أجمع محللون ومسؤولون في شركات محلية على أن الشائعات في سوق الكويت للأوراق المالية باتت السمة التي تتحكم في تداولات البورصة لاسيما مع غياب واضح للوعي الاستثماري بين صغار المستثمرين الذين أصبحوا ضحية لبعض المجموعات والصناديق الاستثمارية.
ونصحوا صغار المتداولين في لقاءات متفرقة مع «كونا» بضرورة عدم الانصياع الى نصائح الأشخاص غير المؤهلين للافتاء أو التحليل وأخذ رأيهم بصورة نهائية على اعتبار أنه القرار الصحيح ويكتشفون في النهاية أنهم وقعوا في براثن الشائعات.
وأكدوا أن الأمر يحتاج الى بذل جهود أكبر من الشركات اللاعبة في السوق والتي من المفترض أن تقوم بدور توعوي بمساندة بعض الشركات التي تجري التحليلات الفنية لأداء السوق من خلال تنظيم بعض المحاضرات المجانية للراغبين في التداول في البورصة بدلا من ترك الأمور لأشخاص ليست لهم علاقة بفنون التداول.
وقال رئيس مجلس الادارة في الشركة الوطنية للتجهيزات الغذائية والطبية أحمد الصراف ان الشائعات جزء لا يتجزأ من أي بورصة في العالم ولكن الأمر في الكويت يزيد على حده بسبب اهمال المستثمرين لاسيما الصغار لمطالعة المتغيرات السياسية والاقتصادية المحيطة حيث يتطلب التعامل مع البورصات ذلك.
وأضاف الصراف ان المتداولين يدخلون على الأمور الشرائية أو البيع دون معرفة بيانات الشركة المراد التداول عليها ما يعرضهم الى الانصياع الى ما يدور في كواليس قاعات التداول وما أكثرها حيث ان الشائعات تنمو في ظل غياب الوعي.
وأكد أن المضاربات التي تتم في أوقات التداول ناجمة عن الشائعات والتي يكون مصدرها مجموعات أو أفرادا يوقعون المستثمرين غير الواعين في شركهم ما يكبدهم خسائر حيث ان هذه المجاميــع لها استراتيجيات مختلفة ومنهــــا الاقفـــالات الوهمية في الدقائـــق الأخيــرة.
وأوضح الصراف أن العامل النفسي يلعب دورا مهما في أوساط صغار المستثمرين الذين يتأثرون بالأنباء غير الصحيحة ويتوجهون الى الاوامر بناء على الشائعات.
وقال رئيس مجلس الادارة في مجموعة الزمردة القابضة محمود حيدر أن هناك شركات ترغب في تصعيد أسهمها فتدخل عليه بأوامر تلفت انتباه المستثمرين من خلال تسريب بعض الشائعات ما يغري صغار المستثمرين بالاتجاه صوب السهم ما يؤثر على قراراتهم فيكتشفون أنهم ضحية هذا التصعيد.
وأضاف حيدر قائلا: ان القطاعات التي تتأثر بنسبة قليلة للشائعات هي البنوك والعقارات على الرغم من أن باقي القطاعات تكون عرضة لذلك لاسيما الشركات المعروف عنها أنها تضارب وعلى صغار المستثمرين الحيطة والحذر من العمليات المضاربية والشائعات.
ونصح حيدر صغار المستثمرين بعدم الاتجاه الى الشركات غير الموثوق بها والتريث قبل اتخاذ القرار الاستثماري بالدخول أو الخروج من اي سهم ما يؤمن لهم عدم الانجراف نحو الأنباء غير الصحيحة وبالتالي لا يتعرضون الى المزيد من الخسائر.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )