لم يعد الاعتراف بكسب المال من فعل الخير سرا محرجا بل صار يسمى «بناء القيم المشتركة»، وهي العبارة الجديدة في أوساط الشركات والأنشطة الخيرية.
ويجتمع أكثر من 90 رئيسا تنفيذيا للمشاركة في مؤتمر الرؤساء التنفيذيين خلال اليوم العالمي للأعمال الخيرية للشركات، حيث سيناقشون موضوعات من أهمها بناء القيم المشتركة.
ويقول بعض الخبراء إنه في الوقت الذي يتعافى فيه الاقتصاد الأميركي ببطء من أسوأ ركود اقتصادي منذ عقـــود لم تـــعد الأنشـــطة الخيرية للشركات تقتصـــر على كتــــابة شيك لجمعية خيرية بل أصبح المســــؤولون التنفيذيون يتطلعون إلى استخدام أعمالهم الأساسية للـــقيام بأنشطة خيرية للمجتمع.
وأطلق مايكل بورتر الأستاذ في معهد الاستراتيجية والتــــنافسية في كلــية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد على هذا الاتجاه المتنامي «بناء القيم المــشتركة»، وقال إن الشركات ينبغي أن تعيد الربط بين نجاح أعمالها وتقدم المجتمع.
وقال بورتر الذي طرح هذه الفكرة على قادة الأعمال في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الشهر الماضي «علينا أن نفهم أن ما هو جيد للمجتمع جيد للأعمال».
وأضاف «إذا استطعنا تنظيم أنفسنا للقيام بذلك داخل وحدات عملنا بدلا من أن تكون أمرا هامشيا فإننا يمكن أن نحدث أثرا عميقا في العديد من القضايا الاجتماعية المهمة في زماننا».
وقال بورتر إن شركة نستله السويسرية للمنتجات الغذائية ساعدت مزارعي البن الفقراء على تحسين طرق الزراعة، ونتيجة لذلك أدى ارتفاع العائد والجودة إلى ارتفاع الإيرادات والحد من الآثار البيئية وزيادة إمدادات نستله من البن عالي الجودة.
وقال روبرت هاريسون الرئيس التنفيذي لمبادرة كلينتون العالمية التي أطلقها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون إن مزيدا من الشركات «تجعل أعمال الخير الاجتماعية والبيئية جزءا من تكوينها».
وتـابع «فكرة كسب المال والقيام بأنشطة خيرية اجتماعية أو بيئيـــة فــي الوقت نفسه هي مثل أعلـــى أو هدف للـــعديد مــــن الشركات».
وقال هاريسون إن من أمثلة ذلك تعهد متاجر وول مارت بالتعاون مع عشرات الآلاف من الموردين لتقليص أنشطة التغليف وتوفير مليارات الدولارات على الشركة وخفض انبعاثات الكربون الصادرة عن أنشطتها.
وتتطلع مبادرة كلينتون العالمية ـ التي تجمع رؤساء تنفيذيين وقادة عالميين ونشطين في مجال المساعدات الإنسانية سنويا منذ عام 2005 للتصدي للمشكلات العالمية ـ إلى تشجيع الشركات الأميركية على بناء قيم مشتركة من خلال مؤتمر يعقد في شيكاغو في 29 و30 يونيو لمناقشة الانتعاش الأميركي الهش.