإنسانية، وأن تأخذ العبر من قصص كهذه.
الخلاصة لا يهمنا حقيقة هذه القصة المؤثرة بقدر ما يهمنا العبرة من أحداث القصة. فإمكان كل من لديه مقهى أو مطعم أن يقترح على زبائنه عمل شيء مماثل كي نرتقي بعملنا الإنساني والحضاري، والذي بدوره يساهم في رسم الابتسامة على وجوه المحتاجين، وتكون بمثابة الصدقة «ودفاعة بلى».
و في النهاية...
دعوة من آيديلتي للتعاون الإنساني
[email protected]
www.idealiti.com
زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق الكويتية والخليجية والسعي لتطويرها.
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان «عجبي... »
مقالة سابقة بعنوان «إدارة الخلافات في بيئة العمل»
مقالة سابقة بعنوان «أساسيات الاتصال في العمل... »
مقالة سابقة بعنوان «الاستثمار.. ومراحل الحياة »
مقالة سابقة بعنوان «مفهوم الاستثمار طويل الأجل»
مقالة سابقة بعنوان «الحافز الإداري... واقع أم خيال »
مقالة سابقة بعنوان «تحديات المستقبل للشركات العائلية »
مقالة سابقة بعنوان «دكان أبوي ... »
مقالة سابقة بعنوان «الإدارة المنفردة.. (one man show)»
مقالة سابقة بعنوان «أهمية دور المستشار ...»
مقالة سابقة بعنوان «تعارض المصالح التجارية ...»