اتفق محللون ماليون ومراقبون لأداء سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) أمس على أن بعض الصناديق والمحافظ المالية لشركات مدرجة تمارس عمليات المضاربة بفكر متطور لا يتحمله صغار المستثمرين في الأسواق المالية.
وعزوا ذلك الى افتقاد البورصة لآليات تقنن عمليات المضاربة حتى لا تتفاقم المشكلة على الرغم من انه من أبجديات التعامل في أسواق المال على مستوى العالم ولكن ما يحدث في البورصة الكويتية يفوق قدرات المستثمرين لاسيما الصغار منهم.
ونصحوا صغار المستثمرين في لقاءات متفرقة مع «كونا» بعدم اتباع سياسة المجازفة في الاستثمار دون مشورة الشركات المتخصصة في التحليلات المالية وأن يكون رهانهم في التداول مبنيا على نشاط الشركة التشغيلي وعلى الأسهم المنتقاة في القطاعات الأكثر أمانا.
وأكد رئيس مركز الجمان للاستشارات الاقتصادية ناصر النفيسي أن حيل المضاربين في البورصة الكويتية تتطور بسبب تسريب الشائعات من جانب المستفيدين منها والأوامر الوهمية التي تمارسها مؤسسات مالية وشركات كبرى في السوق والسيولة الكبيرة التي يتمتع بها السوق والتي يطلق عليها «الأموال الساخنة».
وأوضح أن تفاقم العمل المضاربي يعود الى افتقاد قوانين رادعة للمستفيدين من تلك المعلومات على الرغم من أن المضاربة «ملح السوق» ولكنها جرعة زائدة وسلبياتها ستكون أكثر من ايجابياتها.
وحذّر صغار المستثمرين من الانصياع الى ما يدور في كواليس قاعة التداول حيث ان بعض المتداولين يتأثرون ببعض الشائعات التي يطلقها البعض بهدف دفعهم الى الدخول في أوامر الشراء أو البيع لأهداف شخصية.
وأشار الى أن المضاربة الصحية تتطلب من صغار المتداولين أن تكون نسبة الدخول في العمليات بنسبة طفيفة لاتتجاوز الـ 30%.
وقال المحلل المالي علي النمش ان السوق يعتمد على المضاربة كأساس وليس بطريقة استثمارية وهذا النهج تتميز به أسواق المال الخليجية لاسيما البورصة الكويتية.
وأضاف النمش أن الفكر المضاربي تطور مع ادخال بعض الأدوات والأسواق المبتكرة علاوة على زيادة حجم السيولة التي يتمتع بها السوق ما دفع ببعض المؤسسات المالية الى الاتجاه نحو المضاربة القوية وترك العقلانية نوعا ما في بعض الأحيان.
وأوضح أن هناك علاقة طردية دائمة بين أخبار الشركات وأسعار أسهمها وعلاقاتها بالشائعة وعمليات الارتفاع ما يخلق نوعا من المضاربة.
في حين رأى المحلل المالي بدر الشيخ أن المضاربة أصبحت الطابع الأكبر والسائد في البورصة للبحث عن الأرباح السريعة ما يدل على أن السوق لم ينضج بعد ولم يأخذ الطريق الصحيح للاستثمار.
وقلل من تأثير حجم العمليات المضاربية على السوق مستذكرا أزمة المناخ في الثمانينيات من القرن الماضي واستبعد أن يصل الحال الى هذه الفترة.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )