دعا محللون ماليون وخبراء في مجال اسواق المال أمس الى ضرورة العمل على تأسيس بورصة خليجية موحدة تستوعب السيولة المالية الضخمة التي يتم التداول بها يوميا في البورصات الخليجية مما يدعم حلم المنطقة بالوحدة الاقتصادية المشتركة.
واكدوا ان المستثمرين الخليجيين اصبحوا اكثر دراية بقواعد الاستثمار في اسواق المال، الامر الذي ينبغي على المسؤولين التفكير فيه بجدية لامتصاص هذه السيولة واعادة توظيفها أو استثمارها في المنطقة بدلا من هجرتها والدخول في اسواق عالمية تكون مخاطرها غير محسوبة.
واشاروا في لقاءات متفرقة مع «كونا» الى ان الشركات الخليجية تستثمر أموالها في معظم بلدان العالم بملايين الدولارات، ومن الطبيعي البحث عن صيغ مناسبة لاغرائها بالعودة الى الاستثمار في منطقة الخليج لما تتمتع به من استقرار دائم لاسيما بعد احداث 11 سبتمبر.
وقال المحلل المالي علي النمش ان الفرصة في منطقة الخليج مواتية اكثر من أي وقت مضى لتأسيس بورصة موحدة لاسواق المال دون السعي لاستصدار قانون خليجي لتنظيمها لان الواقع يشير الى ان الشركات الخليجية تداول في الاسواق الحالية بكل سهولة ويسر.
واضاف ان من يتابع شروط الادراج او الانظمة المعمول بها في اسواق المال الخليجية يلحظ انها متشابهة الى حد ما، الامر الذي يمهد الى خروج المشروع الى حيز التنفيذ، وللشركات الكويتية مثال واضح وصريح في سوقي المنامة ودبي.
وبين النمش ان المستثمرين الخليجيين اعتادوا التداول في اسواق المنطقة كما الامر في سوق بلدهم الاصلي ما يعزز الاسراع في تطبيق الفكرة لاجتذاب الاستثمارات الاجنبية الى المنطقة ورسم خارطة جديدة لها ضمن الاسواق العالمية.
وتوقع ان يبلغ حجم القيمة السوقية للبورصة الخليجية الموحدة ما يفوق التريليون دولار لاسيما بعد ادراج شركة المملكة في السوق السعودية والتي تعود ملكيتها الى المستثمر الامير الوليد بن طلال وغيرها من الشركات العملاقة في السوقين السعودية والكويتية والتي تتعدى رؤوس اموالها مئات الملايين من الدولارات.
واكد النمش ان ايجابيات البورصة الخليجية الموحدة ستكون متعددة لانها ستعمل على تحسين صورة المنطقة استثماريا مما يغري الاجانب الى ضخ المزيد من استثماراتهم في سوق تتبع معايير عالمية ما يصب في صالح الاقتصادات الخليجية.
اما رئيس مركز الجمان للاستشارات الاقتصادية ناصر النفيسي فيرى ان المنطقة مؤهلة لاحتضان بورصة موحدة لاسواق المال بدليل ان سوق دبي المالي - على سبيل المثال - استطاع ان يستقطب اسهما عالمية على الرغم من ان الاسواق المحلية في الخليج مازالت بعد غير ناضجة بالصورة المفترض ولابد ان تكون عليها ما يعني ان هناك بعض التحديات. ودعا الى التكاتف بين المسؤولين في البورصات الخليجية من اجل توحيد النظم الكفيلة باخراج المشروع على اكمل وجه بدلا من الاغراق في حلم يواجه الصعوبات كما الحال الذي تواجه العملة الخليجية الموحدة وان كان الامر يسيرا على مشروع البورصة الموحدة.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )