أعلنت شركة «أجيليتي» عن اطلاق دليلها اللوجستي للأسواق الناشئة والذي تم نشره أمس في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
ويقارن الدليل 39 سوقا من الأسواق الناشئة ويحدد السمات الرئيسية التي تجعل من هذه الأسواق أسواقا جاذبة للاستثمار، وقد قامت شركة «ترانسبورت أنتليجنس» الشركة الرائدة في توفير البحوث والتحليلات في الصناعة اللوجستية عالميا بتقديم هذا الدليل.
وعلّق الرئيس التنفيذي لإدارة التسويق والإستراتيجية في شركة «أجيليتي» كريستوفر لوغان بمناسبة إصدار الدليل، قائلا: «فيما يؤكد الدليل على الكثير مما تراه الشركة في الأسواق الناشئة من فرص مواتية بحسب خبرتها وعملياتها الراسخة في تلك الأسواق، إلا أنه يقدم أيضا لصناعة الخدمات اللوجستية الكثير من الرؤى المهمة طويلة الأمد التي قد يكون تطورها غير مرئي، خاصة تلك التفاصيل الخاصة بالأسواق الموجودة على قائمة الصناعة اللوجستية».
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة ترانسبورت أنتليجنس جون مانرز بل: «من الواضح أن الأسواق الناشئة تلعب دورا يزداد أهمية في استراتيجيات سلسلة التوريد العالمية، فيما تنظر الشركات نحو الخيارات التالية للمواقع الإنتاجية قليلة التكلفة».
وأضاف: «ومع ذلك، يجب أن يكون المستثمرون على إدراك تام بالتحديات الخاصة المتواجدة في كل سوق، بالإضافة إلى الفرص المتاحة هناك، ويساعد دليلنا الشركات على التفريق بين الأسواق التي توفر إمكانيات فورية وتلك التي سوف تأخذ وقتا أطول لتتطور».
السعودية النجم الصاعد
وتطرق الدليل لعدد من مراكز النقل الهامة في الشرق الأوسط، وقد حظيت المملكة العربية السعودية بمكانة رفيعة حيث صنفت في المركز السادس، وهو ما جعلها واحدة من الأسواق الاستثمارية الواعدة بالنسبة للشركات اللوجستية. وقد تمتعت المملكة بزيادة كبيرة في رصيدها الكلي مع وجود تحسن كبير في رصيدها لموائمة سوقها والتي تفوقت على نتائج دول مثل البرازيل والصين.
إضافة إلى تعزيز طاقاتها الصناعية والمالية والعقارية، فقد شكلت السعودية عامل جذب للاستثمارات الأجنبية المباشرة القوية fdi، وهو ما يبعث على الإعجاب، خاصة أن معظم البلدان شهدت انخفاضا في معدل الاستثمارات الأجنبية خلال الأزمة الاقتصادية العالمية.
وفي الاستبيان العالمي الذي تم بمشاركة أكثر من 330 مديرا تنفيذيا، كان اسم السعودية الاسم الخامس الأكثر ذكرا في الاستبيان كأكثر الدول احتمالية للتحول إلى مركز للخدمات اللوجستية في المنطقة. يمكن أن يعزز هذا الرأي دور السعودية كأكبر مورد للبترول في العالم، بالإضافة إلى غنى سكانها وثرائهم والرغبة المتزايدة في اقتناء السلع الفاخرة الغربية، بالإضافة إلى هذا فإن السعودية تقوم حاليا بتطوير ست مدن صناعية، حتى تكرر نجاح تجربة دبي، وستكون مدينة الملك عبدالله الاقتصادية المدينة الأكبر بينها، وستكون مركزا لـ 2700 شركة تصنيع عندما تكتمل، ومن ثم ستصبح واحدة من أكبر خمسة منافذ صناعية حول العالم.
الإمارات مركز لوجستي واعد
الإمارات العربية المتحدة احتلت المركز التاسع وتصدرت تصنيف الأسواق الأصغر حجما (من حيث الناتج المحلي الإجمالي تحت الـ 300 مليار دولار).
وقد شهدت شبكة النقل في الإمارات تطورا وازديادا عن العام الماضي، لتتجاوز بذلك أي سوق آخر بما فيها سوقا الصين وتشيلي حيث حققت كل من إدارة المنافذ الحدودية وخطوط الشحن البحري في الإمارات تحسنا كبيرا.
توقّع نحو أكثر من 10% من الذين قاموا بالاستبيان أن تكون الإمارات أكثر جاذبية من البرازيل كسوق لتقديم الخدمات اللوجستية طرف ثالث وذلك لدور الإمارات المتنامي كبوابة عبور مهمة لدول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب كونها مركزا هاما لنقل البضائع بين آسيا وأوربا وأفريقيا.
عمان سوق قوي
كما صعد سوق عمان اللوجستي الذي يحتل المرتبة الـ 14 مقدار 4 مستويات مع تطورات قوية من حيث نتائج الترابط والمواءمة.
وقد جاء هذا التحسن جراء تطوير في البنية التحتية للمطارات، حيث تخوض عمان جملة التحسينات الأساسية في شبكة مطاراتها، والتي تضمنت توسعا في مطار مسقط الدولي ومطارات جديدة في كل من «صحار» و«الرقم».
وقد حصلت عمان على أعلى ناتج عام من حيث التوافق السوقي وسهولة القيام بأعمال تجارية متضمنة تكاليف تجارية منخفضة إلى جانب مستويات منخفضة من الجرائم والإرهاب ومستويات عالية من الاستثمار الأجنبي المباشر، ومستويات عالية من التطور والتحضر في القطاع الخدمي، إلا أن حجم سوق عمان ونموه واعتباره من الخمس أسواق الناشئة الأقل نموا وفقا للاستبيان، هو ما قلل من جاذبيتها بالنسبة للشركات اللوجستية.
قطر توازن في البنية التحتية
احتلت قطر المرتبة الـ 19 نتيجة التوقعات بانخفاض نموها رغم تمتعها بنمو اقتصادي متسارع على خلفية قطاع الطاقة.
وذلك بالإضافة إلى التوقعات بوصولها إلى الذروة في قطاع النفط والغاز خلال عام 2011، وكنتيجة لذلك فإن الاستثمارات في قطاع الطاقة من المتوقع أن تتوقف، إضافة إلى التكهنات بهبوط حاد في الناتج المحلي الإجمالي في عام 2015.
تشهد قطر حاليا تطورات في البنية التحتية والسياحة كمحاولة لتعويض خسائر قطاع الطاقة في السنوات القادمة لذا من المتوقع أن تحسن من مركزها في المستقبل.
وأشار الدليل الى تراجع مصر أربعة مراكز لتحتل المرتبة الـ 13، على خلفية تصاعد تكاليف إدارة الأعمال بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الجريمة والعنف والإرهاب.
وتذيل التصنيف كل من الباراغواي في المرتبة الـ 39، وكينيا في المرتبة الـ 37، وبوليفيا في المرتبة الــ 38، ويعد الاقتصاد الضعيف وتطورات البنية التحتية الفقيرة والتهديدات الأمنية (خاصة فيما يخص كينيا) أهم الأسباب التي جعلت تلك الأسواق الأقل جذبا للاستثمارات من قبل الشركات اللوجيستية.
وينظر الدليل إلى أفريقيا كمركز تصنيع مستقبلي بدلا من منطقة آسيا والمحيط الهادئ على المدى البعيد، إلا أن تحديات مثل البنية التحتية والاستقرار الأمني ستظل من العوامل التي يجب التغلب عليها.