أفاد الرئيس الأميركي باراك أوباما امس بوجود توافق واسع في العالم حول السبل الواجب اتباعها لتحقيق انتعاش اقتصادي عالمي، متحدثا في ختام قمة مجموعة الـ 20 في سيول التي هيمن عليها الخلاف حول اسعار صرف العملات. وقال أوباما ان ثمة بين قادة الدول الغنية والناشئة الـ 20 الكبرى «توافقا واسعا حول السبل الواجب اتباعها» لإنعاش الاقتصاد العالمي بعد الأزمة المالية عام 2008. وان كانت الدول الناشئة قد سجلت انتعاشا قويا عام 2009، إلا ان الدول المتطورة لاتزال تواجه صعوبات ولاسيما على صعيد إنشاء الوظائف وخصوصا في الولايات المتحدة.
غير ان الدول الناشئة وفي طليعتها الصين ترفض ان تدفع ثمن سياسة الإنعاش الاقتصادي الاميركية.
وهي ترى ان الولايات المتحدة تضعف الدولار وتتسبب في تدفق أموال مضاربات إليها، ما يثير فيها التضخم ويزعزع اقتصادها.
وفيما يتعلق بمستوى تقييم سعر صرف العملة الصينية (يوان)، قال أوباما إن الفرصة متاحة للصين لأن تكون شريكا مسؤولا وأنها يمكن أن تكون سوقا هائلا للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وآخرين حول العالم، مشيرا الى أن قضية سعر الصرف لا تثير ضيق الولايات المتحدة وحدها ولكن تثير ضيق الكثير من شركاء الصين التجاريين ومنافسيها أيضا.
وأشار إلى أنه تم أيضا الاتفاق على ضرورة أن تعمل الدول التي لديها عجز ضخم على خفضه كما تم في أميركا حيث يتم العمل على خفض العجز إلى النصف بحلول عام 2013. كما أعلن عزمه اتخاذ قرارات صارمة لتحقيق هذا الهدف.
وأكد الاتفاق على اتباع معايير جديدة لضمان امتلاك البنوك لرأس المال الذي تحتاجه لمواجهة الأزمات وعدم التعرض لمخاطر تؤدي إلى أزمات أخرى، كما تم الاتفاق على نهج لضمان عدم مطالبة دافعي الضرائب بالدفع في حال حدوث أزمات مستقبلية في البنوك.
ولفت إلى أنه تم أيضا الاتفاق على خطة عمل من أجل مكافحة الفساد الذي يعد في بعض الدول عائقا كبيرا أمام التقدم الاقتصادي، مؤكدا على الحاجة أيضا إلى تجنب الحمائية التي تقف عائقا أمام التقدم والقيام بدلا من ذلك بمواصلة التجارة والاستثمار من خلال الأسواق المفتوحة. وناشد أوباما الصين التصرف بأسلوب مسؤول في معالجة قضية تقييم سعر عملتها اليوان، معربا عن أمله في أن تقوم بإجراء بشأن خفض قيمته وتقييمه وفقا لأسعار السوق. وشدد أوباما على أهمية إجراء الأبحاث الخاصة بالتنمية لخدمة الأجيال القادمة.
من جانب آخر، أكد أوباما أن الاقتصاد العالمي عاد إلى طريق الانتعاش ولكنه لا يسير بالسرعة الكافية، مشيرا إلى أن قادة دول العالم كان لهم دور في دفع مسيرة الاقتصاد إلى الأمام بعد الأزمة الاقتصادية العالمية.
وقال أوباما ان العديد من الدول اتخذت إجراءات من أجل إخراج الاقتصاد العالمي من الأزمة التي حلت به فضلا عن تجنب جميع الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه الأزمة.
وأضاف ان هذه الإجراءات كانت ضرورية حيث بدأ الاقتصاد العالمي في الانتعاش مرة أخرى، مشيرا إلى أن بعض الاقتصادات وخاصة الاقتصادات الناشئة تشهد نموا اقتصاديا قويا. وأوضح أوباما قائلا «نجحنا في وضع الاقتصاد العالمي على طريق الانتعاش مرة أخرى. إلا أننا ندرك أن التقدم لم يحدث بشكل سريع ولم يتم بعد تحقيق التوازن في النمو العالمي الذي نحتاجه».
مخاوف الديون تدفع اليورو والعملات مرتفعة العائد إلى الهبوط
سجل اليورو أقل مستوى في ستة أسابيع أمام الدولار امس وانخفض لأقل سعر في شهرين مقابل الين فيما تراجعت العملات مرتفعة العائد وسط موجة احجام عن المخاطرة. ورغم قمة العشرين المنعقدة في سول واجراءات التيسير الكمي التي اتخذها مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) تركز الاهتمام على المخاوف بشأن قدرة ايرلندا على سداد ديونها الأمر الذي دفع المستثمرين الى توخي الحذر حيال الأصول المحفوفة بالمخاطر. وانخفض اليورو 0.1% الى 1.3640 دولار بعد هبوطه الى 1.3573 دولار على منصة التعاملات الالكترونية اي.بي.اس، وهبط اليورو الى أقل مستوى في شهرين أمام الين ليسجل 111.04 وانخفض في أحدث التعاملات 1% الى 111.64 ينا. وسجل الدولار أعلى مستوى في نحو خمس سنوات أمام سلة عملات رئيسية عند 78.479 لكنه انخفض امام الين متجها مرة ثانية الى أقل مستوى له في 15 عاما أمام العملة اليابانية.
فقدان 30 مليون وظيفة بسبب الأزمة
أعلن المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس كان مؤخرا في المؤتمر الدولي للتنمية الذي عقد في مدينة اغادير المغربية مؤخرا أن الازمة الاقتصادية العالمية تسببت في فقد 30 مليون وظيفة.
من ناحية أخرى، ذكر تقرير لمنظمة العمل الدولية ان هناك 210 ملايين شخص يعانون من البطالة على سطح الكره الأرضية.