هشام أبوشادي
واصل سوق الكويت للأوراق المالية اتجاهه النزولي بفعل عمليات البيع الضعيفة على بعض الأسهم خاصة في النصف الثاني من فترة التداول والتي حولت اتجاه السوق من صعود الى هبوط وان كان بوتيرة أقل مقارنة بأول من امس في الوقت الذي تزداد فيه موجة الاحباط لدى أوساط المتداولين نتيجة عدم اهتمام الجهات الحكومية بالهبوط المتواصل للسوق الأمر الذي يزيد من خسائر صغار المتداولين وتدهور في قيم أصول الشركات.
ففي بدايات التداول تمكن السوق من تحقيق مكاسب بفعل عمليات الشراء على أسهم الشركات القيادية خاصة البنوك التي تراجعت بشدة أول من أمس الأمر الذي حفّز على شرائها أمس خاصة سهمي البنك الوطني و«بيتك» وبعض الأسهم التشغيلية في القطاعات الأخرى، ولكن عمليات البيع القوية على سهم الاستثمارات الوطنية نتيجة انتشار شائعات في منتصف التداولات بأن صفقة (زين ـ اتصالات) لن تتم، أوجدت نوعا من الهلع لدى أوساط المتداولين خاصة ان السوق يعاني من ضعف شديد في الثقة، الأمر الذي يجعل اي شائعة سلبية تؤثر بقوة على سلوك المتداولين وتدفعهم للبيع دون أي تفكير، وما يؤكد هشاشة الثقة في السوق ان معظم الأسواق المالية الخليجية حققت مكاسب جيدة امس متجاوزة التأثيرات السياسية الاقليمية منذ بدء الأحداث في مصر، فيما ان السوق الكويتي يواصل هبوطه دون توقف.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر العام نحو 9.5 نقاط ليغلق على 6651.4 نقطة بانخفاض نسبته 0.14% مقارنة بأول من أمس كذلك انخفض المؤشر الوزني 0.78 نقطة ليغلق على 465.11 نقطة بانخفاض نسبته 0.17% مقارنة بأول من أمس. وبلغ اجمالي التداول 161.8 مليون سهم نفذت من خلال 3075 صفقة قيمتها 37.6 مليون دينار. وجرى التداول على أسهم 119 شركة من اصل 216 شركة مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 27 شركة وتراجعت اسعار اسهم 48 شركة وحافظت اسهم 44 شركة على اسعارها و97 شركة لم يشملها النشاط. وقد تصدر قطاع البنوك النشاط من حيث القيمة، اذ تم تداول 31.4 مليون سهم نفذت من خلال 688 صفقة قيمتها 18.1 مليون دينار. وجاء قطاع الخدمات في المركز الثاني من حيث القيمة، اذ تم تداول 28.7 مليون سهم نفذت من خلال 482 صفقة قيمتها 7.1 ملايين دينار.
وقد انتهت نصف الفترة القانونية لاعلانات الشركات السنوية والتي تنتهي بنهاية مارس المقبل، ومع ذلك فإن حوالي 30 شركة اعلنت عن نتائجها المالية من اصل 200 شركة تنتهي ميزانيتها في ديسمبر من كل عام، الامر الذي يثير القلق لدى اوساط المتداولين، خاصة انه معروف ان الشركات التي تتأخر في اعلان نتائجها غالبا ما يكون لديها خسائر باستثناء الشركات القابضة التي لا تعلن نتائجها الا بعد اعلان نتائج شركاتها التابعة والزميلة، لذلك فإن هناك حذرا ملحوظا من قبل اغلب اوساط المتداولين في الشراء على الرغم من انه في العادة ما يشهد السوق ضعفا في شهر فبراير من كل عام ونشاطا في شهر مارس بهدف تصعيد السوق ورفع قيم اصول الشركات لتحسين نتائجها المالية في الربع الاول من العام الحالي.
آلية التداول
استعادت بعض أسهم البنوك امس الخسائر الكبيرة التي تكبدتها اول من امس، فيما سجلت بنوك اخرى خسائر كبيرة كسهم البنك الدولي الذي شهد عمليات بيع قوية من قبل احد المضاربين الذي قام ببيع نحو 8 ملايين سهم، فيما قامت احدى الشركات ببيع نحو 3 ملايين سهم، الامر الذي دفع متداولين آخرين لبيع سهم البنك خوفا من اي معلومات سلبية، لكن مصادر اكدت ان عمليات البيع جاءت لجني الارباح من قبل المضارب للدخول في اسهم اخرى، مشيرة الى ان البنك يتوقع ان يعلن قريبا عن ارباحه السنوية التي يتوقع ان تكون بحدود 17 فلسا للسهم. وشهد سهم البنك الوطني عمليات شراء ادت لارتفاعه بمقدار 40 فلسا معوضا الخسائر التي تكبدها اول من امس، كما شهد سهم بيتك عمليات شراء قوية ايضا ادت لارتفاعه بمقدار وحدة سعرية معوضا بعض الخسائر التي تكبدها اول من امس، كما ارتفع سهم الاهلي المتحد 30 فلسا معوضا الخسائر التي تكبدها اول من امس. وحققت اغلب اسهم الشركات الاستثمارية انخفاضا في اسعارها في تداولات مرتفعة على بعض الاسهم غلب عليها عمليات البيع كسهم الاستثمارات الوطنية الذي شهد عمليات بيع ملحوظة بفعل شائعة انتشرت في منتصف فترة التداولات تفيد بفشل صفقة زين، الامر الذي دفع السهم للانخفاض ثلاث وحدات سعرية، فيما سجل سهم الساحل انخفاضا محدودا رغم عمليات البيع، كما شهد سهم الصفاة للاستثمار عمليات بيع قوية ادت لانخفاضه ثلاث وحدات. وقد استحوذت قيمة تداول اسهم 7 شركات على 69.6% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها التداول والبالغ عددها 119 شركة.