ها نحن اعزاءنا القراء نستفتح عاما جديدا ان شاء الله متفائلين ولكن مثقلين بمشاكلنا القديمة، فلاتزال الكويت تخيم عليها تداعيات سحابة الازمة المالية التي ضربت اقتصادات المنطقة منذ الربع الثالث من عام 2008، والسؤال الطبيعي الذي يراود الجميع هو «اشدعوة؟ للحين نشكي من الازمة المالية!!!».
وبالتالي فالجواب عن السؤال هو: نعم، نحن لا نزال نتصارع مع التركة الاقتصادية لهذه الازمة، فالعوامل المسببة للازمة متعددة، ويبقى علينا أن نسعى لتجاوز هذه العقبات بشكل متسلسل وتدريجي ليتسنى لنا الخروج من ظل هذه السحابة، فأين نحن الآن في سياق مشوار التعافي هذا؟
ليس علينا سوى الجلوس أمام التلفزيون لمشاهدة الاخبار أو مطالعة الاقسام الاقتصادية في الجرائد اليومية التي لم تخل في الفترة السابقة من موضوع أو خبر يتعلق بهذه الازمة المزمنة التي لا تعاني منها الكويت فقط بل كذلك هو حال باقي دول الخليج، مع التفاوت في درجة التأثر، ففي حين أن قيادات الدول العالمية اجتمعوا وتعاطوا مع الازمات التي واجهتهم باستخدام «المضادات الحيوية الاقتصادية» المطلوبة، لانزال نحن في الكويت نتعامل مع الازمة باستخدام «بنادول المستوصف وغرغرة البلاعيم».
فبعد أن استقر وضع القطاع المصرفي واستكملت عملية «تنظيف الدفاتر» لدى البنوك تحت اشراف البنك المركزي، ومن بعد أن استوعب المستثمرون في سوق الاوراق المالية الخسائر التي تعرضوا لها وتداركوا محافظهم الاستثمارية، وأضف الى ذلك الاستقرار النسبي في قيمة الاصول الاستثمارية في الوضع الراهن، بالاضافة الى التحرك الحكومي في سياق المضي في تنفيذ خطة التنمية (وان لم يتم تنفيذ الكثير منها) وهو على الاقل «أضعف الايمان» بمثابة اشارة صريحة بأن الانفاق الحكومي سيتسارع بشكل كبير في السنوات القادمة وبالتالي فان «الخير بقبال»، فلم لا نرى انتعاشا في الشركات الكويتية سواء كانت استثمارية أم غيرها؟؟.... وذلك لاننا «مغرزين في صبخة سوء الادارة».
سواء كانت في القطاع الحكومي أو الخاص.. فمشكلة سوء الادارة لاتزال العائق الرئيسي الذي يحول بيننا وبين النهوض من حالة «الغرازة» الاقتصادية التي نعاني منها، فالاقتصاد الكويتي بقطاعيه العام والخاص يحتاج الى كوادر ادارية من الدرجة الاولى «وهي للاسف عملة نادرة في أسواقنا» لكي تمسك زمام الامور وتحدد المسار والنهوض بنا الى ما نصبو اليه، ولكي يتمكنوا من تحقيق ذلك يجب على أصحاب «الحلال والقرار» أن يلتزموا الموضوعية وأن يقروا بعدم قدرتهم على التعامل مع الوضع الراهن والاصغاء الى النصيحة الصادقة لتفويض من هم مؤهلون للقيام بهذه المهمة وتمكينهم من تحقيق هذه الاهداف.
وفي النهاية...
دعوة من أيديليتي لمحاربة «أزمة سوء الادارة».
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع : www.idealiti.com
زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق الكويتية والخليجية والسعي لتطويرها.*
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان «إنا لله وإنا إليه راجعون»
مقالة سابقة بعنوان «أهمية الشفافية بالشركات التجارية..»
مقالة سابقة بعنوان «القائد.. يولد أم يصنع؟ »
مقالة سابقة بعنوان «متى نكون بحاجة لإعادة هيكلة إدارية؟؟؟»
مقالة سابقة بعنوان «العوائد والمخاطر وجهان لعملة واحدة»
مقالة سابقة بعنوان «قهوة على الحائط!!! »
مقالة سابقة بعنوان «عجبي... »
مقالة سابقة بعنوان «إدارة الخلافات في بيئة العمل»
مقالة سابقة بعنوان «أساسيات الاتصال في العمل... »
مقالة سابقة بعنوان «الاستثمار.. ومراحل الحياة »
مقالة سابقة بعنوان «مفهوم الاستثمار طويل الأجل»
مقالة سابقة بعنوان «الحافز الإداري... واقع أم خيال »
مقالة سابقة بعنوان «تحديات المستقبل للشركات العائلية »