بمناسبة إطلاق بنك الكويت الوطني للدورة الثانية من برنامج تطوير المهارات القيادية الشابة لموظفيه أخيرا بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت، عبرت مجموعة من القيادات الشابة التي شاركت في الدورة الأولى من البرنامج عن أهمية هذه الدورات في صقل المهارات وتنمية القدرات والخبرات القيادية لديهم.
وقد أطلق الوطني برنامج تطوير القيادات الشابة في إطار دعمه لتطوير كفاءات كوادره البشرية الشابة وإعدادها لتسلم زمام القيادة مستقبلا.
ويتمحور هذا البرنامج التدريبي حول ابتكار أساليب جديدة وغير تقليدية في التفكير للقيادات الشابة، بالإضافة الى تعلم المهارات الأساسية للقيادة، وبناء ثقافة التميز، وإدارة التغيير والابتكار، وقياس وإدارة الأداء إلى جانب علم الإدارة والاتصال الفعال وفرق الأداء الرفيع ومهارات التقييم الذاتي وصولا إلى التوجيه والتدريب الفعال.
وقال عبد المحسن الرشيد من إدارة العلاقات العامة في البنك الوطني إن البنك حريص دوما على إعداد مثل هذه البرامج والدورات لأهميتها في صقل مهارات الموظفين وتعزيز خبراتهم خلال مدة الدورة التي استمرت تسعة أشهر.
وأضاف أن مثل هذه الدورات تكسب الموظف الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة التحديات في العمل، وتضيف المزيد من المعرفة المصرفية والاقتصادية على حد سواء. وأضاف الرشيد أن أفضل مادتين في هذا البرنامج الذي استمر 9 أشهر كانتا مادتي change management و risk management بسبب ترابطهما مع ما يدور فعليا على أرض الواقع، وما شاهدناه من آثار الأزمة العالمية التي هزت وعصفت بالعديد من المؤسسات المصرفية العريقة، ولذلك كان لتلك المادتين الأثر الكبير في تعلم وفهم كيفية تقييم المخاطر وإدارتها.
تنمية القدرات
من جهته، قال جاد زخور من مجموعة الخزانة في البنك الوطني إن هذه الدورات جمعت خبرات اثنين من أكبر وأفضل المؤسسات في الشرق الأوسط وهما بنك الكويت الوطني والجامعة الأميركية في بيروت.
وأضاف أن لهذه الدورات الفضل الكبير في تنمية القدرات والخبرات القيادية والمهنية للموظفين المشاركين في برنامج التطوير.
أما على الصعيد الشخصي، فقد منحني هذا البرنامج الفرصة لتطوير مهارتي القيادية بشكل يساعدني على أداء مهامي في مجموعة الخزانة بالشكل الأمثل وخدمة عملاء البنك على أكمل وجه، كما بذل القائمون على سلسلة الدورات في الجامعة الأميركية في بيروت الجهد الكبير حتى لا تأخذ هذه الدورات الطابع النظري فحسب، وذلك من خلال ربط المعلومات النظرية بتجارب واقعية حدثت في أكبر البنوك والمؤسسات العالمية، وسهل ذلك علينا تطبيقه في عملنا في بنك الكويت الوطني.
وأكد زخور أن نجاح هذا البرنامج يعود إلى اهتمام بنك الكويت الوطني بتطوير مهارات موظفيه والاهتمام الكبير بهم.
وقد استطاعت الكوادر التعليمية في الجامعة الأميركية في بيروت خلال فترة تسعة أشهر أن تجمع كل ما يحتاجه موظفو البنك المشاركون من أجل تطوير عملهم وتأهيلهم لتولي مسؤوليات قيادية في المستقبل.
من جانبه، قال عبدالعزيز صادقي من مجموعة الخدمات المصرفية الشخصية لدى البنك الوطني إن هذه البرامج التدريبية تهدف بشكل أساسي إلى تعزيز وتطوير المهارات الإدارية والقيادية في المجالات المصرفية، وذلك من خلال مواد تدريبية مكثفة تم تقديمها بمنهج دراسي منظم لضمان تحقيق أهداف البرنامج.
وساعدت هذه الدورات في التعرف على نقاط الضعف والقوة لدي وكيفية تطوير نقاط القوة على الأسس العملية والتي هي في غاية الأهمية لتطوير ورفع كفاءة العمل. وأشار صادقي إلى أن من أهم المهارات التي تعلمها وقام بتطبيقها عمليا في مجال عمله هي أساليب تحفيز الموظفين.
الإدارة الفعالة
من جهة ثانية، قال طارق الشيخ من مجموعة الخدمات المصرفية للشركات إن هذه الدورات عرفته بشكل مفصل بمفاهيم الإدارة الفعالة، وكيفية اتخاذ القرارات. وقد عززت مهاراتي كقائد ناجح، وكان لها تأثير إيجابي فعال في حياتي حيث ان الدورة أثرت في مفاهيمي وممارساتي القيادية بشكل كلي.
ومن خلال الأشهر التسعة حاولت وبنجاح أن أطبق ما تعلمته على فريق عملي لمعرفه مدى فعالية النظريات، وكانت النتائج إيجابية ومدهشة، ويعود هذا الفضل إلى أساتذة الجامعة المتمرسين والفعالين في ترجمة ما نتعلمه من نظريات إلى واقع ملموس وقابل للتفاعل والتقييم. وأكثر الدورات التي استمتعت بها واستفدت منها هي دورات القائد الفعال «leadership» وإدارة التغيير «change management» حيث كانت من أكثر الوحدات التي كنت أترقب دراستها لأهميتها في مجال عملي. فمجال المصارف مجال تنافسي بحت ويتطلب التغيير والتأقلم المستمر للمحافظة على صدارتنا كأفضل بنك في الشرق الأوسط. وجاءت هذه الدورات على قمة أولويات الإدارة العليا لأيمانها بدورنا كقادة المستقبل وبأهمية ضخ دماء جديدة لمسايرة التقدم والتغيير للتوسع إقليميا.
وقال الشيخ إن هذه الدورات كانت مهمة جدا لسببين، أولا لأهمية المواضيع والنظريات التي طرحت طيلة الأشهر التسعة، حيث إنها كانت سابقة لا مثيل لها في الشرق الأوسط، وثانيا الكفاءات العالية والمتمرسة التي يتمتع أساتذة الجامعة الأميركية في بيروت الذين قاموا بدراسة كاملة لإدارات البنك الوطني وهيكله التنظيمي لكي يختاروا البرامج والمناهج الأنسب لنا.
موهبة علمية
بدورها، قالت بسمة العبدالرزاق، مديرة فرع قرطبة، ان دورات الجامعة الأميركية في بيروت لها الفضل في صقل موهبتها العملية، وفتح آفاق جديدة لها في التعامل مع فريق عملها في البنك، وأتاحت مفاهيم جديدة في عمليات الإدارة والقيادة، كما ساهمت في التعريف على التجارب العالمية في مجال الإدارة للاستفادة منها وتطبيقها في مجال العمل المصرفي.
وأضافت أن هذه الدورات كان لها الأثر في انتقالي من مرحلة تطبيق التجربة المكتسبة من الخبرة العملية الى مرحلة تنفيذ النظريات التي درست أثناء الدورة، ما انعكس على طريقة التعامل مع الموظفين وإدارة العمل داخل الفرع. وقدمت لنا الدورات مجموعة مكثفة من المعلومات والخبرات العالمية والتجارب الناجحة لكثير من القياديين، ولعل سلسلة الدورات كانت الأقرب لاحتياجات العمل المصرفي بالنسبة لنا، كما أن المعلومات التي درست كانت متوافقة مع الأحداث الاقتصادية والمصرفية التي نعيشها اليوم، واستعرضت لنا أحداثا جديدة وليست تاريخية قديمة كما يحدث في كثير من الدورات، وهذا ما ساهم في نجاح الدورة وتقبلها بصورة جيدة جدا.