عاطف رمضان
ذكر بحث اقتصادي متخصص أعده مدير عام الرقابة والاشراف في البنك المركزي المصري د.سمير الشاهد ان المصارف الاسلامية والتقليدية تواجه مخاطر متعددة، مشيرا الى ان البنوك التقليدية تتعرض وفقا لطبيعة نشاطها للعديد من هذه المخاطر، حيث ان السمة الأساسية التي تتصف بها المصارف في الوقت الحاضر هي مدى قدرتها على التعامل مع المخاطر التي لم تعد تقتصر على نوع واحد فقط هو المخاطر الائتمانية.
واضاف البحث ان انواع تلك المخاطر تعددت وتشعبت الى الحد الذي اصبح فيه فشل العديد من المصارف والمؤسسات المالية في الآونة الأخيرة لا يرجع فقط الى المخاطر الائتمانية ولكن يرجع الى انواع اخرى من المخاطر.
ولفت البحث الى ان المادة الخام لمصارف المستقبل ليست هي الاموال ولكنها المخاطرة، حيث تتمكن المصارف من تحقيق التفوق على منافسيها عن طريق تعظيم عوائدها من خلال المخاطرة، وبالنظر الى اهمية المخاطرة في العمل فإنه من الضروري تناول مفهومها وانواعها بقدر ملائم من الايضاح والتحليل، وتعرف المخاطرة بأنها امكانية حدوث انحراف في المستقبل بحيث تختلف النواتج المرغوب في تحقيقها عما هو متوقع. فالمخاطرة تمثل الآثار غير المواتية على الربحية الناتجة عن العديد من عوامل عدم التأكد، ويتطلب قياسها الوقوف على تأثير الامور غير المواتية التي تتم في ظل ظروف عدم التأكد على الربحية.
ويتعين ان تتوافر عدة شروط في المخاطرة وهي: وجود حدث يرتبط بالمستقبل، ويكون الحدث متوقعا وذلك في حالة توافر معلومات جزئية عن احتمالات وقوع الحدث مستقبلا، ويكون الحدث غير متوقع في حالة عدم توافر أي معلومات عن احتمالات وقوع الحدث مستقبلا، وتترتب على الحدث اثار غير مواتية قد تنعكس سلبا على الارباح وقد يمتد تأثيرها على رأس المال.
ونظرا للأهمية القصوى للمخاطر بالنسبة لنشاط المصارف فقد تطور مفهوم ادارة نشاط المصارف وأصبح اكثر التصاقا مع المخاطر، واصبحت الصناعة المصرفية تعرف بأنها فن التعامل مع المخاطر وليس تجنبها، وذلك بغرض تعظيم معدل العائد على حق الملكية.
واشار البحث الى ان تعريف المخاطرة من وجهة النظر الرقابية هي الآثار غير المواتية الناشئة عن احداث مستقبلية متوقعة او غير متوقعة تؤثر على ربحية المصرف ورأسماله، وقد تباينت آراء الخبراء بشأن تصنيف المخاطر التي تخضع لها المصارف التقليدية، حيث توسع البعض في تعداد انواع تلك المخاطر في حين تعرض البعض لمخاطر بعينها دون الاخرى.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )