محمود فاروق
بدأ الربع الأخير من عام 2010 بداية موفقة وشهد تحسنا ملموسا في تداولات البورصة، وذلك بعد فترات تجميع على نطاق واسع خلال الربع الثالث حيث تشير المؤشرات الرئيسية للسوق إلى تحقيق نتائج جيدة مع نهاية العام الحالي وذلك بعد أن تمكن مؤشر البورصة من كسر مستوى المقاومة الرئيسي عند 6900 نقطة في بداية شهر سبتمبر الماضي، مما ساعد على الصعود الحالي لمؤشر البورصة، وذلك بعد الانتهاء من فترات تجميع طويلة خلال الأسابيع الماضية، بما يدفع المتشائمين في السوق نحو الانتهاء من عرض أسهمهم، ومن ثم تحقيق المزيد من الاتجاه الصعود، وبصفة خاصة بعد كسر نقطة الاتجاه الهبوطي عند 7150 نقطة، لتكون النقلة التالية هي مستوى 7500 نقطة في المدى القريب، وعند المستوى 8400 في المدى البعيد.
«الأنباء» رصدت توقعات الخبراء الاقتصاديين حول تداولات الربع الأخير من العام الحالي، وكانت التفاصيل كالتالي:
بداية أكد رئيس مجلس الادارة شركة الاستشارات المالية الدولية هيرميس ـ ايفا خالد الصالح أن هناك عدة محفزات ستكون في صالح السوق خلال الفترة المقبلة تتمثل في زيادة المشروعات التي تطرحها الحكومة ضمن برنامج خطة التنمية الذي سيعيد للكويت مكانتها لتكون مركز ماليا اقليميا، الأمر الذي يصب في صالح الشركات الكويتية المدرجة وبالتالي على القيمة السوقية للبورصة.
وأضاف الصالح ان الربع الأخير من العام الحالي سيشهد مفاجآت عدة خصوصا ان المناخ العام للاقتصاد والأداء الفني للسوق أصبح مواتيا للتفاؤل بفضل الصفقات التي تتم فيه خاصة في حالة تنفيذ صفقة زين، موضحا ان السوق ينتظر ما مقداره 3.2 مليارات دينار من صفقة زين، ما يعني أن المستفيد الأول شركات مجموعة الاستثمارات التي ستعيد الى السوق اتزانه، إذ إن مثل هده الصفقات يحتاج اليها السوق لزيادة الثقة في شركاته التي أثبتت أنها قادرة على النجاح وذكر أن كل شرائح المستثمرين أفرادا كانوا أو شركات ومؤسسات يترقبون الافصاح عن بيانات الربع الأخير خصوصا من القطاع البنكي الذي دائما ما يبادر بالإعلان، الأمر الذي يحرك منوال الأداء خلال تداولات الربع الرابع وتظهر مؤشرات التوزيعات لدى الغالبية.
استقرار السوق
من جانبه يرى نائب مدير عام شركة الاتحاد للوساطة المالية والمحلل المالي فهد الشريعان ان نتائج البنوك في الربع الثالث أعطت ضوءا اخضر لاستقرار السوق ومنعطفا ايجابيا ستكون له آثار جيدة بالربع الأخير من العام الحالي، لافتا الى ان نتائج البنوك الجيدة تعود الى انتهاء أزمة المخصصات التي «قصمت وسط» البنوك خلال الفترة الماضية، لافتا الى ان قطاع الاستثمار مازال يبحث عن خارطة طريق خاصة ان العوامل والمؤثرات السلبية بدأت تنجلي ونتائج الشركات اصبحت جيدة.
البنوك هي الأفضل
في ذات السياق قال المحلل المالي نايف العنزي ان وضع البنوك في الربع الأخير سيكون أفضل بكثير عن الفترة الماضية وسط توقعات بأن تحقق نتائج إيجابية ونموا في الأرباح مقارنة بالأعوام الماضية بينما ستستمر الشركات في تحقيق خسائرها مع انخفاض عام في أرباحها نظرا للحالة المالية التي تعانى منها وعدم وجود حلول جوهرية للخروج من أزمتها التي مازالت عليها منذ أكثر من عامين.
وأضاف ان السوق يتحرك وفق تبادل المواقع بين الأسهم والمجاميع، مبينا ان عمليات التجميع المضاربية هي التي تستحوذ على السوق بشكل عام خلال الفترة الماضية، لافتا الى ان السوق يحتاج الى مبادرة ودخول للاستثمار ولابد من إيجاد صناع سوق حقيقيين لتعزيز السوق والارتقاء بمستوى الاداء ومواجهة عمليات جني الأرباح والمضاربات التي تؤثر سلبا على السوق. وزاد: ان السوق يحتاج الى مزيد من الرقابة على التداولات حتى لا يتحول الى المضاربة خاصة من يتعمد إطلاق الإشاعات واستغلالها للاستفادة من آثارها، موضحا ان اتجاه السوق خلال الفترة المقبلة غير واضح خصوصا ان كلام الوزير عن الشركات «العفنة» وكذلك كلام مدير السوق عن انه لابد من التفريق بين البصل والتفاح سيؤدي الى إشكاليات عديدة خاصة ان هناك شركات تبحث عن حلول لمشاكلها.
ترقب للشركات
من جانبه رأى الاقتصادي علي النمش ان الوضع الراهن في البورصة عبارة عن حالة من الترقب لما ستؤول إليه بيانات الشركات المدرجة في السوق للربع الأخير من العام الحالي، والتي من المتوقع أن تكون أفضل من ذات الفترة للعام الماضي على اعتبار أن السوق شهد حالات تعاف منذ بداية العام الحالي. واضاف: ان المتابع لحركة السوق خلال فترة الربع الثالث يلحظ وجود طفرات لبعض الأسهم التشغيلية التي تعتمد في أدائها على نشاط فعلي ألقى بظلاله الايجابية على سمعة الشركة وأسهمها المدرجة وهي أسهم جيدة وأداؤها يرضي كل المتداولين.