لا يظهر حنين المواطنين الألمان للمارك في الأوقات العصبية، كما حدث عندما أصيبت منطقة اليورو بالأزمة المالية، بل أيضا في كل مناسبة يتم الحديث فيها بين الناس عن الوضع الاقتصادي في ألمانيا، فيقارنون أسعار السلع العادية اليومية، ويتحسرون على وضعهم، وبأنها كانت أرخص عندما كان المارك سيد الموقف.
حتى لمن كان يقوم برحلات خارج القارة الأوروبية، فإن المارك كانت له قيمة شرائية أكثر من اليورو على حد قولهم، لذا فلا غرابة أن نجد محال تجارية كبيرة تقبل حتى هذا الوقت أن يدفع الزبائن بالمارك عبر صرفها اليورو مقابل 1.90 مارك ألماني.
وحسب معلومات المصرف المركزي الألماني، مازالت هناك كميات هائلة من النقد الألماني القديم بين أيدي الناس، ما يدل على مدى تعلقهم به، والتقديرات الأولية تشير إلى أن المبلغ يتجاوز المليار ونصف المليار مارك، وهذا يؤكد ما ورد في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة فورسا المعروفة أخيرا، قال فيه 35% من الألمان إنهم يودون عودة تداوله.
تظهر هذه الرغبة الكبيرة بين الناس متوسطي التعليم، فأكثر من 50% منهم يرفض نفسيا التعامل باليورو، وعندما يشتري أي سلعة يحول السعر من دون إرادة إلى المارك، مقابل 20% من الفئة المتعلمة والأكاديمية تفكر عكس ذلك.
تقول كارين شفيندر، وهي مدرسة في إحدى المدارس البرلينية، لـ «إيلاف» حتى الآن وفي كل مرة تشتري فيها أي سلعة تحول سعرها من اليورو إلى المارك، ولاتزال تقارن الأسعار قبل اعتماد النقد الأوروبي مع الوقت الحالي، وتزداد قناعة بأن اليورو كان السبب في رفع الأسعار.
ومن اجل مواجهة الأزمة المالية، طالب ماريو دراغي عضو مجلس ادارة المصرف المركزي الأوروبي ومدير المصرف المركزي الايطالي حكومات بلدان منطقة اليورو بالعمل الجدي من اجل اتخاذ إجراءات واضحة تخفف من المشاكل المتعلقة بالميزانيات العامة واحداث إصلاحات لديهم تفتح المجال امام النمو الاقتصادي. ويعتبر دراغي أحد أقوى المرشحين كي يخلف رئيس المصرف الأوروبي الحالي الفرنسي جان كلود تريشيه عند انتهاء ولايته.