قال محافظ بنك الكويت المركزي ورئيس مجلس إدارة معهد الدراسات المصرفية الشيخ سالم العبدالعزيز ، ان المعهد سيقوم وللسنة الثانية على التوالي بالتعاون مع كلية هارفرد لإدارة الأعمال، بتقديم برنامج لتطوير القيادات التنفيذية في البنوك والمؤسسات المالية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وبين محافظ «المركزي» أن البرنامج هو أحد المشاريع التنموية الاستراتيجية التي يباشرها معهد الدراسات المصرفية بتوجيهات من البنك المركزي في الكويت، بهدف تطوير الكوادر الوطنية، والتي تمثل تلك القيادات عصبها الحيوي. وقد تم عقد هذا البرنامج في العام الماضي في الكويت للبنوك الكويتية الأعضاء في معهد الدراسات المصرفية، مشيرا الى انه نظرا للنجاح الكبير الذي حققه البرنامج تم التخطيط لتقديمه بمشاركة المعاهد المصرفية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، امتدادا لجهود التعاون المستمرة مع المعاهد الشقيقة، ولتعميم الاستفادة من هذه التجربة المتميزة. ولفت الى انه عزز هذا التوجه نحو تقديم البرنامج على مستوى دول المجلس، الاهتمام الكبير الذي أبداه كل من معهد الإمارات للدراسات المصرفية والمالية، والمعهد المصرفي السعودي، كما عززه رغبة مماثلة من كلية هارفرد لإدارة الأعمال لنقل البرنامج ليصبح برنامجا إقليميا، مشيرا الى أنه قد تم الاتفاق على أن يعقد البرنامج هذا العام في دبي، على أن يتم عقده في الأعوام المقبلة في عواصم أخرى في دول المجلس.
واشار الشيخ سالم العبدالعزيز الى أن التواصل مع كلية هارفرد قد بدأ منذ عام 2009، مبينا أن البرنامج الذي نفذ العام الماضي كان أول برنامج خاص قدمته الكلية على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث ان الكلية تنتقي بعناية وبناء على اعتبارات عديدة، المشاريع التي تباشرها خارج مقرها في مدينة بوسطن في الولايات المتحدة الأميركية، مبينا أن رغبة الكلية في مواصلة العمل مع معهد الدراسات المصرفية في الكويت، تبين رضا الكلية عن التعاون الذي بدأ العام الماضي.
وفيما يخص تصميم البرنامج، بين المحافظ أنه سيكون مشابها إلى حد كبير للبرنامج الذي تم تنفيذه العام الماضي نظرا لنجاح ذلك التصميم، والرغبة التي بينها ممثلا المعهد السعودي والإماراتي اللذان حضرا جزءا من البرنامج، واطلعا على تصميمه ومحتواه، وأكدا ضرورة أن يتم تنفيذه بنفس التصميم حيث يدور البرنامج حول محورين متكاملين هما «الإدارة الاستراتيجية» و«القيادة»، مشيرا الى انه تم تحديد هذين المحورين بناء على نقاشات مطولة عقدها رئيس هيئة التدريس في البرنامج د.جيمس داود، وذلك خلال الزيارة التي قام بها للكويت قبل تنفيذ البرنامج العام الماضي، حيث اجتمع وأعضاء من إدارة المعهد برؤساء مجالس الإدارة والرؤساء التنفيذيين والمديرين العامين ومساعديهم في مجموعة من البنوك الكويتية. وبناء على ذلك، تم تشكيل البرنامج من جزأين متكاملين، الأول منهما عنوانه «تطوير وتنفيذ الاستراتيجيات الفعالة»، أما الثاني فعنوانه «تعظيم تأثير القيادة»، سيتم عقد الجزء الأول هذا العام خلال الفترة من 5 الى 9 مارس الجاري، والجزء الثاني خلال الفترة من 16 الى 20 ابريل المقبل.
وأوضح المحافظ أنه سيتم تعديل طرق التدريب التي استخدمت العام الماضي بحيث تناسب كون البرنامج يقدم لعدد أكبر من البنوك ولعدة دول وبالتالي قطاعات مصرفية مختلفة.
وأكد على أن تنفيذ البرنامج سيتم حسب المعايير الصارمة التي تطبقها كلية هارفرد لإدارة الأعمال عندما تقدم مثل هذه البرامج في مقرها في الولايات المتحدة الأميركية، وبحيث يحصل المشاركون وبنوكهم على نفس مستوى الجودة التي تتصف بها برامج الكلية، كما سيحصل المشاركون في نهاية البرنامج على شهادة من كلية هارفرد لإدارة الأعمال على مشاركتهم في البرنامج.
وأضاف أن التدريب يعتمد على دراسة الحالات التي تشتهر بها الكلية، والتي تستخدم في الجامعات والمراكز المرموقة لتطوير التنفيذيين في جميع أنحاء العالم، حيث حرصت الكلية على انتقاء الحالات ذات الصلة بالقطاع المالي والمصرفي، بالإضافة إلى حالات من قطاعات أخرى لتنويع التجارب التي يتعرف عليها ويشارك في تحليلها والاستفادة منها المشاركون، كما سيشتمل البرنامج على جانب تطبيقي يتاح من خلاله للمشاركين التعرف على كيفية تطبيق ما يقدم خلال البرنامج من مفاهيم وأطر عمل تخدم واقعهم الوظيفي.
وفي الختام بين المحافظ أن التعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في جميع المجالات ومن ضمنها التدريب والتطوير سيبقى على قائمة الأولويات، معربا عن شكره وتقديره للمعاهد والكليات المصرفية الشقيقة التي ساهمت بتعاونها مع معهد الدراسات المصرفية في الكويت بإنجاح البرنامج، وعلى وجه الخصوص معهد دولة الإمارت الذي ساعد في اختيار مكان عقد البرنامج في دبي، وهو جانب هام في تنظيم هذا النوع من البرامج لكونها تتطلب من المشاركين الإقامة في الفندق طوال مدة البرنامج، لتمكينهم من التفرغ للتدريب.