تسلمت الكويت رسميا ناقلة النفط الخام العملاقة «أم العيش» التي تبلغ حمولتها الاجمالية 2.1 مليون برميل تقريبا وهي الثانية من أربع ناقلات يتم بناؤها في شركة «دايو» الكورية ضمن خطة تحديث اسطول شركة الناقلات النفط الكويتية. ووقع عقد تسلم الناقلة الجديدة نائب الرئيس ونائب العضو المنتدب للشؤون الادارية والمشاريع في شركة ناقلات النفط الكويتية الشيخ علي حمود الصباح في حين وقعها عن الجانب الكوري نائب الرئيس والرئيس التنفيذي والمدير العام لشركة «دايو» وون كانغ كي.
وتم تسلم الناقلة التي ستصل الى الكويت يوم 10 مارس المقبل في احتفال كبير اقيم لهذه المناسبة في ميناء الاحواض الجافة التابع للشركة بجزيرة كوجي وبحضور كبار مسؤولي الشركتين الكويتية والكورية وسفيرنا لدى كوريا الجنوبية متعب المطوطح. وقال الشيخ علي حمود الصباح في اتصال هاتفي مع «كونا» ان تدشين الناقلة «ام العيش» يأتي ضمن اطار المرحلة الثانية لتحديث اسطول الشركة الذي تم توقيعه في 21 اغسطس 2008 والتي تشمل مشروع بناء أربع ناقلات نفط عملاقة «في.ال.سي.سي» وناقلتي مشتقات نفط «2.ال.ار.افراماكس» لدى شركة دايو مضيفا انه بتسلم هذه الناقلة سيزيد اسطول الشركة ليصبح 22 ناقلة مختلفة الاحجام والأغراض.
واضاف ان طول الناقلة يبلغ نحو 330 مترا وبعرض 60 مترا وغاطس يصل الى 22.5 مترا وسرعتها 16.2عقدة بالساعة بتكلفة استهلاك وقود اقتصادية عالية تنافس مثيلاتها في سوق التأجير العالمي اضافة الى سرعة تفريغ كامل الحمولة في فترة تقل عن 24 ساعة.
واستغرقت فترة البناء الفعلية للناقلة ثمانية اشهر تقريبا واشرف على بنائها من جانب الشركة فريق من الكوادر الكويتية المدربة والمؤهلة للاشراف على مثل هذه المشاريع العملاقة يرأسهم م.رياض السبيعي ويضم حسن القطان وأنور بوفتين وعبدالله الشمالي ومحمد بورسلي.
وذكر الشيخ علي ان الناقلة الأولى «دار سلوى» التي تم تسلمها في 28 اكتوبر الماضي والمجهزة بأول محرك في العالم من نوعه صديق للبيئة تم اختيارها في ديسمبر 2010 «السفينة المميزة» من قبل مارين لوج وايضا «بالسفينة المثالية» من قبل ماريتيم ريبورتر.
واضاف ان هذا الحصاد المعهود من التميز العالمي سيساهم في الارتقاء باسم الشركة ودولة الكويت في المحافل الدولية وكذلك منتديات النقل البحري العالمية المرموقة.
واكد ان شركة ناقلات النفط الكويتية مسؤولة عن الحفاظ على الغطاء الاستراتيجي الآمن للنقل البحري لنفط الكويت والتزامها بدأ منذ انطلاق المرحلة الأولى لمشاريع تجديد وتحديث الأسطول سنة 2002 حيث كان متوسط عمر الأسطول آنذاك 16 سنة.
وبعد الانتهاء من المرحلة الاولى لتحديث الاسطول وبدء المرحلة الثانية سنة 2008 والتي تشمل بناء اربع ناقلات نفط خام عملاقة وناقلتين للمنتجات النفطية سيصل متوسط عمر الأسطول في نهاية هذه المرحلة الى أربع سنوات ونصف السنة واجمالي حمولة الأسطول للنفط الخام 2.5 مليون طن تقريبا.
وبين الشيخ علي انه بتسلم ناقلة «ام العيش» ستكون الشركة قد عززت الاهداف المرجوة للحفاظ على الغطاء الاستراتيجي الآمن لنقل النفط الخام ومشتقاته حسب احتياجات قطاع التسويق العالمي بمؤسسة البترول الكويتية ودعم الخطة الاستراتيجية للمؤسسة حتى عام 2030 اضافة الى توفير افضل خدمات النقل البحري للمؤسسة من خلال الجودة والكفاءة وتوفير فرص عمل للكويتيين.
وقال ان مشاريع بناء الناقلات الجديدة يعتمد بشكل كبير على تصميم الناقلات لتواكب احدث المواصفات الفنية والتكنولوجيا الحديثة والاشتراطات والمعايير العالمية الحديثة والمستقبلية طبقا للقوانين البحرية الدولية وكذلك شركات النفط الكبرى وهيئات التصنيف العالمية.
واضاف ان مشاريع اسطول الشركة الجديد خلقت نموذجا من الناقلات هي الأكثر صداقة للبيئة وذلك من خلال تصاميمها المجهزة بالمعدات الخاصة لمعالجة الانبعاثات المختلفة الناتجة من الناقلة مثل أكاسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين وكذلك الحد من منسوب انبعاث ثاني أكسيد الكربون ومن انبعاثات المركبات العضوية المتطايرة.
وافاد بان المرحلة الثالثة المقبلة لمشاريع اسطول الشركة الجديد يتم تناولها بأسلوب فني متميز ودقيق خصوصا مع قرب تطبيق عدد من القوانين العالمية البحرية الجديدة فيما يخص حماية البيئة كذلك الحد من استنفاد طبقة الأوزون وحالة الاحتباس الحراري.
وقال ان الشركة قامت بدراسات عدة وسيتم تطبيقها من خلال المشاريع المستقبلية وهي بناء اربع ناقلات نفط خام عملاقة وأربع ناقلات مشتقات نفطية متوسطة المدى وناقلة مشتقات نفط ونفط خام طويلة المدى.
وذكر ان المرحلة الثالثة بدأت فعليا بعد طرح مناقصة هذا المشروع في شهر يناير الماضي على أن تنتهي الشركة من اجراءات الطرح والتعاقد قبل بداية الربع الأخير من هذه السنة.