شريف حمدي
اكد أمين الصندوق الفخري لغرفة التجارة والصناعة عبدالله الحميضي على متانة العلاقات بين الكويت وبريطانيا كونها علاقات ذات جذور تاريخية، مشيدا بالدور الذي لعبته بريطانيا في تحرير الكويت.
واستعرض الحميضي، خلال استقباله وفدا بريطانيا برئاسة وزير التجارة والاستثمار ستيفن جرين في مبنى الغرفة أمس على هامش زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للكويت، بعض المؤشرات الدالة على العلاقات التجارية بين البلدين، والتي من خلالها اوضح أن لندن مركز للاستثمارات الكويتية منذ ثلاث سنوات من استقلال البلاد، لافتا الى ان استثمارات الهيئة العامة للاستثمار في بريطانيا تبلغ نحو 20 مليار دولار، مؤكدا عمق العلاقات التجارية التي تربط البلدين الصديقين وكذلك الاهمية الاقتصادية للملكة المتحدة باعتبارها من اكبر الشركاء التجاريين بالنسبة للكويت.
واوضح أن الصادارات الكويتية لبريطانيا بلغت نحو 63 مليون دولار العام الماضي، بينما الواردات بلغت 655 مليون دولار، معربا عن أسفه لعدم توازي العلاقات التاريخية مع حجم التبادل التجاري بين البلدين مؤكدا انه ليس بالمستوى المأمول.
وأشار الحميضي الى مقومات الاقتصاد الكويتي الذي يتمتع بالاستقرار ونظام ديموقراطي مميز، فضلا عن قطاع مصرفي متطور وقطاع خاص متميز ويملك خبرات واسعة في كل مجالات الاستثمار.
وتطرق إلى خطة التنمية الكويتية قائلا ان الكويت مقبلة على خطة تنموية واعدة تعتمد على عوامل عدة منها الخصخصة وتشجيع الاستثمار الاجنبي وتحرير السوق، معربا عن أمله في ان تجد الشركات الكويتية فرصة للمساهمة في هذه المشاريع.
من جانبه، قال وزير التجارة والاستثمار البريطاني ستيفن جرين ان العلاقات بين بريطانيا والكويت متينة، خاصة أن الكويت من الدول التي تحظى باحترام كبير نظرا لالتزامها بتعهداتها، معربا عن أمله في أن تساهم هذه الزيارة في رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين، خاصة أن الكويت تملك فرصا واسعة للنمو خاصة ان بيئتها الاستثمارية تعتبر بيئة ملائمة بالنسبة للمستثمرين البريطانيين.
وأفاد بأن المملكة المتحدة مستعدة لتسخير الخبرات الواسعة والتكنولوجيا المتقدمة التي تتمتع بها الشركات البريطانية لضمان تنفيذ مشاريع الخطة على أكمل وجه.
وضم الوفد المشارك ممثلين عن 26 شركة بريطانية تعمل بمجالات النفط والغاز والبناء والبنية التحتية والبنوك والتمويل والتعليم والرعاية الصحية وأمن وسلامة السيارات، ابرزها شركة بريتش بتروليم وشركة شل التي يعود تعاونها مع الكويت إلى 70 عاما، حيث تتطلع كل من الشركتين إلى زيادة التعاون بين البلدين عبر مذكرات تفاهم يتم تعزيز العلاقات من خلالها في قطاع النفط والغاز في الكويت.
وأشار جرين الى ان هذه الشركات تركز في هذه المرحلة على الغاز الكامن في الاعماق الكويتية وتسعى إلى رفع مستوى العرض في هذا الجانب، لافتا إلى أنه سيتم توقيع بعض الاتفاقيات مع شركات النفط خلال هذه الزيارة.
ولفت الى أن احدى هذه الشركات النفطية استثمرت نحو 12 مليار دولار العام الماضي مع شركة نفط الكويت kpc، وتتطلع الشركات البريطانية إلى الاستفادة من الفرص الكبيرة من خلال القطاع الخاص الكويتي، وإلى تقديم كل الدعم للشركات الكويتية على المستوى التجاري في الوقت الذي يشهد فيه العالم تحولات في التجارة باتجاه شرق آسيا.
وأكد أن مجالات التعاون بين البلدين واسعة وابرزها في قطاعات النفط والغاز وتجارة التجزئة والادوات الكهربائية إلى جانب القطاع المالي والاستثماري.
من جهته، قال عضو الغرفة ضرار الغانم انه لا يمكن الحديث عن العلاقات بين الكويت وبريطانيا دون التطرق إلى القطاع التعليمي، خاصة أن معظم الكويتيين يتلقون تعليمهم في بريطانيا إلى جانب الدعم الذي تقدمه إلى الكويت على المستوى التعليمي.
وأشار أحد اعضاء الوفد البريطاني الى العلاقات القائمة بين جامعة كامبريدج والتعليم العالي في الكويت والتي تساهم بشكل اساسي في رفع مستويات التعليم.
اضطرابات المنطقة ستؤثر على أسعار النفط
اكد وزير التجارة والاستثمار ستيفن جرين ان تأثيرات الاضطرابات السياسية التي تعيشها المنطقة العربية وخاصة التي تعيشها ليبيا ستؤثر على أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، لاسيما انه حتى الآن لا يعلم احد إلى أين تتجه الأمور، موضحا أنه قبل أيام كانت الاضطرابات في مصر ولكن رغبة المصريين القوية في تجاوز هذه الأوضاع قللت التأثير على اسعار النفط، اما الكويت فتعتبر سوقا مستقرا لن يتأثر بالاحداث وتبقى أسعار النفط مرتكزة على حجم الطلب.