دعا متخصصون في أعمال الوساطة المالية إلى تأسيس شركة تأمين جديدة تغطي الأخطاء الناجمة عن ضغوط أوامر الشراء والبيع في سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) ولتخفيف الأعباء المالية عن شركات الوساطة التي تتحمل مبالغ مالية كبيرة تدفعها للعملاء.
وقالوا في لقاءات متفرقة مع «كونا» ان طرح السعودية وثيقة جديدة لتغطية مخاطر الوساطة المالية في المملكة بهدف تقديم الحلول اللازمة لحماية مديري المحافظ ومقدمي الاستشارات والتحليلات المالية سواء للمستثمرين او مرتبي الصفقات، تستدعي البحث في صيغة مشابهة داخل البورصة الكويتية ثاني انشط الاسواق العربية.
أخطاء مهنية
وعددوا الاخطاء التي تنجم عن ضغوط العمل اليومي ومنها الخطأ المهني أو السهو او الإهمال اثناء تقديم اوامر الشراء او البيع، مشيرين الى ان الثقة هي التي تتحكم في تعاملات الوسطاء مع العملاء على الرغم من ان الالية القانونية لابد ان تعتمد على تسجيل الاوامر او تنفيذها كتابيا او يتم تصوير العميل تلفزيونيا (كاميرا) حتى لا تكون هناك مشكلات غير موثقة بين الطرفين.
ضمان التسويات
واكد رئيس ادارة الوسطاء في البورصة عبد العزيز المرزوق وجود صندوق يطلق عليه (ضمان تسويات الوسطاء) برأسمال 10 ملايين دينار بعد ان كان ثلاثة ملايين دينار موزع بين ادارة البورصة والوسطاء والشركة الكويتية للمقاصة، مشيرا الى ان رأس المال لهذا الصندوق كاف ولا توجد ضرورة لرفع قيمته لأن الاخطاء بسيطة وليست جسيمة.
واضاف ان الصندوق يغطي اخطاء الوسطاء في حالة التعسر عن دفع ثمن الخطأ ومن ثم تتكفل الشركة بدفع ماتم تغطيته وفق اتفاقات مرضية، مشيرا الى ان السوق لديه 160 ألف حساب للمتداولين ومن المنطقي ان تقع بعض الاخطاء.
واشار المرزوق ان العمولات التي يتم تحصيلها من المتداولين توزع على شكل 70% تحصل عليها شركة الوساطة والنسبة المتبقية بين البورصة والشركة الكويتية المقاصة.
50 ألف دينار
واشتكى رئيس مجلس الادارة في شركة الخليج للوساطة المالية خالد الصالح من كثرة الاخطاء في عمل الوسطاء، موضحا ان شركته تعاني من مشكلات كثيرة في هذا الصدد كلفتها تتراوح بين 20 و50 الف دينار، وهي مبالغ لا يستطيع ان يتحملها الوسيط نفسه وتتحملها الشركة ما يسبب لها خسائر كبيرة.
وكشف الصالح عن وجود توجه الى تأسيس شركة تأمين تغطي اخطاء الوسطاء، حيث يقوم بتجديد مفاوضات لخروج الفكرة الى حيز التنفيذ للمساهمة في تقاسم الخسارة عبر الاشتراكات التي سيتم دفعها للشركات موضحا ان المفاوضات ستناقش قريبا للوقوف على الية العمل بين الطرفين بما يضمن حقوقهما.
نظام التداولات
وقال الوسيط المالي في الشركة الرباعية للوساطة المالية ميثم الشخص ان مشكلة الاخطاء التي يقع الوسيط فيها ناجمة عن سوء نظام التداولات البطيء وفي كثير من الاحيان تكون هذه الاخطاء غير مقصودة من جانب الوسيط، كما ان الخطأ وارد في البورصة الكويتية التي تشهد نموا في عدد المتداولين.
واكد ان الثقة هي التي تحكم تداولات الوسطاء مع العملاء ولكن عيوب الحاسب الآلي هي التى تفاقم مشكلة الاخطاء مما يستدعي البحث عن الية لتفادي المشكلات، خاصة ان الوسيط هو الذي يتحمل الخسارة مع الاخذ في الاعتبار صعوبة ايجاد اثبات ان العميل هو المخطئ لا الوسيط.
ومن المعلوم ان هناك 14 شركة وساطة تعمل في سوق الكويت للأوراق المالية تقوم إدارة الوسطاء على تدريب كوادرها على احدث النظم التدريبية في هذا النظام عبر مناهج تعليمية متطورة يستطيع بعدها المتدرب الحصول على شهادة تخوله الانخراط في المهنة.
يذكر ان السعودية أعلنت اول من امس عن طرح وثيقة جديدة تعتني بالأخطاء المهنية للوسطاء الماليين، على الا تقل قيمة التغطية عن 50 مليون ريال، ما يوفر درجة معقولة من الاستقرار المالي والذهني وتهيئة المناخ الأمثل لهذا النشاط.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )