هون رجل الأعمال اليمني عبدالواسع هايل سعيد من أجواء عدم الاستقرار في اليمن الذي يشهد فصلا جديدا في تاريخه المضطرب.
ويقوم سعيد (70 عاما) ـ الذي تمتلك عائلته امبراطورية أعمال تمتد من مصر إلى اندونيسيا ـ ببناء مصنع لتكرير السكر في اليمن قيمته 230 مليون دولار، وأكد أنه سيبدأ التشغيل العام القادم وتوسيع أنشطة أعمال متنوعة من صناعة البسكويت إلى امتياز نفطي ورخصة وكالة لبورش. وقال سعيد «حينما أنشأنا أول مصنع لنا في 1970 كان اليمن خارجا من حرب أهلية، لم يكن أحد يقبل مشاركتنا، ونوظف الآن 16 ألف شخص في مصانعنا في اليمن وحده».
وأضاف «نرى سحابة ستمر، اليمن ملائم لجميع أنواع الاستثمارات،، انه بلد يتميز بقوة عاملة رخيصة وموقع استراتيجي لا يضارع». ولم يشأ سعيد ـ الذي له أيضا نشاط سياسي حيث يرأس لجنة النقل بالبرلمان ـ أن يتطرق لموضوع المظاهرات المطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح المستمر منذ 32 عاما، لكنه يتوقع التوصل إلى حل وسط بين الرئيس ومعارضيه. وتتدلى صور لصالح ـ يبدو فيها شابا ـ وهو يفتتح مشروعات لهايل سعيد على مقار شركات المجموعة إلى جانب صور لتعز المحافظة الجبلية التي انطلق منها والد سعيد في رحلته من الفقر إلى الثراء وذهابه إلى فرنسا ثم عودته.
وامبراطورية الأعمال ـ التي أقامها الوالد وأشقاؤه الثلاثة ـ هي الآن من بين أكبر أنشطة الأعمال في الشرق الأوسط وتتضمن أنشطة متنوعة من بنوك وتأمين وتجارة وصناعة وسلع أولية وإنشاءات ونفط وأدوية وخدمات صحية وعقارات ومصنعين في المملكة المتحدة. ويساهم في إدارة هذه الامبراطورية أكثر من 40 شخصا من الجيل الثالث للعائلة ممن تلقوا تعليمهم في الولايات المتحدة في إشارة إلى قصور نظام التعليم المحلي الذي يراه سعيد غير قادر على مواجهة نمو سكاني يبلغ 3.7% وإدمان للقات وهو نبتة منشطة يمضغها أكثر من نصف السكان.
ولفت سعيد الذي شارك في تأسيس مؤسسة «يمن بلا قات» إلى أن «اليمنيين ينفقون ما يزيد على سبعة مليارات دولار على القات سنويا. انها كارثة بالنظر إلى الاضرار للصحة وساعات العمل المهدرة».
وأضاف ان اليمن لديه موانئ وطرق بحالة جيدة وان الحكومة تعمل على إعادة إصدار مناقصة لإنشاء مطار جديد به ثمانية مدارج ليحل محل مطار صنعاء القديم بعد نزاع مع شركة صينية كانت منحت المشروع.
وأشار سعيد إلى صوامع بها 400 ألف طن من القمح تابعة لمجموعته على امتداد الساحل ومليونا طن سنويا من زيوت النخيل تستوردها المجموعة من آسيا لتكررها وتعيد تصدير معظمها إلى أفريقيا.
وقال «عدن على بعد خمسة أميال بحرية من أهم طرق الملاحة البحرية في العالم، هذا يجعل من المعقول إنشاء مشاريع بقصد التصدير مثلما نفعل».