يعود تاريخ أول عملة استخدمت في الكويت الى (300ق.م) حيث اكتشفت حملات التنقيب في جزيرة فيلكا بين 1958 و1959 مسكوكات بينها ثلاث قطع نحاسية ضرب على احداها (سلوقس الأول) باسم الاسكندر الاكبر (310 ـ 300ق.م) بينما تعود القطعتان الاخريان إلى عهد انطيوخوس الثالث (223 ـ 187ق.م).
وقال مراقب الآثار في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سلطان الدويش لوكالة الانباء الكويتية ان بعثة الآثار الدنماركية اكتشفت ايضا عام 1961 قطعة نقدية قديمة في الجزيرة تحمل على أحد وجهيها صورة انطيوخوس الثالث حاكم الامبراطورية السلوقية بينما نقش على وجهها الآخر صورة الإله (أبولو حامي الأسرة السلوقية).
واضاف الدويش انه عُثر ايضا على 12 قطعة نقدية مسكوكة من المادة ذاتها للعملة السلوقية تحمل صورة (هرقل) على أحد وجهيها وصورة الإله (زيوس) على وجهها الآخر.
وأوضح ان هذه النقود كانت مسكوكة باسم الاسكندر الاكبر وكان هناك نحو قرن من الزمن بين وفاته وتاريخ ضرب هذه النقود ويعتقد بأنها ضربت في الجزيرة وهناك رأي آخر يقول انها ضربت في البحرين.
وذكر الدويش ان بعثة الآثار الفرنسية اكتشفت عام 1984 اعدادا كبيرة اخرى من العملات الفضية من الفترة الهلينستية ضربت قبل الميلاد يحمل بعضها صورة الملك فيليب والبعض الآخر صورة الملك سلوقس الاول وأخرى للاسكندر الاكبر.
من جانبه قال الباحث والمؤرخ عادل عبدالمغني ان اول عملة تم تداولها في الكويت كانت بالفعل في جزيرة فيلكا وهي عبارة عن عملات يونانية تعود الى القرن الثالث ق.م حيث استقر الاغريق في الجزيرة واطلقوا عليها اسم (ايكاروس).
واضاف عبدالمغني ان اهم العملات المتكشفة كانت عملة نقش عليها رسم رأس الاسكندر الاكبر وعملات اخرى حملت صورة الملك (انطياخوس) الذي حكم الجزيرة عام 200ق.م.
وبالنسبة للعصور الحديثة ذكر انه من بين العملات التي تم تداولها في الكويت عملة غريبة الشكل اطلق عليها اسم «طويلة الحسا» كانت متداولة بمنطقة الحساء قبل تأسيس امارة الكويت وحكم صباح الأول بداية القرن الـ 18 واستمر تداولها ما يقارب 50 عاما.
وقال ان العملات المختلفة تعاقب تداولها في الكويت كالريال النمساوي والمهر الهندي والعملتين العثمانية والفارسية واخيرا الروبية الهندية التي تم تداولها اكثر من 130 عاما منذ عام 1830 وحتى 1960 حيث تم الغاء تداولها تنفيذا للقانون رقم 41 في ذلك العام.
واشار الى ان العملة الهندية مرت اثناء تداولها في الكويت بسبع مراحل وكانت الروبية الأولى في حكم الملك وليام الرابع لبريطانيا وتم تداولها من عام 1830 وحتى عام 1837. واضاف ان الروبية الثانية صدرت اثناء تولي الملكة والامبراطورة فيكتوريا حكم بريطانيا من عام 1837 وحتى عام 1901 بينما صدرت الروبية الثالثة اثناء حكم الملك والامبراطور ادوارد السابع لبريطانيا من عام 1901 حتى 1910.
وذكر ان الروبية الرابعة صدرت اثناء حكم الملك والامبراطور جورج الخامس لبريطانيا من عام 1910 حتى 1936 وشهد ايضا اصدار اول عملة ورقية تم تداولها في الكويت وكانت اصدار عام 1913.
وقال عبدالمغني ان الروبية الخامسة صدرت في حكم الملك والامبراطور جورج السادس لبريطانيا في الفترة بين عامي 1936 و1952 بينما كانت الروبية السادسة بعد استقلال الهند عن بريطانيا في 14 اغسطس 1947.
وبيّن عبد المغني ان حكومة الهند طرحت انذاك روبيات وأوراقا نقدية جديدة تختلف عن سابقاتها حيث اختفت صور ملوك بريطانيا ليظهر مكانها رسم الشعار الهندي (أسد اسوكا) وتم تداول هذه العملة الجديدة في الكويت بدءا من 28 اكتوبر 1956.
وبالنسبة للروبية السابعة قال ان الوضع استمر بالتعامل بالعملة الجديدة حتى عام 1959 عندما اعلنت حكومة الهند نيتها فصل الروبية المتداولة بالهند عن تلك في الكويت بطباعة نماذج جديدة من الاوراق النقدية لاستخدامها فقط في الكويت والخليج العربي حيث امر المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح اثر ذلك بالايعاز لدائرة المالية للاسراع بإجراء الدراسات بشكل عاجل لإصدار عملة وطنية كويتية.
وعن اول محاولة لإصدار عملة وطنية اشار الى انها تمت في عهد الشيخ عبدالله بن صباح بن جابر الصباح حاكم الكويت الخامس 1886/1892، حيث أمر بسك عملة وطنية كويتية تعبر عن السيادة الوطنية قيمتها (بيزة).
وذكر عبدالمغني ان هذه العملة سكت يدويا باستخدام المطارق فكان شكلها غير منتظم مع ملاحظة اختلاف الشكل بين الواحدة والأخرى وطرحت بضع مئات منها في الأسواق لكن لم يستمر التداول بها سوى عدة اشهر.
واضاف انه تم وقف التداول بهذه العملة لاعتبارات عدة بينها انه في هذه الفترة كانت الكويت تستخدم روبية الملكة فيكتوريا ومن اجزائها فئة البيزة الهندية التي كانت اقوى في التعامل لوجود حماية وغطاء من الذهب لها في الخزينة الهندية دون اي غطاء من الذهب يحمي البيزة الكويتية.
وبالنسبة للدينار الكويتي اشار عبدالمغني الى انه تم في الاول من ابريل عام 1961 طرح الدينار للتداول مع سحب اوراق النقد والمسكوكات الهندية تنفيذا للاتفاق بين حكومتي الكويت والهند وقامت البنوك الكويتية ودائرة البريد بإحلاله محل الروبية الهندية على مدى شهرين متتابعين استبدل خلالها ما قيمته 26 مليون دينار بنحو 342 مليون روبية بواقع الدينار يعادل 13.33 روبية.
وبين ان النقد الجديد اشتمل على اوراق نقدية ومسكوكات معدنية وحملت الأوراق النقدية صورة الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم وتوقيع رئيس مجلس النقد آنذاك الشيخ جابر الأحمد وصورا عن معالم نهضة الكويت.
وقال انه في مطلع يونيو 1968 صدر القانون 32 في شأن النقد وبنك الكويت المركزي وتنظيم المهنة المصرفية وبعد تسع سنوات على اول اصدار طرح البنك المركزي اوراقا نقدية جديدة للتداول على دفعات وطرحت في 17 نوفمبر 1970 اوراق نقدية فئات عشرة دنانير ونصف دينار وربع دينار.
وذكر انه في 20 ابريل 1971 تم طرح اوراق نقدية فئتي خمسة دنانير ودينار وكانت تحمل صورة الأمير الراحل الشيخ صباح السالم بعد تولي الشيخ جابر الاحمد الحكم في 31 ديسمبر 1977 ومن ثم طرح البنك المركزي في 20 نوفمبر 1980 اوراقا نقدية جديدة للتداول وفي 27 يناير 1986 اصدر البنك قرارا بطرح ورقة نقدية جديدة فئة عشرين دينارا ليتم تداولها بدءا بالتاسع من فبراير 1986.
واوضح عبدالمغني انه في الثاني من اغسطس عام 1990 تعطلت البنوك والخدمات المصرفية بسبب الغزو العراقي الغاشم وسرقة موجودات البنك المركزي ورصيد العملة من الذهب والاوراق النقدية وبعد التحرير تم طرح الاصدار الرابع من العملة الكويتية في 24 مارس 1991 بألوان مختلفة للحيلولة دون استغلال الاوراق النقدية المسروقة.
وأشار الى انه تم طرح الاوراق النقدية من الاصدار الخامس في التداول في 3 ابريل 1994 التي تتميز بالتقنية العالية والمميزات الفنية والأمنية المتطورة التي بلغتها صناعة وطباعة الاوراق النقدية وهو الاصدار المتداول حاليا في البلاد.