اجمع مسؤولون وخبراء في شركات استثمارية مدرجة في سوق الكويت للاوراق المالية ان فورة الاكتتابات التي تشهدها الكويت حاليا ما هي الا نتاج عن ارتفاع الوعي الاستثماري لدى شرائح المجتمع لاسيما الفئات الباحثة عن فرص استثمارية متنامية العوائد.
وقالوا في لقاءات متفرقة مع «كونا» ان العام الحالي شهد طرح اسهم شركات عديدة للاكتتاب العام، ما يجعل الظاهرة هي الاكبر على مستوى الاكتتابات في الاعوام الماضية ويؤسس الى مرحلة اكثر عمقا لادارة ثروات المواطنين وسط فرص استثمارية تطرح للعامة.
واكدوا ان الشركات الكويتية اكتسبت ولاتزال تكتسب الخبرات في مجال الاكتتابات اذا ما قورنت مع بلدان خليجية او عربية اخرى، بل هناك بعض الشركات الكبرى في المنطقة تستفتي نظيراتها الكويتية في المجال لتطبقه في بلدانها، ما يدل على مدى وعي الفكر الاستثماري لدى المسؤولين في الشركات الاستثمارية الكويتية.
وقال نائب رئيس اتحاد الشركات الاستثمارية رئيس مجلس الادارة في شركة الكويت والشرق الاوسط للاستثمار المالي حامد السيف ان من طبيعة الاسواق العالمية وجود هذا النمط من الفرص الاستثمارية على اعتبار ان الاكتتابات تفيد الشركات والمساهمين ولكن هذا يتوقف على الغرض الذي طرح من اجله الاكتتاب اذا كان بهدف زيادة رأس المال او لتأسيس شركات جديدة.
وعزا السيف الاقبال الى فورة الاكتتابات في العام الحالي، ورغم انه لم ينته بعد الا انه ظاهرة صحية ولكن يتطلب من الشركات المطروحة للاكتتاب الافصاح عن خططها واستراتيجياتها من اجل اعلام المواطنين بالاغراض والعوائد التي من المتوقع تحقيقها بعد الانتهاء من عملية الاكتتاب.
واشار السيف الى ان الاكتتاب في الشركات منذ فترة وجيزة كان يطرح في منطقة الخليج على سبيل المثال كل دولة على حدة، اما الآن فالاكتتابات تشعبت في كل الدول الخليجية والامثلة كثيرة على نجاح هذه النماذج، ما ينبئ بوجود شركات اخرى ستقدم على التجربة، بل هناك توجهات لدى شركات خليجية لتعميم التجربة على المستوى العربي.
وقال رئيس مجلس الادارة في مجموعة الزمردة القابضة محمود حيدر ان هناك عدة حالات اكتتاب، منها ما يطرح للشركات المساهمة العامة سواء من جانب الحكومة او من القطاع الخاص والجانب الآخر غير واضح المعالم.
واضاف: كما ان هناك شركات صغيرة تطرح اسهمها للاكتتاب لان رؤوس اموالها صغيرة «مليون دينار» على سبيل المثال فلابد من المكتتب ان يتحقق ممن يدير هذه الشركة التي طرحت للاكتتاب واذا كان مشهودا لها بالسمعة الطيبة والكفاءة ام لا.
واكد حيدر ان الاوضاع المالية الجيدة للكويت هي التي اسست لمثل هذا النوع من الاستثمار وان كان متواجدا منذ فترة ولكنه يشهد اقبالا كبيرا من المواطنين، ما يدل على ان المواطنين اصبحوا على دراية افضل من الفترات الماضية مما ينعش كل الفرص الاستثمارية ومنها الاكتتابات.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )