قال جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الأوروبي امس إن استجابة الحكومات الأوروبية للأزمة بما في ذلك تأسيس صندوق للاستقرار يجب ان تكون كافية لمواجهة حجم المشكلات.
وقال للصحافيين في باريس إن أوروبا تحتاج «لقفزة نوعية» فيما يتعلق بالحوكمة النقدية وأضاف انه لا يعتقد أن إجراءات خفض الميزانية لكبح العجز الهائل ستدفع الاقتصاد الأوروبي الآخذ في التعافي الى شفا الركود.
وصرح تريشيه ردا على سؤال بشأن تقارير بان الحكومات الأوروبية قد تحتاج الى زيادة حجم صندوق الإنقاذ الذي يبلغ 750 مليار يورو بأنه «من المهم للغاية أن يتناسب كل شيء مع حجم التحديات».
وقال: «لا اعتقد أن إجراءات التقشف في منطقة اليورو ستتسبب في الركود».
وردا على سؤال عما إذا كانت إجراءات التقشف ستدفع منطقة اليورو الى الركود قال تريشيه في مقابلة مع إذاعة آر.تي.ال الفرنسية «لا أظن».
وأكد تريشيه ان اليورو لا يواجه أزمة.
وكان المركزي الأوروبي قد قاوم أول من أمس ضغوطا للالتزام ببرنامج كبير لشراء السندات لاحتواء أزمة الديون في منطقة اليورو.
وقال تريشيه أول من أمس ان البنك قرر خلال اجتماعه الشهري الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير مع توسيع شبكة سلامة السيولة لمساندة البنوك المتعثرة في منطقة اليورو.
ولم يرد في تعليقاته ذكر لزيادة برنامج البنك لشراء السندات الحكومية بالرغم من دعوات بذلك بعد أن فشلت خطة إنقاذ بقيمة 85 مليار يورو (110.7 مليارات دولار) قدمها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لايرلندا في تهدئة مخاوف من أن البرتغال وإسبانيا قد تحتاجان الى إنقاذ.
ويقول محللون إن صندوق الاستقرار قد يواجه نقصا في موارده إذا ما احتاجت البرتغال واسبانيا لمساعدات مثل التي حصلت عليها ايرلندا واليونان.
وأضاف ان هذه الحاجة الى التعامل بأسلوب مناسب من الناحية النوعية والكمية تنطبق على السياسات النقدية للحكومات والإصلاح الهيكلي «والإجراء الجماعي الذي قد نتخذه حتى من خلال صندوق الاستقرار».
وقال تريشيه ان اليورو «محل ثقة» وحافظ على قيمته وهو أمر ضروري لاستقرار منطقة اليورو التي تضم 16 دولة.
واستطرد قائلا «لدينا مشكلة في الوقت الراهن وهي ليست مشكلة تواجه اليورو لكن مشكلة في سياسات الميزانية التي لم تكن صحيحة بالرغم من القواعد وهو ما يجب تصحيحه وهو ما سيتم تصحيحه».
وقال في مؤتمر صحافي اول من أمس «أؤكد اننا في حالة يقظة دائمة. ونتابع عن كثب الوضع في الأسواق».
وفي إشارة الى سياسة شراء السندات التي بدأها البنك بعد خطة إنقاذ اليونان في مايو قال تريشيه «برنامج سوق الأوراق المالية مستمر. أكرر انه مستمر. لن أعلق على ملاحظات أطراف السوق».
وساعدت توقعات قبل اجتماع أول من أمس بان المركزي الأوروبي قد يوافق على اجراءات جديدة لمواجهة الأزمة في استقرار اليورو وفي انتعاش أسواق الأسهم بالرغم من المخاوف بشأن اسبانيا والبرتغال.
ويشكك بعض الاقتصاديين في مستقبل اليورو بسبب أزمة الديون السيادية ويخشون من امتداد العدوى الى آسيا والولايات المتحدة.
وقال رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان الذي يقوم بزيارة للهند ان الوضع في اوروبا «خطير» وان الصندوق مستعد لتقديم المساندة المالية والفنية للدول المتعاملة معه إذا ما دعت الحاجة.
لكن زعماء الاتحاد الأوروبي يؤكدون ان اليورو لن ينهار وينفون تقارير نشرت أمس الخميس بانهم سيدعون الى قمة خاصة مطلع الأسبوع المقبل لبحث الأزمة.
وقال وزير الاقتصاد الألماني راينر برودرله ان هناك فرصة جيدة الا تحتاج لشبونة ومدريد للإنقاذ.
وأكد رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو ايضا ان مدريد لن تطلب أي أموال من الاتحاد الأوروبي لمساعدتها في مشكلة الديون لكنه دعا الى «تكامل أكبر في السياسة النقدية» في منطقة اليورو.
وهناك انقسامات داخل المركزي الأوروبي، فقد دعا اكسيل ويبر رئيس المركزي الالماني (بوندسبنك) الى إلغاء برنامج شراء السندات فيما انتقد أعضاء آخرون في المجلس التنفيذي للبنك قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي (البنك المركزي) شراء 600 مليار دولار من الديون الأميركية. وقال برودرله قبل اجتماع البنك إن السيولة الإضافية وحدها لن تحل مشكلات أوروبا.
«طبع النقود بشكل دائم ليس الحل. مطابع النقود يجب ألا تسقط في أيدي السياسيين».