رد رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بن برنانكي على الدول الكبرى التي انتقدت الخطوات الأخيرة للاحتياطي لتحفيز النمو، مؤكدا انها كانت ضرورية لإبقاء الاقتصاد الأميركي على مسار النمو وبالتالي إبقاء الانتعاش العالمي، وانتقد الصين من دون تسميتها بسبب سياسة تخفيض قيمة عملتها.
ووزع الاحتياطي الفيدرالي اول من امس كلمة ألقاها برنانكي في مؤتمر للبنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت امس لم يكتف فيها بالدفاع عن سياسات مؤسسته بل دعا فيها الكونغرس إلى اتخاذ قرارات أخرى على المدى القصير لمعالجة الضعف في الاقتصاد الأميركي.
وكانت ألمانيا انتقدت الاحتياطي الفيدرالي لقراره شراء 600 مليار دولار من السندات بأموال حديثة العهد، ورد برنانكي بأن الخطوة كانت ضرورية لتقليص البطالة والحفاظ على قوة الدولار على المدى الطويل.
وتوقع برنانكي أن يرتفع النمو الاقتصادي الأميركي العام المقبل إلا أنه أضاف انه «لا يمكننا أن نستبعد إمكانية أن ترتفع البطالة أكثر في المدى القريب ما يضيف مخاطر على الانتعاش».
وأكد ان نموا اقتصاديا أميركيا قويا هو بالضبط ما يحتاج إليه الاقتصاد العالمي، داعيا إدارة الرئيس باراك أوباما والكونغرس إلى المزيد من الخطوات لدفع النمو.
وأوضح ان «برنامجا نقديا يقوم على إجراءات قصيرة المدى لتعزيز النمو بالتوازي مع إجراءات قوية لتحفيز الثقة من أجل تقليص العجوزات الهيكلية البعيدة المدى قد تكون خطوة تكميلية مهمة لسياسات الاحتياطي الفيدرالي».
وردا على منتقديه بينهم كبار المصرفيين مثل ألمانيا والصين، الذين اتهموا الاحتياطي الفيدرالي بالسعي إلى إضعاف الدولار من أجل تعزيز التجارة الأميركية، قال برنانكي ان سياساته تسعى إلى خلق اقتصاد عالمي حيث هناك توازن أفضل بين ما تنتجه الدول وما تستهلكه.
وقال ان لجنة السياسات في الاحتياطي الفيدرالي «تعتقد أن أفضل طريقة لمواصلة تعزيز الأساسات الاقتصادية التي تدعم قيمة الدولار وكذلك لدعم الانتعاش الاقتصادي العالمي هي من خلال السياسات التي تؤدي إلى استئناف النمو القوي في سياق استقرار الأسعار في الولايات المتحدة».
وانتقد برنانكي السياسات النقدية في الصين من دون أن يسميها وغيرها من الأسواق الناشئة، وقال ان «سياسة تخفيض قيمة العملات من جانب بعض الدول كانت جزءا من استراتيجية للنمو تقودها الصادرات وهي في جذور «اختلال التوازن الدائم» في التجارة و«تشكل خطرا اقتصاديا وماليا متناميا».
وحذر من أن «السعي إلى نمو تقوده الصادرات لا يمكن أن ينجح في النهاية إذا لم يتم أخذ انعكاساته على النمو والاستقرار العالميين في الاعتبار».
وحذر برنانكي من أن تسارع النمو في الأسواق الناشئة مثل الصين والهند مقابل تباطؤه في الدول الأغنى يعوق التعاون الذي يحتاجه الانتعاش العالمي.