تتجه الأموال الخليجية نحو آسيا بصورة لافتة جعلت بعض المؤسسات المالية العالمية المتخصصة تصف هذا التوجه بأنه «تحول هائل».
وأوضح تقرير صادر عن ميريل لينش الأميركي المتخصص أن هناك تركيزا واهتماما من الدول الخليجية بالاتجاه نحو دول الشرق الاقصى خلال الأشهر الـ 12 او الـ 18 الماضية.
وقال التقرير إن مستويات السيولة تضخمت بصورة ملحوظة خلال الأعوام الثلاثة الماضية مستفيدة من ارتفاع أسعار النفط الى مستويات قياسية.
وفي السابق، كانت أموال الخليج النفطية تستثمر محليا وفي أصول غربية مثل سندات الخزانة الاميركية والعقارات في لندن.
ولاتزال هذه الأسواق تجتذب ثروة النفط، غير انه يعتقد ان آسيا تمنح فرصا أفضل من حيث القيمة بعد ان سجلت أسواق الأسهم والعقارات في الخليج ارتفاعا حادا منذ عام 2002.
وأشار التقرير إلى ان العديد من الصفقات الكبيرة الأخيرة في آسيا استقطبت قاعدة مستثمرين من الخليج.
وأوضح التقرير ان مستثمرين خليجيين شاركوا العام الماضي في أضخم طرح أولي للأسهم في العالم لبنك الصين الصناعي والتجاري الذي جمع نحو 21 مليار دولار، وكذلك في اكبر ثلاث صفقات في الهند، ومنها طرح أسهم بنك آي سي آي سي الذي جمع 5 مليارات دولار.
وعلى سبيل المثال تضاعف حجم التجارة بين الصين ومنطقة الخليج إلى 45 مليار دولار العام الماضي وتمثل الإمارات أكبر شريك للصين في تجارة ثنائية وصلت إلى 14.2 مليار دولار.
ومن المتوقع ان تنمو عمليات التبادل التجاري عند الانتهاء من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة هذا العام، في حين توقعت بنوك متخصصة اخرى ان دول مجلس التعاون الخليجي ستستثمر ما يقارب 250 مليار دولار في القارة الآسيوية، خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأشارت التقارير المتخصصة إلى ان هناك توقعات بأن تستحوذ الصين وحدها على نصف هذه الأموال.
وقال مشاركون صينيون إن تنظيم هذا الحدث جاء في وقت تشهد فيه العلاقات الاقتصادية الصينية الشرق أوسطية ازدهارا غير مسبوق، خاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي التي يتوقع ان تضخ استثمارات تزيد على 300 مليار دولار في الصين بحلول عام 2020.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )