يشهد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العربي خلال الفترة الحالية عمليات استحواذ ضخمة، منها صفقة استحواذ مجموعة فيمبلكوم الروسية على شركة أوراسكوم تيلكوم المصرية، ثم محاولة مجموعة اتصالات الإماراتية ثاني أكبر مجموعة للاتصالات في منطقة الخليج الاستحواذ على شبكة زين الكويتية للاتصالات، وسط أنباء عن وجود توجه قوي لدى شركات أخرى للاندماج وتكوين كيانات كبيرة، ما أثار العديد من التساؤلات حول ما إذا كان الاندماج بات الخيار الأمثل في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتساؤلات حول المستقبل الذي ينتظر هذه الاندماجات؟ لذلك استطلعت «العربية.نت» آراء عدد من مسؤولي الشركات المندمجة وخبراء الاتصالات للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء هذه الاتجاهات الجديدة.
فقد أكد رئيس مجلس إدارة اتصالات الإماراتية محمد عمران، في بيان صحافي صادر عن الشركة قبل أيام أن سعي شركته للاستحواذ على حصة حاكمة في شركة «زين الكويتية» جاء تماشيا مع استراتيجية «اتصالات» التي تنطوي على التوسع خارج الأسواق ذات التشبع العالي إلى أسواق تشهد فرص نمو كبيرة.
وأشار إلى أن السوق الكويتي استقبل أنباء هذه الصفقة بردود فعل إيجابية جدا، ولفت إلى أن «اتصالات» قامت بتقديم عرض تمهيدي، ولاتزال المفاوضات في مراحلها المبكرة، حيث إن عملية «الفحص والتدقيق» لم تبدأ بعد.
أما الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم م. خالد بشارة، فأكد أن اتجاه شركته إلى الاندماج مع شركة فيمبلكوم الروسية يعد أحد أشكال خلق الكيانات الكبيرة من حيث عدد المتعاملين، كذلك من حيث حجم الأرباح الناتجة عنها، مشيرا إلى عدم قدرة الشركات الصغيرة على الاستمرار في قطاع الاتصالات بصفة خاصة والقطاعات الأخرى بصفة عامة.
وأوضح في بيان صادر عن الشركة، أن الكيان الجديد سيسمح باستيراد عدد من الأجهزة أكبر قدرة، ما قد يصل إلى أضعاف الأجهزة قبل عملية الدمج، الأمر الذي يصل إلى نحو 6 مليارات جنيه بعد عملية الدمج، مشيرا إلى أن هناك العديد من الضغوط كنتيجة مباشرة لازدياد عمليات المنافسة وتشبع الأسواق.
في الاتجاه ذاته، أكد رئيس جمعية «اتصال» الخاصة بصناعة الاتصالات في مصر م. وليد جاد أن التوقيت بات مناسبا لبزوغ عصر الكيانات العملاقة والسوبر، والتي تستطيع المنافسة والاستحواذ على العمليات والصفقات الكبرى.
وشدد على أن المزيد من الاندماجات قادمة إلى سوق الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لا محالة، لكنه طالب بضرورة وجود آليات تحث الشركات على الاندماج من خلال توافر آليات السوق والظروف الجيدة، وحتى يكون هناك تطور طبيعي للاندماج، بحيث يستفيد كل طرف من الآخر، مؤكدا أن بعض الأسواق ومنها السوق المصري مازالت بها بعض المعوقات وأهمها أن مناخ العمل التشريعي ليس مناسبا خاصة آليات فض المنازعات.
بدوره، أكد الخبير الاقتصادي د.حمدي عبدالعظيم الرئيس السابق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية: «ليس كل الاندماجات ناجحة، كما أن كلها ليست فاشلة، لكن هناك محددات وآليات تتحكم في نجاحها وفشلها، إلا أن احتمالات النجاح في الغالب تكون أكثر من الفشل».