عاطف رمضان
أكد أستاذ اقتصاديات التمويل بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا د.حسن الصادي لـ «الأنباء» أن الاقتصاد الكويتي يصنف عالميا كأحد اقتصاديات الفائض الصغيرة المفتوحة «small-open surplus economy» والتي تخضع لقوانين السوق في تعاملاتها المختلفة سواء مالية أو اقتصادية، مشيرا الى أنه قد انتهى من اعداد دراسة تهدف الى تحليل السلوك اليومي للمضاربين في سوق الكويت للاوراق المالية خلال الفترة من يناير 2002 الى أغسطس 2008 لتحديد ما اذا كان المتعاملون على الاسهم يتبعون في تعاملاتهم اليومية سلوك جماعي أم لا.
وأضاف الصادي أن النتائج المستخلصة من تحليل سلوك السوق الكويتي للاوراق المالية أوضحت أن التعاملات اليومية بسوق الكويت للاوراق المالية تتبع وبدلالة احصائية قوية سلوكا جماعيا حتى ان توافرت معلومات خاصة لدى بعض الاطراف والتي لا تتواجد لدى الاطراف الاخري.
وأكد أنه وجد عند قيامه بتحليل سلوك السوق، أن النتائج أوضحت وبدلالة احصائية قوية أن التعاملات اليومية بسوق الكويت للاوراق المالية لا تتبع أي سلوك جماعي وكأن المتداولين لا يستشعرون الخطر او كأن مخاطر الاستثمار في الاسهم ليست احد محددات الشراء او البيع للاسهم.
السلوك الجماعي
ولفت الصادي الى أن نتائج الدراسة أثبتت أن السلوك الجماعي للمضاربين في سوق الكويت للاوراق المالية يتواجد وبقوه عند اتجاه مؤشر السوق نحو الارتفاع محققا أرباحا غير عادية بينما لا يميل المتعاملون الى اتباع السلوك الجماعي عند اتجاه مؤشر السوق نحو الانخفاض محققا خسائر غير عادية، مؤكدا أن ذلك يعد دليلا على أن المتعاملين في الاسهم في سوق الكويت للاوراق المالية يندفعون في تعاملاتهم اليومية وراء الربح دون احساس بالمخاطر المرتبطة بقراراتهم، الامر الذي يشير الى أن هؤلاء المضاربين اقرب للمقامرين في سلوكهم عند اتخاذ قراراتهم اليومية بشراء أو بيع الاسهم منهم للمستثمرين أو للمضاربين.
وذكر أن السلوك الجماعي يصف كيفية تصرف الافراد في الجماعة معا، في نفس الوقت، وفي نفس الاتجاه دون تخطيط أو اتفاق مسبق، ولكن اعتمادا على الغريزة التي تفضل النجاة أو الهلاك مع الجماعة، مشيرا الى أن السلوك الجماعي الذي يتبعه المتعاملون في الاوراق المالية بالبورصات العالمية أصبح احد العوامل الاساسية المفسرة لاتجاهات وتقلبات البورصات العالمية.
مضاربة سريعة
ولفت الصادي الى أن عدم اسراع المتداولين بالبورصة الى التخلص السريع من استثماراتهم في الاوراق المالية عند اتجاه السوق نحو الانخفاض في الاسواق الناشئة ومنها الكويت يرجع الى قيام الحكومات بدور محوري في حماية سوق الاوراق المالية من الانهيار وبالتالي تحقيق الاستقرار للاسواق وبما يمكنها من طمأنة رؤوس الاموال المحلية وبالتالي عدم هروبها الى الخارج والاستمرار في جذب رؤوس الاموال الاجنبية للاستثمار بهذه الدول.
واستطرد الصادي قائلا: في حالة اتجاه المؤشر نحو الارتفاع فان هذه الحكومات لا تتدخل حيث يؤدي ذلك بطبيعة الحال الى جذب رؤوس الاموال الاجنبية والاحتفاظ برؤوس الاموال المحلية للاستثمار في هذه الدول وبالتالي يتولد احساس لدى المضاربين في الاسواق الناشئة ان الحكومات ستتدخل لحماية السوق عند انهياره أو حتى عند اتجاهه للهبوط وهو ما يجعل حساسية المضاربين للاتجاه الهبوطي اقل منه في حالة الاتجاه الصعودي للسوق والذي لا يتدخل احد لايقافه أو ابطاء صعوده.
تقلبات شديدة
وبيّن انه عندما يتعرض سوق الاوراق المالية لتقلبات شديدة في الاسعار وبما يؤثر على مؤشر السوق بدرجة عنيفة سواء صعودا أو هبوطا دون معرفة الاسباب الحقيقية لهذه التقلبات، فان المتعاملين في السوق يتجاهلون قيمة المعلومات المتوافرة لديهم ويتعاملون على الاسهم بناء على المعلومات الشائعة في السوق والتي يتداول على أساسها باقي المتعاملين في السوق، وبالتالي يبدأ الجميع في اتخاذ نفس القرارات سواء بالشراء أو بالبيع، ويترتب على ذلك أن عوائد أو خسائر الاسهم تبدأ في التراجع بمعدلات متناقصة سواء كان السوق صعوديا أو هبوطيا.
وأفاد بأن النتائج قد أثبتت أن السلوك الجماعي للمضاربين في البورصة الكويتية يتواجد وبقوة عند اتجاه مؤشر السوق نحو الارتفاع بينما لا يتواجد بنفس القوة عند اتجاه مؤشر السوق نحو الانخفاض مما يعد دليلا على أن المتعاملين على الاسهم في البورصة الكويتية يندفعون في تعاملاتهم اليومية وراء الربح دون احساس بالمخاطر المرتبطة بقراراتهم وهو ما يشير الى ان هؤلاء المضاربين اقرب للمقامرين في سلوكهم عند اتخاذ قراراتهم اليومية بشراء او بيع الاسهم منهم للمستثمرين او للمضاربين.