في ظل الأزمة الاقتصادية التي تضرب اليونان، يقيم متحف النقود في اثينا معرضا يحمل اسم «كل ما يلمع»، يعيد التذكير بمآثر اليونان في مجال النقد بعدما باتت اليوم مدينة للدول الغربية بإنقاذها من الإفلاس في مايو الماضي. ومع ان اول عملة في العالم سكت في آسيا الصغرى، التي تعرف اليوم بتركيا، الا ان اليونان هي اول من منح العملة قيمتها الاسمية، وذلك عندما انتشر التبادل بالدراخما في المناطق المطلة على البحر المتوسط، وأدى هذا النقد اليوناني دورا يماثل الدور الذي يقوم به الدولار او اليورو في أيامنا.
ويقام هذا المعرض بالتعاون مع المدرسة البلجيكية لعلم الآثار في اثينا، والمكتبة الملكية البلجيكية، وهو يظهر ان التبادل النقدي في مناطق البحر المتوسط قديما أتاح ظهور عملة مشتركة. وعزز ذلك انتشار المستعمرات اليونانية.
كما يعرض أساليب تزييف العملة آنذاك، من خلال عرض قطع نقدية موجودة ضمن مجموعات يونانية وبلجيكية. ومن القطع المعروضة قطعة «تترادرخما» من صقلية، تعود الى العام 465 قبل الميلاد، وهو الزمن الذي كانت فيه صقلية مستعمرة يونانية. والقطعة المعروضة تلك هي القطعة الأخيرة المتبقية من نوعها، وهي تعرض للمرة الثانية فقط خارج بلجيكا. ويضم المعرض مجموعة تشتمل على مئات القطع النقدية من الفضة، وهي ضمن مجموعة عثر عليها حديثا. وأطلق على المعرض اسم «كل ما يلمع» لوجود هذه المجموعة ضمن معروضاته. وقد اكتشفت خلال أعمال حفر جرت في موقع ثوريكوس قرب لوريون جنوب شرق اثينا.
وقد بدأ الإنسان استخراج المعادن واستغلالها منذ القرن التاسع والعشرين قبل الميلاد، لكن التوجه الى الاستخدام الصناعي للمعادن لم يبدأ قبل القرن الرابع قبل الميلاد. واستخدمت الفضة المستخرجة من لوريون لسك الدراخما اليونانية الشهيرة بـ «البوم»، والتي يظهر على احد وجهيها رأس إلهة الحكمة اثينا، وعلى الوجه الآخر طائر البوم المميز لهذه العملة، وهي الشارة نفسها الموجودة اليوم على عملة اليورو اليونانية. وعثر على آثار لدراخما اثينا في مصر حيث بلغت مستوى العملة العالمية للتجارة آنذاك. وقد ضربت عملات مشابهة لها في أماكن عدة حول البحر المتوسط، لاسيما سورية وفلسطين.