جمال عبدالحكيم
تراجع المعدل اليومي للقيمة المتداولة خلال الاسبوع الماضي لادنى درجاته ليصل الى 135 مليون دينار تقريبا ويفقد نحو 7.5% من قيمته، وشهدت تداولات الثلاثاء الماضي ادنى قيمة عرفها السوق منذ فترة طويلة لا تقل عن شهرين، وبلغت 114.2 مليون دينار.
والحقيقة ان التراجع في معدل قيمة التداول اليومي يتواصل منذ ستة اسابيع، وقد تدرج هذا التراجع كالتالي: 230، 205، 175، 165، 146 وصولا الى 135 مليون دينار خلال الاسبوع الماضي.
والاسباب وراء هذا التراجع باتت معروفة للمراقبين والمتداولين في سوق الكويت للأوراق المالية، وتتمثل في عزوف كثير من المجموعات الاقتصادية عن التداول في الفترة الماضية، ربما لاحتدام موسم الصيف الذي عادة ما يتسم بضعف التداول، وربما لانحراف السوق نحو المضاربة وتركزها على الاسهم الصغيرة، وايضا للفتور الشديد الذي اصاب التداول على الاسهم الكبيرة والقيادية، وايضا لعزوف كثير من المتداولين عن بيع اسهمهم عند اسعار الطلب المقدمة لهم والتي جاء معظمها عند الحد الادنى، وكنا قد سجلنا هذه الملحوظة الاخيرة في تقريرنا عن تداولات الاسبوع قبل الماضي، واعتبرنا ان هذا الموقف يضع السوق على اعتاب مرحلة جديدة يبدأ عندها استئناف الاستثمار.
وقد راق للبعض ان يعزو التراجع في قيمة التداولات خلال الاسبوع الماضي للهزة التي اصابت اسواق المال العالمية نتيجة لأزمة الائتمان العقاري عالي المخاطر في الولايات المتحدة، وهذا تفسير يجافي الواقع لأكثر من سبب، منها: ان حجم الاستثمارات العربية المستثمرة في الخارج لا تمثل نسبة مؤثرة من جملة الاستثمارات العالمية، كما ان معظم هذه الاستثمارات يتجه للاستثمار في الملكيات الخاصة private equity، فيما يتجه البعض الآخر للاستثمار في التطوير العقاري والاستثمار المباشر في الشركات القائمة في اوروبا واميركا وشرق آسيا..الخ، كما يشير تاريخ هذه الاستثمارات الى ضعف توجهها الى الاستثمار في اسواق المال العالمية نظرا لارتفاع المخاطر في تلك الاسواق، كما ان الاستثمارات العربية قد عرفت طريق العودة الى بلادها عقب احداث الحادي عشر من سبتمبر وتهديد السلطات الاميركية باتخاذ اجراءات تعسفية ضد الاموال العربية بدعوى دعمها للارهاب، وهناك سبب اخير يتمثل في نشاط الاسواق الناشئة الذي تفوق على الاسواق العالمية ما جعل الاولى اكثر جاذبية للاستثمارات العالمية ومن باب اولى الاستثمارات التي تنتمي لهذه الاسواق.
وقد اوردت ميريل لينش نتائج استطلاع نشر اخيرا ويوضح ان الاسواق الناشئة لاتزال مغرية، وان هناك تحولا كبيرا من الاسواق العالمية للأسواق الناشئة، لأن هذه الاخيرة تقدم افضل ارباح محتملة للشركات مقارنة بالقطاعات الاقليمية كلها، لتتفوق على منطقة اليورو التي تمتعت بأفضل مكانة استثمارية طيلة الاشهر السابقة من العام الحالي.
واختتمت ميريل لينش نتائج استطلاعها بالقول ان نوعية المكاسب في الاسواق الناشئة تتحسن في وقت تهبط فيه جودة المكاسب في الاسواق الاميركية.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )