محمود فاروق
وقّعت وزارة المالية الكويتية مع صندوق النقد الدولي اتفاقية لانشاء مركز التدريب الاقتصادي والمالي للشرق الاوسط (سي اي اف) التابع للصندوق، حيث مثل وزير المالية ورئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للاستثمار مصطفى الشمالي الجانب الكويتي في حفل توقيع الاتفاقية في حين مثل الصندوق نائب المدير العام جون ليبسكي.
وقال الشمالي في معرض كلمته التي ألقاها عقب توقيع اتفاقية معهد التدريب التابع لصندوق النقد الدولي، والذي مقره الكويت، إن مشاركة صندوق النقد الدولي وممثليه في الاجتماع الحالي تكتسب أهمية لدول مجلس التعاون الخليجي، من خلال تعزيز أوجه التعاون بين الصندوق ودول المجلس، خصوصا أن دول المجلس مقبلة على تطبيق الاتحاد النقدي، وتحتاج في الفترة الحالية للاستفادة من خبرات وتجارب الصندوق مع التكتلات الإقليمية التي طبقت ذلك.
وأضاف أن دور صندوق النقد الدولي كبير من خلال قيامه بمراجعة وإصلاح النظام المالي والاقتصادي العالمي، فضلا عن مساعدة الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل في إعادة هيكلة اقتصاداتها الوطنية، لاسيما من خلال تبني السياسات الاقتصادية والمالية الملائمة، وتقديم القروض لمعالجة العجز في ميزانياتها.
وأوضح أن صندوق النقد الدولي قام بإعداد وثيقتين مرجعيتين، الأولى حول الآفاق الاقتصادية والتحديات التي تواجه دول مجلس التعاون في مجال تطبيق السياسات، والثانية تطرقت إلى موضوع الاتحاد النقدي في دول مجلس التعاون، والدروس المستفادة من أزمة منطقة اليورو، مبينا أن هاتين الورقتين ستحظيان بالعناية والاهتمام اللازمين من قبل الدول الأعضاء في المجلس للاسترشاد بها والاستفادة منها عند رسم السياسات الاقتصادية.
وعبر عن تقديره لصندوق النقد الدولي على جهوده الحثيثة التي يبذلها في إعداد التقرير السنوي لتقييم الوضع الاقتصادي والمالي في الدول الأعضاء وفقا للمادة الرابعة من اتفاقية التأسيس، مشيرا إلى أن التقرير يعد مرجعا أساسيا لرسم السياسة لما يمثله من مصداقية وحيادية عالية لتشخيص الأوضاع الاقتصادية والمالية للدول، ويساعدها كذلك في تطبيق برامج الإصلاح الاقتصادي لديها.
وتابع الشمالي مشيدا بالمبادرات الإقليمية التي أطلقها الصندوق في السنوات الماضية، والتي تهدف إلى تقديم المساعدة الفنية للدول الأعضاء، للارتقاء بمؤسساتها الوطنية العاملة في مجال السياسات الاقتصادية الكلية، إضافة إلى مبادراته لمكافحة الفقر والإرهاب، ومنها مبادرة إنشاء المركز الإقليمي للمساعدات الفنية للشرق الأوسط، وإنشاء مركز تعزيز القدرات المؤسسة في الدول الأفريقية، إلى جانب إنشاء صندوق المساعدة الفنية المتعلقة بمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وغيرها من المبادرات التي تسير في هذا الاتجاه.
وقال إن الكويت، وانطلاقا من دورها التنموي على المستوى الدولي، وحرصا منها على تعزيز مفهوم المشاركة الدولية في مواجهة كافة القضايا لا تألو جهدا في تقديم الدعم والمساهمة لتلك المبادرات التي يقدمها صندوق النقد الدولي، تعزيزا لدوره في تلك المجالات، مضيفا أن توطيد وتعزيز أوجه التعاون مع الصندوق جعلتنا نقوم اليوم بتوقيع مذكرة تفاهم حول إنشاء مركز صندوق النقد الدولي الإقليمي للتدريب الاقتصادي في الكويت، والذي يعد مركزا إقليميا حيويا يعمل على خلق كوادر بشرية ذات كفاءة مهنية عالية في دول المنطقة.
من جانبه، قال النائب الأول للمدير العام للصندوق جون ليبسكي ان صندوق النقد الدولي لا يتوقع ان يهدد ارتفاع في اسعار النفط التعافي الاقتصادي العالمي وإنه سيرقب عن كثب جولة جديدة من سياسة التيسير النقدي الاميركية.
واشار ليبسكي على هامش اجتماع لصناع السياسات الخليجيين في الكويت «لا.. يبدو في ظل المناخ الحالي ان اسعار الطاقة تتجاوب مع تعزز النمو». وقال عندما سئل عن وجهة نظر الصندوق بشأن جولة جديدة من عمليات شراء سندات الخزانة الاميركية سيقوم بها مجلس الاحتياطي الاتحادي «البنك المركزي الاميركي» بقيمة 600 مليار دولار «سنراقب عن كثب لمعرفة اثر هذا التطور».