من خلال تواصلنا مع قرائنا الأعزاء، قامت إحدى متابعات زاويتنا الأسبوعية مشكورة بإرسال قصة قصيرة ذات موعظة كبيرة، فرأينا أنها تستحق فعلا أن نكتب مقالنا لهذا الأسبوع عن هذه القصة ومغزاها الحقيقي، فإليكم القصة: قامت مجموعة من الخريجين (أصحاب مناصب قيادية، ووظائف مرموقة) بزيارة لأحد البروفيسورات في الجامعة التي ارتادوها، فتبادلوا أطراف الحديث مع البروفيسور في أمور عديدة، لكن سرعان ما تحولت هذه الأحاديث إلى شكاوى حول الإجهاد في العمل والحياة. وبينما كان النقاش أغلبه «تحلطم»، عرض البروفيسور على مجموعة الخريجين القهوة، فقام بإحضارها في وعاء مصحوب بعدد من الأكواب المتنوعة ومنها الخزف، والزجاج، والكريستال، والبلاستيك، بعض هذه الأكواب باهظة الثمن وتسر من نظر إليها وبعضها الآخر رخيص وعادي المظهر «بو 100 فلس» فقام بوضع الوعاء والأكواب على الطاولة داعيا الكل «مساعدة النفس» في شرب القهوة. ولم تمض لحظات حتى لاحظ البروفيسور طلبته القدامى «كل واحد فيهم» أمامه كوب من القهوة، فكل واحد منهم اختار كوبا باهظ الثمن والأكواب الرخيصة ما زالت موجودة على الطاولة لم يستخدمها أحد.
فقال البروفيسور «من الطبيعي جدا أن يريد كل منكم الأفضل له، فقد يكون هذا هو سبب إجهادكم ومشاكلكم، لكن تأكدوا أن اختيار الكوب الثمين لا يضيف شيئا للقهوة، بل العكس، ففي معظم الحالات يكون أغلى وفي بعض الحالات يخفي ما نشرب». ويضيف البروفيسور «في حقيقة الأمر كل ما أردتموه هو شرب القهوة وليس الكوب الذي يحوي تلك القهوة، لكنكم ذهبتم بمحض إرادتكم لانتقاء أفضل وأثمن الأكواب، ومن ثم بدأتم تنظرون إلى ما هو في يد زملائكم لكي تتأكدوا أن ما في أيديكم أفضل مما في يد زملائكم». وقد صور البروفيسور الحكيم الحياة بالقهوة، والأكواب استخدمها لتمثل لنا فرص العمل ومناصبنا في المجتمع. الأكواب هي أدوات نستخدمها لشرب القهوة، كما أن وظائفنا في الحياة هي أدوات لكي نقوم باستخدامها كي نعيش حياة سعيدة. ثمن الكوب لا يحدد أو يغير جودة القهوة، كما أن طبيعة الوظيفة لا تحدد جودة الحياة التي نعيشها. التركيز على نوعية الوظيفة ومدى «تعاسة» الشخص القائم على هذه الوظيفة يساهم في الفشل بالحياة ككل. وكما يقول البروفيسور «تذوق القهوة وليس الكوب، فأسعد الناس لا يكون لديهم الأفضل من كل شيء، إنما أسعد الناس هم من يحولون ما لديهم إلى أفضل شيء».
«عيش ببساطة.. تكلم بلطف.. واهتم بصدق».
وفي النهاية:
دعوة من «آيديليتي» لتذوق القهوة وبغض النظر عن الكوب.
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع : www.idealiti.com
follow us on twitter: @idealiti
زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق الكويتية والخليجية والسعي لتطويرها.*
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان «التفاوض... بين الشدة واللين !»
مقالة سابقة بعنوان «تحديد الأهداف مفتاح النجاح! »
مقالة سابقة بعنوان «أزمة 2011!!»
مقالة سابقة بعنوان «إنا لله وإنا إليه راجعون»
مقالة سابقة بعنوان «أهمية الشفافية بالشركات التجارية..»
مقالة سابقة بعنوان «القائد.. يولد أم يصنع؟ »
مقالة سابقة بعنوان «متى نكون بحاجة لإعادة هيكلة إدارية؟؟؟»
مقالة سابقة بعنوان «العوائد والمخاطر وجهان لعملة واحدة»
مقالة سابقة بعنوان «قهوة على الحائط!!! »
مقالة سابقة بعنوان «عجبي... »
مقالة سابقة بعنوان «إدارة الخلافات في بيئة العمل»
مقالة سابقة بعنوان «أساسيات الاتصال في العمل... »
مقالة سابقة بعنوان «الاستثمار.. ومراحل الحياة »
مقالة سابقة بعنوان «مفهوم الاستثمار طويل الأجل»
مقالة سابقة بعنوان «الحافز الإداري... واقع أم خيال »
مقالة سابقة بعنوان «تحديات المستقبل للشركات العائلية »