قالت مديرة مركز الدراسات الاستثمارية والخدمات المالية في اتحاد الشركات الاستثمارية فدوى درويش، ان انهيار الأسواق عام 2008 جعل الدول تلجأ الى إجراءات قصيرة لحماية اقتصادها والنأي به عن الانهيار واعتماد مبدأ إعادة هيكلة الأعمال لإنقاذ الشركات وتحويل هبوطها الى أرباح ونمو فعلي.
وأضافت في كلمة ألقتها خلال ندوة «إعادة الهيكلة والتحضير للغد» التي نظمها الاتحاد يوم 14 ديسمبر الجاري، ان الكثير من المديرين التنفيذيين في الشركات قلصوا أعمالهم أو استعانوا بمصادر خارجية لتحقيق نتائج فصلية مرضية.
وذكرت درويش ان معظم الشركات ايضا لجأت الى الأخذ بعملية إعادة هيكلة الأعمال لإنقاذ الشركات وتحويل هبوطها الى نمو فعلي لأعمالها لمواجهة عمليات الانهيار التي ضربت الأسواق العالمية، مؤكدة انه لم يكن من المتوقع ان تنهار الأسواق بهذا الشكل وتدخل اقتصادات الدول والشركات في نفق مظلم وركود بسبب الخوف وعدم اليقين اللذين كان لهما تأثير كبير على اقتصادات العالم ورؤساء وأصحاب الشركات.
وأوضحت ان الخوف من الفشل والخروج من الأسواق أصبح أكثر انتشارا في صفوف كبار رجال الأعمال، لافتة الى ان هذا الفشل ربما يؤدي إلى شلل تام لأعمالهم التجارية والمالية.
وذكرت درويش ان عملية إعادة الهيكلة تعتبر فعالة واستراتيجية طويلة الأجل للحفاظ على نمو الشركات والأرباح والقدرة التنافسية، موضحة ان إعادة الهيكلة تعتبر تصورا تدريجيا ضمن إطار النمو على المدى الطويل لتحقيق الربحية والنجاح واعادة الهيكلة للأعمال التجارية.
من جهة أخرى، قال الشريك الأول في مكتب المحاماة نجيب الوقيان ان الكيان القانوني في حل المشاكل يحتاج إلى الكيان المحاسبي وهذه هي المرة الأولى التي يثار فيها موضوع إعادة الهيكلة بالكويت، مشيرا الى ان الشركات ترى إعادة الهيكلة كأنها تهمة.
واضاف انه لإتمام إعادة الهيكلة يجب أن يكون هناك تحالف بين شركة كويتية تعرف القوانين المحلية وحيثياتها وشركة أجنبية لديها المعرفة والخبرة في المشاكل المتعلقة باعادة الهيكلة.
من جانبه، قال الشريك في «ارنست اند يونغ» فارون ديف شارما ان مهمة عملية إعادة الهيكلة هي التعرف على أهم الأسئلة في مجالس ادارات الشركات وزيادة رأس المال والاستثمار واستخدام رأس المال جيدا.
واضاف ان أهم عناصر اعادة الهيكلة يتمثل في التعرف على المشاكل وكيفية التفاهم مع كل الأطراف المعنية، الدائنين والمستثمرين، مع وضع استراتيجية اتصال فعال مع هذه الأطراف، مشيرا الى اهمية الثقة بعملية اعادة الهيكلة للتعرف على حالة الشركة الحالية، ومعرفة كيفية الوصول الى هذه الحالة ومراجعة كل العقود لدى الشركة والاطلاع على سيولتها في المدى القصير.
وأوضح: «نضع استراتيجية للمدى القصير والطويل وكيف نتعامل مع المتغيرات لكى تنجح وكيفية توافر السيولة لهذه الاستراتيجية» مشيرا الى صعوبة هذه الاستراتيجية ولكن يمكن إعادة جدولة الديون لوقت لاحق وهذا يساعد على المدى القصير في مواجهة الموقف والتحدث مع الأطراف المعنية».
وبين انه كلما كان هناك المزيد من القواعد التنظيمية كان ذلك أفضل لزيادة الاستثمار لأن هناك ضمانات للبنوك والشركات، مؤكدا على الاهمية البالغة للشفافية وحوكمة الإدارة لكي تكون عملية إعادة الهيكلة جيدة وسلسة وبأقل مشاكل ممكنة، موضحا ان إعادة الهيكلة ليست افلاسا أو مشكلة ولكنها فرصة للشركة لتعيد نهجها الى الأفضل.
يذكر ان الندوة نظمها اتحاد الشركات الاستثمارية بالتعاون مع مكتب الوقيان والعوضي والسيف للمحاماة والاستشارات القانونية وشريكه «دي ال ايه بايبر» اضافة الى شركة «ارنست اند يونغ».