أحمد مغربي
قال كبير الاقتصاديين في شركة بريتش بتروليوم «كرستوفر رول» ان نمو الطلب على النفط خلال السنوات المقبلة سيأتي بشكل أساسي من الأسواق الناشئة التي تهدف الى تنمية الصناعة خلال السنوات المقبلة، مشيرا الى ان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية «oecd» شهدت استقرارا في معدلات الطلب على النفط في نفس الفترة. وأوضح رول خلال الندوة التي أقامتها الجمعية الاقتصادية الكويتية عن الآفاق المستقبلية للاقتصاد العالمي وعلاقتها بالقطاع النفطي وأسواق الطاقة على المدى القريب والبعيد، ان معدلات الطلب على مصادر الطاقة كالنفط والغاز وغيرها من المشتقات النفطية شديد الارتباط بحركة الاقتصاد التاريخية والمستقبلية. وشرح رول الأحداث الاقتصادية التي مر بها العالم خلال الثلاثين العام الفائتة والمتغيرات التي طرأت على أسواق النفط اثر هذه التغيرات وما نتج عنها من ارتفاعات وانخفاضات في أسعار الطاقة، حيث قال ان الازمة المالية العالمية عصفت بالاقتصاد الدولي وأدت الى تراجع واضح في أسعار النفط الخام الى 35 دولارا للبرميل ودفعت الدول المصدرة والمستوردة للنفط إلى اتخاذ سياسات عديدة مثل تخفيض الإنتاج.
وأشاد رول بالسياسات الاحترازية والعلاجية التي اتخذتها الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوپيك) عندما أعلنت عن قراراها بخفض الإمدادات في معدلات التصدير بما يتواءم مع الطلب العالمي للنفط ويدفع أسعارها نحو استعادة الخسائر التي منيت بها نتيجة الازمة.
وعلق رول علي السياسات الصينية التي اتبعتها لتفادى تأثيرات الازمة المالية العالمية على نموها والتي دعمت الاستهلاك المحلي من خلال التحفيزات التي أطلقتها في حث المصارف الصينية على رفع معدلات الاقراض وتحفيز إقامة المشاريع الإنشائية المتعلقة بتنمية البنية التحتية.
من جانب آخر، أكد ان هناك لاعبين مهمين في تحفيز الطلب العالمي على النفط خلال الفترة المقبلة متمثلين في الصين والهند باعتبارهما من اهم الدول وأكبرها نموا في الفترة الحالية والأكثر نموا من حيث الاستهلاك والطلب على النفط، مشيرا الى ان معدلات المخاطر في القطاع الخاص بلغت 130% في بعض الأحيان. وبين العلاقة بين ارتفاع العجز في القطاع العام وانكشاف القطاع الخاص مع ارتفاع معدلات البطالة وازدياد نسبة البطالة والعاطلين عن العمل مما دفع الاستهلاك ومعدلات الشراء والاقتراض الى التراجع نتيجة لذلك.
وبسؤاله حول تأثير أزمة التسرب النفطي الذي تعرضت له شركة بريتش بتروليوم في خليج المكسيك على الاقتصاد العالمي وعلى أسواق النفط، بين ان أثره كان محدودا على أسعار النفط والذي شهد استقرارا خلال الفترة السابقة واللاحقة للحادث.
الا انه أكد على تأثير الحادث في تغيير وتعديل وتكثيف الإجراءات التي يتخذها المشرعون تجاه اي مشروعات جديدة في مجال المنصات البحرية للإنتاج من تحت سطح البحر، لافتا الى انه لا بديل عن التوجه الى البحار من اجل تعزيز انتاح النفط العالمي خصوصاوان النفط البحري يمثل اكثر من 30% من إجمالي النفط العالمي المكتشف.
وبالتالي فانه من المستبعد غض نظر الدول والشركات عن عمليات الإنتاج والاستكشاف من الحقول البحرية، الا انه سيرافق تشدد في عمليات الإنشاء والرقابة على معايير الأمان والسلامة اكثر فأكثر خلال الفترة المقبلة، كما ستتصاعد حدة المشاكل بين الشركات النفطية وشركات المقاولات المنفذة للمشاريع مما سيتطلب إجراءات اكثر تشددا في التعاقد.
وعن رؤيته المستقبلية للطاقة النظيفة خلال السنوات المقبلة، رأي كرستوفر رول ان استهلاك الطاقة البديلة سيتركز بشكل كبير على تعزيز قطاعات المواصلات والنقل اكثر من غيرها من القطاعات، مشيرا الى ان التوقعات التي تشير الى ارتفاع الطلب العالمي على النفط خلال الفترة المقبلة نتيجة ازدياد الاستهلاك في قطاع المواصلات لا يعد أمرا مرجحا في اطار التكنولوجيات الحديثة لتقليل استهلاك الوقود، وخروج تقنيات جديدة في تشغيل وسائل المواصلات.
ذكر كرستوفر رول توجه شركة بريتش بتروليوم لبيع أسهمها والبحث عن شريك استراتيجي لشراء حصة من الشركة، قائلا ان جميع شركات العالم تبحث عن فرص استثمارية جيدة تعود بالنفع المالي عليها، وهو الأمر الذي ينطبق على «بي بي» أيضا، موضحا ان سعر سهم الشركة يعتبر في مستويات متدنية مما يشجع على تقدم العديدين لاستغلال الفرصة والاستفادة منها. بين كرستوفر رول ان إنتاج واستهلاك الغاز في تزايد مستمر وأن الغاز الطبيعي سيكون اكثر موارد الطاقة نموا في السنوات المقبلة، وذلك راجعا الى عدد من الأمور منها انه طاقة نظيفة تحرص العديد من الدول إلي توفيره لمحطات الكهرباء والاستخدام المنزلي.
وعن انحدار سعر الغاز مقارنة بالنفوط الأخرى، أشار الى ان أسعار الغاز بوجه عام مرتبطة بالدولة التي يتم التداول فيها والأقاليم، ووفقا للتعامل مع الأسعار، ففي الولايات المتحدة يعتمدون على تحرير سعر الغاز الطبيعي على عكس الأسعار في اوروبا وآسيا.