قالت مؤسسة البترول امس ان سعر برميل النفط الكويتي قفز 6.88 دولارات في تداولات اول من امس ليبلغ مستوى 110.57 دولارات للبرميل مقارنة بـ 103.69 دولارات للبرميل في تداولات أمس الاول.
وواصلت أسعار النفط ارتفاعها لليوم السادس على التوالي بسبب تصاعد حدة الاضطرابات التي تشهدها ليبيا التي تعتبر من أهم مصدري النفط على مستوى العالم الامر الذي يؤدي الى تقلص الامدادات النفطية لاسيما أن معظم صادرات ليبيا النفطية تذهب الى دول شمال البحر المتوسط واوروبا عموما. وصدر امس التقرير الاسبوعي لوكالة الطاقة الأميركية الذي اظهر ارتفاعا في مخزون النفط بقيمة 0.8 مليون برميل مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت قيمتها 0.9 مليون برميل لتصل مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة الأميركية عند مستوى 346.7 مليون برميل الا ان احداث ليبيا غطت على التأثير السلبي لهذا التقرير على أسعار النفط.
..وأوباما: بإمكان العالم تحمل ارتفاع أسعار البترول
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن بإمكان العالم أن يتحمل ارتفاعا في أسعار النفط فيما سعت السعودية إلى تهدئة المخاوف بشأن امدادات الشرق
الأوسط مشيرة إلى انه بوسعها تعويض الخفض في الصادرات الناتج عن التوترات في ليبيا. وبعد ارتفاع سعر مزيج برنت إلى أعلى مستوى في عامين ونصف قرب 120 دولارا للبرميل حذرت كوريا الجنوبية خامس أكبر مستورد للنفط في العالم من تفاقم أوضاع التضخم لديها وذكرت بنوك استثمارية ومديرو شركات ينتابهم القلق بشأن ارتفاع الأسعار إن النفط يبلغ نقطة تضخمية يمكن أن تهدد تعافي الاقتصاد العالمي من الأزمة المالية. وقال اوباما لمجموعة من مديري الشركات اول من أمس «نعتقد حقا أننا سنتجاوز الوضع في ليبيا وستستقر أسعار النفط». وخلال نفس اللقاء أشار وزير الخزانة الأميركي تيموثي جايتنر إلى أن العالم يمتلك كميات ضخمة من الاحتياطيات النفطية التي يمكن استخدامها في حال استمرار التعطل في الإمدادات. وأضاف «لدينا طاقة كبيرة في مختلف الاقتصادات الكبرى في الاحتياطيات الإستراتيجية، نأمل من خلال تذكير الناس بذلك وبلفت الأنظار إلى حقيقة وجود كمية ضخمة من فائض الطاقة في بعض دول أوپيك... نأمل أن يقلل ذلك من احتمال أن يبدأ السوق في رفع الأسعار مع مرور الوقت». ويتمثل الخطر الرئيسي على الاقتصاد العالمي في استمرار الارتفاع في أسعار النفط. لكن بعد أن قفزت أسعار العقود الآجلة لمزيج برنت قرب 120 دولارا للبرميل خلال تعاملات اول من أمس وأنهت عند أقل من 112 دولارا مما يعكس مدى قلق المستثمرين. وجاء التراجع بعد شائعات سرت في الأسواق عن اطلاق الرصاص على الزعيم الليبي معمر القذافي وعقب أنباء عن أن السعودية بإمكانها سد أي نقص في الامدادات. وتمتلك منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوپيك) فائضا من الطاقة الانتاجية يتراوح بين أربعة وستة ملايين برميل يوميا وهو أكثر من كاف على الورق لتعويض الإنتاج الليبي الذي يبلغ 1.6 مليون برميل يوميا. لكن الأسواق تخشى من احتمال أن تمتد الاضطرابات إلى منتجين كبار في المنطقة وهو ما سيكون له تأثير أكبر بكثير على الاقتصاد العالمي. ورأى اقتصاديون أميركيون أن الاضطراب الحاصل في الشرق الأوسط الذي تسبب في ارتفاع أسعار النفط عالميا خلال الأيام الأخيرة يشكل تهديدا جديدا لاقتصاد بلادهم متخوفين من ان ثبات أسعار النفط المرتفعة على النحو الحالي سيبطئ معدل النمو في البلاد. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مدير مجموعة «اكونوميك غروب» برنارد بوموهل قوله «المفارقة هي اننا بالكاد نهضنا للتو من الأزمة المالية المدمرة.. وقد بدأ التعافي منذ اقل من سنتين ولم نشهد بعد عودة لائقة للوظائف. والآن أصبنا بهذه الضربة الجديدة المشؤومة جدا وبالتالي لا توقيت أسوأ من ذلك».