أجمع اقتصاديون كويتيون على أن التراجع الذي سجلته تداولات سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) أمس بموازاة أداء الأسواق الخليجية والعالمية مرده الحالة النفسية التي تأثرت بها شريحة المتداولين وبعض الشركات التي لديها استثمارات جراء الأوضاع غير المستقرة في مصر.
وقالوا في لقاءات متفرقة مع «كونا» ان الأوضاع في تلك الأسواق وبينها السوق الكويتي تحاول استقراء الرؤية المستقبلية للأوضاع الاقتصادية في مصر بغية تحقيق إمكانية اتخاذ القرارات الاستثمارية بشأن استثماراتهم وخصوصا الشركات التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالبورصة.
ورأوا ان التداولات في السوق الكويتي ستعود الى حالها الطبيعي تدريجيا وفق ما يطرأ من مستجدات خصوصا ان الأحداث التي تمر بها مصر ألقت بظلالها على معظم الأسواق وليس البورصات فقط ما يعني ان استجلاء الصور المستقبلية يتطلب التريث في اتخاذ أي قرارات استثمارية.
وقال رئيس مجلس الادارة في شركة (المجموعة المالية الكويتية) حسين العتال «ان البورصة الكويتية لاشك انها تأثرت منذ الافتتاح وحتى الاغلاق أمس كثيرا بالتداعيات التي خلفتها الأحداث الجارية في مصر حاليا وهي مسألة وقتية ستأخذ مداها التي نتمنى ألا تطول حيث تتعلق بأكبر دولة عربية لها ثقلها الاقتصادي والسياسي في المنطقة».
ورأى العتال ان حالة الهلع التي انتابت بعض المتداولين ليس لها ما يبررها خصوصا في ظل غياب دور صناع السوق، متمنيا ألا تطول التطورات الى تزيد التراجعات التي يشهدها السوق في تداولات اليوم وتؤثر بطريقة أو بأخرى على قرارات المستثمرين، لاسيما الصغار منهم.
وتوقع ان يعاود السوق حالته الطبيعية خلال الايام القليلة المقبلة وان تعود الثقة مجددا بين أوساط المتداولين الذين تأثروا نفسيا بمجمل الأوضاع في مصر.
من جهته، قال رئيس مجلس الادارة في شركة هيرميس ايفا للوساطة المالية خالد الصالح ان سمة الأسواق المالية وبينها السوق الكويتي حساسة جدا وتتأثر تلقائيا بأي أحداث محلية أو خارجية، وهو ما حدث امس وانعكس على نفسيات المتداولين ما جعلهم يتحركون بعشوائية في عمليات الشراء أو البيع.
وأضاف الصالح ان السوق الكويتي بشركاته المدرجة، لاسيما الكبرى منها قادر على تجاوز هذه المرحلة وذلك لأنه مر في كثير مثلها وتخطاها بعد استيعاب التراجعات التي ستأخذ حاصلها ومن ثم ترتد الى الحالة الطبيعية التي كانت عليها ويعود السوق ليعمل بطريقة فنية بحتة.
بدوره، قال المحلل المالي ميثم الشخص ان البورصة الكويتية تأثرت بالأوضاع في مصر ذلك ان كثيرا من الشركات المدرجة لها استثمارات مباشرة وغير مباشرة في مصر الأمر الذي ألقى بالهدوء الحذر على منوال التداولات وانعكست على معظم الأسهم تأثرا بأسواق المال في العالم.
من جانبه، طمأن رئيس جمعية المتداولين محمد الطراح المستثمرين بأن «الأمور ستعود الى نصابها حيث تمر على منطقة الخليج وبينها الكويت أحداث عابرة بسبب الأوضاع في مصر، ولابد من التريث قبل الولوج في أي قرار استثماري سواء بالبيع أو الشراء».