اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن انخفاض أعداد البطالة في بلاده الشهر الماضي يعكس مدى التحسن الذي طرأ على الاقتصاد الأميركي.
وخلال جولة له على أصحاب الشركات الصغيرة بضواحي واشنطن، قال أوباما إن القطاع الخاص حقق نموا في مستويات التوظيف على مدار العام الماضي.
وأشار إلى أن الاقتصاد الأميركي أضاف أكثر من 100 ألف وظيفة الشهر الماضي، وانخفض معدل البطالة بشكل حاد، ولا يخفى على أحد أن هذه الأرقام تتغير من شهر إلى آخر، «لكن الواضح لنا أن القطاع الخاص حقق نموا في فرص العمل على مدار العام الماضي، وهي المرة الأولى التي يتحقق فيها ذلك منذ عام 2006».
وكانت وزارة العمل الأميركية قد أعلنت أمس عن تراجع معدل البطالة في الولايات المتحدة في ديسمبر 2010 إلى 9.4%، محققا أكبر نسبة تراجع شهرية منذ ابريل 1998.
وقد تراجع معدل البطالة في السوق الأميركي الى 9.4% خلال ديسمبر الماضي مقارنة بـ 9.8% خلال شهر نوفمبر السابق له.
وأوضحت الوزارة أنه تمت إضافة قرابة 103 آلاف وظيفة جديدة لسوق العمل الأميركي خلال ديسمبر 2010.
وكان بعض المحللين يتوقع إضافة 150 ألف وظيفة خلال ذلك الشهر، وقال بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي امس ان التعافي الاقتصادي لم يصل بعد إلى المستوى الذي يمكنه من تخفيض البطالة بدرجة ملموسة.
وقال برنانكي في شهادة مكتوبة «التعافي الاقتصادي الذي بدأ منذ عام ونصف العام مستمر رغم أنه مازال حتى اللحظة الراهنة يسير بوتيرة غير كافية لتقليل معدل البطالة بدرجة كبيرة».ومعدل البطالة هو الأدنى منذ مايو من عام 2009، كما أن الهبوط بمقدار 0.4 نقطة مئوية من 9.8% في الشهر السابق عليه هو أكبر تراجع منفرد في 12 شهرا.كانت البطالة ارتفعت إلى 9.8% في نوفمبر بعد أن ظل مستقرا عند 9.8% لمدة ثلاثة أشهر، ما عرقل الآمال في أن يترجم التعافي الاقتصادي المعتدل توفير مزيد من الوظائف.
ومع ذلك فان الشعور بالتحسن الذي ساد في الشهر الماضي اثار بعض التساؤلات، إذ قال محللون على شبكة «سي.إن.بي.سي» التلفزيونية إن الهبوط خلال الشهر قد يكون ناتجا عن بحث عدد أقل من المواطنين بشكل نشط عن فرصة عمل وهو ما يعني أن قوة العمل بشكل عام قد انكمشت فانخفض معدل البطالة المعلن.
وقال جيفري روش كبير المحللين الاقتصاديين في مؤسسة «هواريزون إنفستمنتس» في ولاية نورث كارولاينا لوكالة بلومبرغ للأنباء الاقتصادية «يجب على الشركات أن تبدأ تعيين موظفين جدد قبل أن نستطيع توقع استمرار اتجاه النمو للاقتصاد، فتباطؤ نمو الوظائف سوف يكبح الإنفاق الاستهلاكي خلال الفصول القليلة المقبلة».
وبشكل عام انخفض عدد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة الشهر الماضي بمقدار 556 ألف عاطل إلى 14.5 مليون عاطل بحسب بيانات وزارة العمل.
وقال برنانكي إن هناك مؤشرات «مشجعة» على ارتفاع الاستهلاك وإنفاق المستهلكين، مضيفا ان خطط التوظيف في الاقتصاد تحسنت خلال الأشهر الأخيرة وهو ما اتضح من تراجع أرقام طلبات الحصول على إعانة البطالة خلال الشهرين الماضيين.