هشام أبوشادي
قادت أسهم الشركات الثقيلة الاتجاه الصعودي لسوق الكويت للاوراق المالية أمس، خاصة أسهم البنوك التي شهدت عمليات شراء ملحوظة بالاضافة الى سهم زين الذي أدى ارتفاعه الى صعود أغلب أسهم الشركات المرتبطة به، ورغم محدودية الاتجاه الصعودي للسوق، الا انه بدد القلق النفسي الذي ساد أوساط المتداولين أول من أمس جراء التطورات العسكرية التي شهدتها شبه الجزيرة الكورية. وتأتي القوة الشرائية على أسهم البنوك وأسهم الشركات الثقيلة الاخرى في اطار تركيز أوساط المتداولين على أسهم الشركات القادرة على تحقيق نمو جيد في أرباحها التشغيلية وتوزيعات الارباح، وهو ما أكدت عليه «الأنباء» في تقارير سابقة، فتركيز القوة الشرائية على هذه الأسهم يحد من المخاطر التي يمكن ان يتعرض لها أوساط المتداولين في ظل استمرار معاناة العديد من الشركات من أعباء التزاماتها المالية والتي لن تمكنها من توزيع أرباح على مدى أربعة الى خمسة أعوام مقبلة في الوقت الذي يلاحظ فيه ان بعض هذه الشركات معرضة للافلاس خاصة في ظل عدم وجود أي دعم من جانب الجهات الحكومية وصعوبة الدخول تحت مظلة قانون الاستقرار المالي.
المؤشرات العامة
ارتفع المؤشر العام للبورصة 17 نقطة ليغلق على 6935 نقطة بارتفاع نسبته 0.25% مقارنة بأول من أمس، كذلك ارتفع الموشر الوزني 3.52 نقاط ليغلق على 473.73 نقطة بارتفاع نسبته 0.75% مقارنة بأول من أمس.
وبلغ اجمالي الأسهم المتداولة 160.3 مليون سهم نفذت من خلال 3676 صفقة قيمتها 38.6 مليون دينار.
وجرى التداول على أسهم 106 شركات من أصل 213 شركة مدرجة، ارتفعت أسعار أسهم 46 شركة وتراجعت أسعار أسهم 25 شركة وحافظت أسهم 35 شركة على أسعارها و107 شركات لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الخدمات النشاط من حيث القيمة، اذ تم تداول 32.6 مليون سهم نفذت من خلال 748 صفقة قيمتها 12.7 مليون دينار.
وجاء قطاع البنوك في المركز الثاني من حيث القيمة، اذ تم تداول 18.5 مليون سهم نفذت من خلال 500 صفقة قيمتها 11.5 مليون دينار.
واحتل قطاع الشركات الاستثمارية المركز الثالث من حيث القيمة، اذ تم تداول 46 مليون سهم نفذت من خلال 1038 صفقة قيمتها 6.2 ملايين دينار.
وحصل قطاع الشركات الصناعية على المركز الرابع من حيث القيمة، اذ تم تداول 16.8 مليون سهم نفذت من خلال 634 صفقة قيمتها 4.3 ملايين دينار.
السيولة المالية
على الرغم من الارتفاع النسبي للسيولة المالية في البورصة أمس مقارنة بأول من أمس، الا انها لاتزال ضعيفة، خاصة انها مركزة على عدد محدود جدا من الأسهم، الامر الذي يشير الى حالة القلق والمخاوف التي تسود أوساط المتداولين ما يدفعهم للحذر من عمليات الشراء على الرغم من قناعة الاوساط الاستثمارية بأن السوق تجاوز مرحلة التقلبات الحادة، الا ان القلق ينحصر بشكل أساسي في المخاوف من عدم اتمام صفقة زين ـ اتصالات. وفي هذا الصدد، فقد أكدت مصادر ان الاجراءات الخاصة بالصفقة تسير وفقا لما تم الاتفاق عليه بين طرفي الصفقة، مشيرة الى ان هناك إقبالا ملحوظا من مساهمي زين للانضمام الى الصفقة، وان شركة المقاصة الكويتية تشهد تزايدا ملحوظا من قبل المساهمين لفتح محافظ لدى الاستثمارات الوطنية، وفي كل الاحوال، فإنه مع نهاية الشهر الجاري ستنتهي الفترة المحددة للمساهمين من أجل الدخول في صفقة زين، وان الشهر المقبل يتوقع تطورات إيجابية وبوتيرة متلاحقة حول إجراءات اتمام الصفقة، وقد عكس ذلك الارتفاع النسبي لأغلب أسهم الشركات المرتبطة بسهم «زين» وان كانت عمليات المضاربة تلعب دورا ملحوظا في تداولات هذه الأسهم.
آلية التداول
باستثناء استقرار أسعار أسهم 3 بنوك، فقد حققت باقي أسهم القطاع ارتفاعا في أسعارها في تداولات مرتفعة نسبيا، فرغم انخفاض تداولات سهم البنك الدولي مقارنة بأول من أمس إلا انها الأعلى في تداولات أسهم البنوك أمس مع استمرار اتجاهه الصعودي، وارتفعت نسبيا تداولات سهم البنك الوطني مع صعود محدود في سعره السوقي، حيث يُعد السهم أفضل الأسهم في السوق في الفترة الراهنة لأسباب عديدة أبرزها النمو الجيد في أرباحها لفترة الأشهر التسعة، بالإضافة الى توزيعاته الجيدة المتوقعة في نهاية العام في الوقت الذي يتوقع ان تستمر أغلب البنوك في عدم توزيع أرباح للعام الحالي، وحتى في العام المقبل.
ورغم استمرار التداولات الضعيفة على أغلب أسهم الشركات الاستثمارية إلا ان معظمها حقق ارتفاعا في أسعارها، فقد سجل سهم الاستثمارات الوطنية ارتفاعا محدودا في سعره في تداولات محدودة أيضا، فيما ارتفع سهم الساحل للتنمية بمقدار وحدتين في تداولات مرتفعة نسبيا، وقد أدى إعلان شركة المال للاستثمار انها وقعت عقد بيع 40.8% من حصتها في شركة صناعات الفحم المكلسن بقيمة 31.3 مليون دينار، الى ارتفاع سهمها لمستوى قريب من الحد الأعلى في تداولات غلب عليها عمليات المضاربة.
وستدخل الأرباح الناتجة من الصفقة والبالغة 20.5 مليون دينار في البيانات المالية للشركة في الربع الأخير من العام الحالي، واتسمت حركة التداول على باقي أسهم الشركات الاستثمارية بالضعف مع صعود محدود لأسعار بعضها.
واستمرت حركة التداول على أسهم الشركات العقارية في الضعف مع ارتفاع محدود لأسعار بعضها، فقد شهد سهم أبيار للتطوير العقاري ارتفاعا محدودا في سعره في تداولات مرتفعة نسبيا يغلب عليها عمليات المضاربة، إلا انه من الواضح ان السهم يمر بعمليات تأسيس قوية على أسعاره الحالية، ما يشير الى انه يتوقع ان يشهد ارتفاعا في الفترة المقبلة، خاصة ان الشركة قطعت شوطا كبيرا في إعادة هيكلة التزاماتها المالية، واستقر سهم العقارات المتحدة في تداولات ضعيفة، نسبيا إلا انه مرشح للارتفاع.
الصناعة والخدمات
استمرت حركة التداول على أسهم الشركات الصناعية في الضعف باستثناء التداولات المرتفعة نسبيا على سهمي صناعة الأنابيب ومنا القابضة، فقد شهد سهم الأنابيب تداولات نشطة أدت الى ارتفاعه بشكل ملحوظ مقتربا من مستوى الحد الأعلى، فيما ان عمليات البيع لجني الأرباح سيطرت على تداولات سهم منا القابضة الذي شهد انخفاضا ملحوظا في سعره، وحققت أغلب أسهم الشركات الخدماتية ارتفاعا في أسعارها في تداولات مرتفعة على بعض الأسهم خاصة سهم زين الذين يشهد عمليات شراء ملحوظة دفعته للارتفاع بمقدار وحدة سعرية، وارتفعت نسبيا تداولات سهم اجيليتي مع ارتفاع محدود في سعره، واستمرت التداولات المرتفعة على سهم شركة الافكو التي أعلنت نتائجها المالية السنوية محققة أرباحا قدرها 10.7 ملايين دينار ما يعادل 14.5 فلسا مع توزيع أرباح نقدية بنسبة 5% وأسهم منحة بنسبة 5%.
وقد استحوذت قيمة تداول أسهم 10 شركات على 65.8% من القيمة الإجمالية للشركات التي شملها التداول والبالغ عددها 106 شركات.
أرقام ومؤشرات
استحوذت قيمة تداول اسهم 10 شركات والبالغة 25.1 مليون دينار على 65.8% من القيمة الاجمالية وهذه الشركات هي: الوطني، الدولي، برقان، بيتك، بنك بوبيان، المال للاستثمار، صناعة الانابيب، اجيليتي، زين والأفكو.
استحوذت قيمة تداول سهم زين البالغة 7.7 ملايين دينار على 19.9% من القيمة الاجمالية.
حققت مؤشرات خمسة قطاعات ارتفاعا اعلاها قطاع البنوك بمقدار 134.7 نقطة.