شريف حمدي
قالت مسؤولة الخدمات الكلية في ديلويت أند توش ـ الشرق الاوسط انجيلا براينت ان ادارة المخاطر المؤسساتية هي اداة ادارية تستخدم لقياس ورصد مخاطر المشاريع وتقديم تقارير المخاطر بطريقة منسقة، مشيرة الى انه عندما تنفذ المعايير الخاصة بدارسة المخاطر الخاصة بالمشاريع تصبح ادارة المخاطر بالمؤسسات جزءا لا يتجزأ من ثقافة اي مؤسسة.
واضافت براينت في محاضرة نظمها اتحاد الشركات الاستثمارية امس في مقره بغرفة التجارة والصناعة انه في السنوات الاخيرة اصبح هناك اهتمام بالغ من المؤسسات بدراسة كافة المخاطر التي تحيط بالمشاريع وكافة الفرص الاستثمارية قبل الدخول فيها، مشيرة الى ان ادارات المخاطر التي تقوم بدورها على اكمل وجه تساعد الادارة العليا ومتخذي القرار على الوصول الى قرارات افضل.
ولفتت براينت الى ان هناك تحولا تدريجيا ملحوظا من الطرق التقليدية لادارة المخاطر الى الادارة الكلية للمخاطر وذلك لمساعدة المدراء على اتخاذ القرارات المناسبة للمؤسسة بعد اطلاعهم على المخاطر التي تحيط بأي مشروع او فرصة استثمارية في اي مجال كانت، مشيرة الى ان الاطلاع على المخاطر يساعد ايضا في اعداد خطط للتعامل مع هذه المخاطر.
واشارت الى ان ادارات المخاطر كانت في السابق تركز على الاحداث الكارثية سواء الانهيارات التي تلم بالاسواق المالية او بالكوارث الطبيعية، مشيرة الى انه بات هناك فاعلية لهذه الادارات، حيث اصبحت ادارات ذات طبيعة استباقية واكثر فاعلية بعد ان ادركت الشركات والمؤسسات المالية انها ستكون عرضة للمخاطر التي تهدد نشاطاتها وتؤثر على نتائجها في حال بقيت ادارات المخاطر بها على نفس طبيعتها السابقة.
واضافت براينت ان ادارات المخاطر بات في مقدمة مهامها القيام بعملية التقييم الائتماني في ضوء الالتزام بقرارات وتعليمات الجهات الرقابية التي تخضع لها وعلى رأسها البنوك المركزية.
واوضحت ان اهم استراتيجية في الشركات والمؤسسات الناجحة عالميا أن المنتج الجديد لن يطرح في الأسواق ما لم يتم تشكيل وتعيين ادارة للمخاطر، لافتة الى انه بعد الأزمة المالية والاقتصادية العالمية تغيرت قناعات مجالس ادارات الشركات كما تغيرت الداوفع ايضا، واصبح هناك الكثير من الاسئلة ليس لها اجابات وبالتالي يزداد الخطر وتدفع الشركات تكلفة باهظة لتجنب الخطر وحتى لو خسرت أكثر من كلفة الخطر نفسه، حيث من الممكن ان يكون للخطر آثار سلبية مدمرة على المؤسسة.
واشارت الى ان ادارة المخاطر باتت تحظى بأهمية بالنسبة للشركات بعد ان فرضت الازمة المالية العالمية وجودها، خاصة بعد أن توصلت الشركات الى نقطة مفادها أن المخاطر قد تأتي في ظروف ومراحل مختلفة، أي بمعنى آخر قد تكون مخاطر الشركات في بعض الاحيان دورية نتيجة لتبني سياسات واستراتجيات تعتمد على معدلات عالية من المخاطر، او قد تأتي المخاطر في الكثير من الاحيان من الخارج نتيجة لتعرض الشركة الى المخاطر او حتى شركاء الشركة نفسها.
وأضافت: ادارة المخاطر مسألة لم تقتصر على جدول أعمال الشركات فقط، بل باتت بندا أساسيا في تقييمات شركات التصنيف العالمية، والتي باتت تعتمد بشكل اكبر في تصنيفاتها على ادارة المخاطر، وتعتبرها متطلبات أساسية يجب تحقيقها.
وأشارت الى أن غياب ادارة المخاطر في الفترة السابقة عن الشركات دفع اكبر ألف شركة في العالم الى خسارة 20% من قيمة أسهمها خلال الازمة الاخيرة، أي ما حققته الشركات خلال 10 سنوات لنفسها خسرته في الازمة الاخيرة، لافتة الى انه على الشركات الاستعداد للمخاطر الداخلية التي قد تواجه أي شركة، بالاضافة الى المخاطر الخارجية التي يكون لها تأثير اكبر في اغلب الاحيان.
وتابعت قائلة «قبل 5 سنوات كانت الشركات تفكر في أهمية الضوابط والالتزام بها، اليوم بات التفكير في ربط إستراتيجية الشركة بإدارة المخاطر، ومدى استعداد الشركة للتعامل معها».
ولفتت براينت إلى ضرورة مراعاة متطلبات مجلس إدارة الشركة بالتوازي مع إدارة المخاطر، خاصة أن مجالس الإدارات باتوا أكثر دراية بأهمية إدارة المخاطر، وقبل طرح أي منتج جديد او دخول سوق جديد ان تعمل الشركات على دراسة جميع جوانب العملية وتجميع المعلومات الوافية، استعدادا للمخاطر التي قد تواجهها.
وتطرقت الى أساسيات إدارة المخاطر موضحة أن المخاطر ليست دائما سيئة، ففي كثير من الأحيان تحقق عوائد مرتفعة للشركات، لكن يجب النظر إليها على انها شيء يمكن التعامل معه وحماية الشركة منه، ومن المهم جدا أن تراعي الشركات مسألة القدرة على الانتفاع من الفرص والاستعداد لتحمل خسائرها.
وشددت براينت على أهمية تحديد مدى استعداد الشركة للتعامل مع المخاطر، خاصة أن مدى جودة تقييم المخاطر لا نفع لها إن لم تكن هناك دراية بكيفية التعامل معها، كما على الشركات أن تحدد حدود المخاطر في إستراتيجية عملها والتي تكون مؤهلة من حيث الإمكانيات والموجودات للتعامل معها او لتحمل الخسائر التي قد تنتج عنها.
ولفتت براينت الى أن المخاطر وحدودها تختلف من شركة إلى أخرى، فهناك استراتيجيات تفضل الابتعاد عن المخاطر، فيما تفضل أخرى الدخول في المخاطر إلى ابعد حدود لتحقيق عوائد كبيرة، وبالتالي المخاطر وتقبلها في الشركة تختلف من شركة إلى أخرى».
واسدت بعض النصائح في إدارة المخاطر قائلة: «علينا تحديد المخاطر التي من الممكن أن تظهر في المحيط الذي تعمل فيه الشركة، بالإضافة إلى الأسواق التي تتعرض إليها وشركائها في العمل، أي تحديد الأبواب التي يمكن للمخاطر أن تتسلل من خلالها إلى الشركة». واضافت «إن لم تفلح الضوابط والمراقبة في التصدي للمخاطر فإنه قد تتأثر سمعة الشركة بذلك، وان لم تتمكن الشركات من التعامل مع المخاطر عبر خطة الطوارئ الداخلية لها فإنها ستدفع ثمن ذلك في سمعتها في السوق، وبالتالي يجب الحذر من ذلك». وأشارت براينت إلى ان هناك 3 اعتبارات أساسية يجب أخذها في الحسبان للتعامل مع المخاطر وهي مدى حدة المخاطر وإيجاد الأولويات، والنظر إلى المعلومات التاريخية للشركة والسوق إن كانت تأتي بشكل دوري، والوصول إلى عدة مؤشرات يحدد من خلالها تأثيرها على الجانب المالي.
وشددت على ضرورة الاهتمام ببعض النقاط الأساسية في إعداد برنامج إدارة المخاطر ومنها تحديد الأولويات من خلال ورش عمل، وإعداد توصيات وتحديد الفجوات، ووضع جدول زمني لتحقيق الأمر، وتحديد دورات خاصة بإدارة المخاطر وعرضها على مجلس الإدارة، وتدوير البرامج وتحديد المخاطر الأساسية، ومراجعة إستراتيجية الشركة والمؤشرات التي تقيس الأداء، ومقابلة كل من المديرين والفريق التنفيذي، وتحديد المخاطر وتصنيفها.