استقبل رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي محمد ثنيان الغانم سفير جمهورية مصر العربية طاهر فرحات، الذي عرض التحديات الاقتصادية والتنموية التي تواجهها مصر الشقيقة في هذه المرحلة الانتقالية لعبور جسر التغيير، كما عرض المؤشرات المالية والنقدية والاقتصادية التي تؤكد قدرة الاقتصاد المصري على مواجهة هذه التحديات، وفي اطار الحرية الاقتصادية المسؤولة، ومن اهم هذه المؤشرات، الاحتياطي الكبير من العملات الحرة، والسيولة العالية للجنيه المصري، وضمان جميع الودائع في البنوك العاملة في مصر وانسياب العمل في قناة السويس، والحماية الكاملة للاستثمارات الاجنبية.
من جهته، اكد الغانم ان الاستثمارات الكويتية في مصر بشقيها العام والخاص تعود في بداياتها الى خمسينيات القرن الماضي، وان تزايد حجمها بوتيرة مطردة جعل الكويت صاحبة ثاني استثمارات خارجية في مصر، وهي استثمارات تشكل شراكة تنموية حقيقية تلتزم احترام القانون، ومصلحة البلاد، واخلاقية التعامل، وتلقى لدى الشعب المصري وحكومته وقيادته تفهما عميقا لدورها، وتقديرا عاليا لكفاءتها.
وبعد لقائه بالسفير المصري، ادلى رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت بتصريح صحافي قال فيه: ان العلاقات السياسية والاقتصادية المتميزة بين الكويت ومصر تستند الى روابط اخوية صادقة وعميقة بين الشعبين العربيين الشقيقين، ونحن اليوم اذ نهنئ الشعب المصري بانتصار ارادته في التغيير الهادف الى العدل والحرية والديموقراطية، ونعرب عن اعتزازنا بصدق منطلقات هذه الثورة، وطهارة اهدافها، ورقي اسلوبها، نستذكر بكل الوفاء والاحترام الموقف الصادق الشجاع الذي وقفه الشعب المصري الشقيق والرئيس محمد حسني مبارك والقوات المسلحة المصرية انتصارا للكويت وتأييدا لحريتها واستقلالها، وانطلاقا من هذا الوفاء، ومن المصلحة الوطنية والاقتصادية للكويت ومصر معا.
واكد الغانم على عدد من النقاط هي:
اولا: ان نجاح ثورة التغيير في تحقيق اهدافها الاصلاحية العادلة سيصب بالتأكيد في مصلحة التنمية المتوازنة ومشاريعها واستثماراتها، وفي طليعتها الاستثمارات الكويتية بكافة انشطتها وقطاعاتها، بل انني اذهب الى ما هو اكثر صراحة ودلالة فأقول ان مصر ستبقى دائما، باذن الله بلدا امنا مستقرا، وبالتالي، فإن الظروف الانتقالية الراهنة تشكل فرصة نادرة لاستثمارات مجزية ناجحة، سواء كانت استثمارات مباشرة، او في اطار سوق المال، وانا هنا لا اتكلم عن الدعم والمساعدات رغم اهمية وضرورة ذلك، ولا اتكلم عن واجب العطاء والوفاء رغم حتمية هذا الواجب، وانما اتكلم بمنطق استثماري بحت وعن فرص مجزية مجدية.
ثانيا: استمعت غرفة تجارة وصناعة الكويت من السفير المصري الى الكثير من البيانات والتأكيدات التي رسخت ثقتها واطمئنانها الى ان الاستثمارات الكويتية في مصر ستبقى تحظى بأعلى مستويات التشجيع والضمان، على الصعيدين الشعبي والرسمي.
ثالثا: ان استمرار وتطوير التعاون الاقتصادي بين الكويت ومصر، بكل مجالاته الاستثمارية والمالية والتجارية والانتاجية يمثل واجبا وطنيا كويتيا يحمل ابعادا سياسية وامنية واجتماعية، وتجتمع فيه الجدوى الاقتصادية العالية والمصلحة الوطنية المباشرة.
من جهة اخرى استقبل رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي الغانم أمس رئيس وزراء جمهورية باكستان يوسف رضا جيلاني يرافقه وفد رسمي رفيع المستوى والذي يزور الكويت بدعوة من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وذلك بحضور أعضاء مجلس ادارة الغرفة.
وقد أعرب الغانم في كلمة له عن ترحيبه بالضيوف، مؤكدا على ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيرا الى اهمية الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي تتمتع به الكويت على الخليج العربي حيث تعتبر البوابة التجارية الى العراق، وان الكويت تتميز بقطاع مصرفي عريق وسيولة ضخمة يمكن توظيفها في الاستثمارات الخارجية.
ومن جانبه، عبّر رئيس الوزراء الباكستاني عن سعادته لزيارة الغرفة، مؤكدا حرصه على التنمية الاقتصادية، مشيرا الى قناعته بالدور الفعال الذي يلعبه القطاع الخاص في هذه التنمية، ثم قدم جيلاني عرضا موجزا حول الاقتصاد في باكستان وأهم مميزات الاستثمار خصوصا في مجالات التعاون التجاري، وكذلك الاستفادة من برامج الخصخصة.