يتوقع الخبراء الاقتصاديون أزمة غذاء محتمله يكون أكبر ضحاياها الدول العربية، خاصة الفقيرة منها. يعزو تقرير نشرته جريدة «لوموند» في ملحقها الاقتصادي هذه الأزمة الى التضخم الذي شهده سعر القمح حيث ارتفع في فرنسا سعر اردب القمح من 15.17 فرنكا الى 43 فرنكا مع نهاية هذا العام. ويشير التقرير الى أن أزمة الغذاء تؤدي عادة الى اضطرابات شعبية ويستشهد في هذا الصدد برأي المؤرخ «شارك بوتاس» الذي وصف الوضع الزراعي في أوروبا ما بين 1847 و1848 بأنه كان وراء الكثير من الانهيارات في العديد من البلدان نتيجة للثورات التي اندلعت هنا وهناك في فرنسا وفيينا والولايات الألمانية بل وسويسرا في نهاية عام 1847. وتتوقع «لوموند» أن يشهد العالم العربي وضعا مماثلا: حيث تعد المنطقة بدءا من المغرب حتى الخليج العربي من أكبر مستوردي الحبوب الغذائية (10 ملايين طن من القمح الى مصر، و5 ملايين نصيب الجزائر، و3 ملايين بالنسبة للمغرب، والعراق، و7 ملايين طن من الشعير للسعودية). ويوضح التقرير أن معظم هذه الدول، باستثناء المغرب، قد تخلت عن تبني سياسة زراعية وتعتمد على الاستيراد من أجل تلبية احتياجاتها الغذائية، ولكن استنادا الى ما كتبته «لوموند» فإن القليل من البترول يساعد بكل تأكيد على شراء القمح والزيوت أو السكر.