أبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة عند مستوياتها المتدنية بشكل قياسي عند 1% امس، لكن من المتوقع أن يزيد من تحذيره بشأن التهديد الذي يفرضه تزايد التضخم.
ويأتي الاجتماع بعد صدور بيانات رسمية الاثنين الماضي أظهرت ارتفاع معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو المؤلفة من 17 دولة إلى أعلى مستوى في عامين عند 2.4% الشهر الماضي مقابل 2.2% في ديسمبر وسط ارتفاع أسعار الطاقة والأغذية.
ويتوقع المحللون نتيجة لذلك أن ينتهج رئيس البنك جان كلود تريشيه موقفا صارما بشأن محاربة التضخم.
ودفعت الزيادة في يناير أسعار المستهلكين السنوية في منطقة العملة الموحدة إلى تجاوز الرقم المستهدف للتضخم من جانب البنك المركزي الأوروبي بأن يظل دون 2% وإن كان قريبا منه.
وكنتيجة لذلك، أسهم ذلك في المقابل في زيادة تكهنات السوق بأن البنك قد يضطر إلى دراسة رفع سعر إعادة التمويل القياسي بشكل مبكر عما هو مخطط لها.
وأدى الحديث الصارم بالفعل من جانب مسؤولين بارزين في البنك بشأن تجدد الضغوط التضخمية إلى دفع اليورو إلى الارتفاع لأعلى مستوى له في عامين ونصف العام ليبلغ أكثر من 1.38 دولار. وحقق اليورو مكاسب بحوالي 7% منذ بداية العام.
وإضافة لحديث السوق عن أن يقود البنك المركزي الأوروبي بنوكا مركزية رئيسية في العالم في خطوات لزيادة أسعار الفائدة، فإن مؤشرات تراجع التوترات التي انتشرت جراء أزمة ديون أوروبا في الأسابيع القليلة الماضية ساهمت في تعزيز العملة الموحدة.
كما تأتي مشاورات هذا الأسبوع من جانب مجلس محافظي البنك المركزي المؤلف من 23 عضوا قبيل اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي اليوم والمتوقع أن يطلقوا بشكل رسمي خطة جديدة لتعزيز آلية الإنقاذ المخصصة للدول الأكثر مديونية بمنطقة اليورو.
وأبقى البنك المركزي الأوروبي تكاليف الإقراض عند مستواها الحالي منذ مايو من عام 2009.
وإلى وقت قريب، ينظر إلى البنك من جانب المحللين بأنه ليس في عجلة من أمره بأن يعرض تعافي منطقة اليورو للخطر أو أن يفاقم من أزمة الديون من خلال زيادة تكاليف الإقراض.
لكن الزيادة حاليا في أسعار النفط لتتخطى حاجز الـ 100 دولار المهم على خلفية الاضطرابات السياسية في مصر تهدد بزيادة الضغوط التضخمية العالمية.
وتمثل محاربة التضخم الأساس المحوري لميثاق البنك المركزي الأوروبي.
وما يؤكد على المعضلة التي يواجهها البنك بشأن التضخم، ما قاله مكتب الإحصاء الأوروبي «يوروستات» اول من امس إن أسعار المنتجين الصناعيين السنوية في منطقة اليورو ارتفعت بنسبة 5.3% في أسرع وتيرة لها في أكثر من عامين.
وبالنظر للأمام، يمكن أن يعقد خطر الضغوط التضخمية الجديدة كفاح أوروبا في وضع نهاية لأزمة ديون المنطقة التي ضربت دولا تعاني من أزمة سيولة نقدية مثل اليونان وأيرلندا والبرتغال وإسبانيا.