سالم عبدالغفور
بعد الإنجازات الكبيرة التي حققتها البنوك والشركات الاسلامية عربيا وعالميا وتزايد معدل نمو حجم الودائع في المصارف الاسلامية في منطقة الخليج على وجه الخصوص والتي قدرت بـ 58 مليار دولار بنهاية عام 2005 والنمو المتزايد لعدد عملاء هذه البنوك التي وصلت نسبتهم الى 20% من اجمالي عدد المتعاملين مع البنوك بصفة عامة جعل القائمين على هذا النوع من الصيرفة الاسلامية والمختصين فيه الى المغالاة والتوقعات المفرطة في الآمال، اذ اكد رئيس مجلس الامناء للمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الاسلامية في البحرين د.عزالدين خواجة الى توقع تحول القطاع المصرفي في منطقة الخليج بأكمله الى الصيرفة الاسلامية خلال السنوات العشر المقبلة، لذا توجهت «الأنباء» لعدد من المصرفيين والخبراء والاكاديميين في البنوك الاسلامية والتقليدية لاستطلاع آرائهم حول هذه التوقعات ونظرتهم المستقبلية لاجواء المنافسة بين البنوك التقليدية والاسلامية اذ اكد المؤيدون لهذه التوقعات ان الواقع المشهود من تأسيس بنوك وشركات اسلامية واستحواذات كبرى تقوم بها الى جعل هذه التوقعات ممكنة، مشيرين الى ان هناك فرقا كبيرا بين التحول الكلي للبنوك التقليدية الى اسلامية والتحول الجزئي، مؤكدين ان الاقرب الى الواقع هو التحول الجزئي.
فيما هاجم خبراء مصرفيون هذه التوقعات بشدة واتهموا البنوك الاسلامية بأنها تستغل غياب الوعي وتمسك الناس بالدين لدغدغة العواطف وترويج خدماتها ومنتجاتها، مشيرين الى انها في الوقت الذي تتهم البنوك التقليدية بالربا تستخدم نفس ادواتها وان كانت بمسميات اسلامية.
وأوضحوا ان ما اطلقت عليه البنوك الاسلامية «الصكوك الاسلامية» هي نفسها ما تقدمه البنوك التقليدية باسم السندات المقومة بالاصول، مشيرين الى لجوء بعضها الى القيام بالوساطة المالية على غرار البنوك التقليدية لتحقيق المزيد من الارباح.
في حين دعا اكاديميون الى عدم الاسراف في المنافسة بين البنوك التقليدية والاسلامية دون الالتفات الى ما وصلت اليه البنوك العالمية من قدرات هائلة جعلت من النوعين غير قادرين على المنافسة في عالم الكيانات الكبيرة والاندماجات بين البنوك لتقديم خدمات اكثر.
وتساءلوا: هل تطورت البنوك الاسلامية من حيث خدماتها وادواتها منذ انشائها فيما عدا الصكوك؟ مشيرين الى ان البنوك الاسلامية تعاني القصور في الادوات بما سيؤثر على معدلات نموها مستقبلا.
ودعوا البنوك التقليدية والاسلامية الى ضرورة البحث عن المنافسة العالمية واتباع مفهوم الصيرفة الشاملة لتقديم خدمات افضل في مختلف القطاعات.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )