- انخفاض محدود لسهم «زين» وهبوط حاد للأسهم المرتبطة به
- استحواذ قيمة تداول أسهم 8 شركات على 68.4% من القيمة الإجمالية
هشام أبوشادي
هوت اسعار الاسهم في سوق الكويت للاوراق المالية في اول يوم تداول امس بعد عطلة طويلة نسبيا شهدت فيها المنطقة احداثا سياسية دفعت الاسواق الخليجية لهبوط حاد، الامر الذي اصاب الاوساط الاستثمارية المحلية بالاحباط، خاصة ان ذلك تزامن مع شائعات عديدة حول صفقة «زين ـ اتصالات» خلال العطلة ما بين تفاؤل الأوساط الاستثمارية باعلان واضح حول مصير الصفقة بعد ان انتهت اول من امس المهلة الخاصة بانهاء الاتصالات الاماراتية الفحص النافي للجهالة بنهاية شهر فبراير الماضي وفقا لتصريح سابق لرئيس مجموعة الخرافي ومخاوف من عدم اتمامها، الا انه لم يعلن اي من الطرفين ما يحدد مستقبل الصفقة، لكن مع نهاية تعاملات امس اعلنت شركة الاستثمارات الوطنية انه نظرا لانقضاء المهلة الخاصة بعمليات الفحص النافي للجهالة بنهاية شهر فبراير الماضي فإن الشركة تنهي الالتزام الخاص مع شركة الاتصالات الاماراتية ببيع 46% من زين، لكن من الواضح انه كان هناك توقعات بهذا الاعلان قبل ان تكشف عنه الشركة، الامر الذي ساهم بشكل كبير في هبوط السوق الذي وصل لمستويات لم يشهدها في بدايات الازمة العالمية، بل انه وصل لمستوى ما كان عليه المؤشر العام للسوق في عام 2004، لذلك فإنه يتوقع ان يواصل السوق اتجاهه النزولي لكن بوتيرة اقل مقارنة بأمس، الا ان اسهم الشركات المرتبطة بالصفقة والتي كان متوقعا ان تستفيد منها ستواصل الهبوط بشدة.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر العام 159.7 نقطة ليغلق على 6321.4 نقطة بانخفاض نسبته 2.46%، كذلك انخفض المؤشر الوزني 14.05 نقطة ليغلق على 438.97 نقطة بانخفاض نسبته 3.1 نقاط.
وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 117 مليون سهم نفذت من خلال 2670 صفقة قيمتها 33.6 مليون دينار.
وجرى التداول على اسهم 113 شركة من اصل 216 شركة مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 4 شركات وتراجعت اسعار اسهم 102 شركة وحافظت اسهم 7 شركات على اسعارها و102 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع البنوك النشاط من حيث القيمة، اذ تم تداول 25.6 مليون سهم نفذت من خلال 709 صفقات قيمتها 16.7 مليون دينار.
وجاء قطاع الشركات الخدماتية في المركز الثاني من حيث القيمة، اذ تم تداول 36 مليون سهم نفذت من خلال 885 صفقة قيمتها 9 ملايين دينار.
واحتل قطاع الشركات الصناعية المركز الثالث من حيث القيمة، اذ تم تداول 7.9 ملايين سهم نفذت من خلال 302 صفقة قيمتها 3.3 ملايين دينار.
وحصل قطاع الشركات العقارية على المركز الرابع من حيث القيمة، اذ تم تداول 27.7 مليون سهم نفذت من خلال 383 صفقة قيمتها 2.4 مليون دينار.
وجاء قطاع الشركات الاستثمارية في المركز الخامس من حيث القيمة، اذ تم تداول 16.4 مليون سهم نفذت من خلال 311 صفقة قيمتها 1.4 مليون دينار.
انهيار نفسي
ما حدث في البورصة امس من تدهور حاد للاسعار يعكس الواقع النفسي المتدهور ايضا لأوساط المتداولين جراء الأوضاع السياسية المحيطة بالمنطقة، في الوقت نفسه يعكس الواقع الاقتصادي في البلاد.
فرغم الاستقرار السياسي في البلاد وحرص الحكومة على دعم الحياة المعيشية للمواطنين الا ان التطورات السياسية في المنطقة انعكست سلبا وبقوة، على السوق الكويتي لاسباب:
أولا: عدم الاستقرار السياسي في المنطقة يحد من التدفقات الاستثمارية وفي الوقت نفسه يؤدي الى تدهور في اصول الشركات جراء تدهور اسواق المنطقة.
ثانيا: على الرغم من الفوائض المالية التي تحققها ميزانيات الدول الخليجية جراء الارتفاعات الكبيرة لاسعار النفط الا ان هذه الفوائض لم تنعكس بشكل واضح وسريع على حجم الانفاق الرأسمالي الحكومي خاصة في الكويت التي تشهد طفرة في الفوائض المالية وبطئا شديد في انفاقها على المشاريع التنموية، الأمر الذي ينعكس على مختلف القطاعات الاقتصادية سلبا.
ثالثا: الغياب الواضح من الحكومة لدعم البورصة والذي كان يجب ان تكون حاضرا امس لمنع التدهور الحاد للسوق خاصة ان المحفظة الوطنية التي اسستها الحكومة من ابرز اهدافها منع التقلبات الحادة للسوق الا ان عدم قيامها بأي دور أمس يثير تساؤلات كبيرة حول طبيعة قراراتها وما إذا كانت فنية أم سياسية.
رابعا: التدهور الحاد للسوق السعودي لعب دورا أساسيا في الضغوط النفسية وبالتالي التدهور الحاد للسوق.
خامسا: في ظل استمرار الاوضاع السياسية السلبية في المنطقة والتي يتوقع ان تتفاقم، فإن الأسواق الخليجية يتوقع ان تواصل تدهورها.
آلية التداول
باستثناء سهم البنك التجاري الذي حافظ على سعره في تداولات متواضعة، فقد هوت اسعار اسهم البنوك بفعل عمليات البيع الملحوظة التي تظهر اجواء الخوف التي تسود اوساط المتداولين على الرغم من ان البنوك تُعد اكثر الاسهم أمانا الا ان المخاوف من استمرار هبوط السوق تدفع المتداولين للبيع للحد من الخسائر، واللافت للانتباه الهبوط الملحوظ لاسهم البنك الوطني وبيتك وبنك برقان والبنك المتحد على الرغم من النمو الجيد في ارباح البنوك فضلا عن اقتراب موعد انعقاد الجمعيات العمومية لها وحصول المساهمين على توزيعات جيدة.
هوت ايضا اسعار اسهم الشركات الاستثمارية بشدة في تداولات متواضعة، فاغلب الاسهم التي شملها التداول تراجعت بالحد الأدنى معروضة دون طلبات شراء في تداولات ضعيفة خاصة اسهم الشركات المرتبطة بصفقة زين في مقدمتها سهم الاستثمارات الوطنية الذي يتوقع ان يواصل الهبوط.
وتراجعت ايضا اسهم الشركات العقارية في تداولات ضعيفة.
الصناعة والخدمات
تراجعت ايضا اسهم الشركات الصناعية خاصة التي لها ارتباط بصفقة زين في مقدمتها سهم اسمنت بورتلاند الذي انخفض بالحد الأدنى معروضا دون طلبات رغم عمليات الشراء النسبي على السهم.
وسجلت اغلب اسهم الشركات الخدماتية هبوطا ملحوظا الا ان اللافت للانتباه الانخفاض المحدود لسهم زين، فيما سجل سهم لوجستيك ارتفاعا في سعره بدعم من العقد الذي حصلت عليه الشركة من الجيش الاميركي بقيمة 157 مليون دولار وقد استحوذت قيمة تداول اسهم 8 شركات على 68.4% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها التداول والبالغ عددها 113 شركة.
استحوذت قيمة تداول اسهم 8 شركات والبالغة 23 مليون دينار على 68.4% من القيمة الاجمالية، وهذه الشركات هي: الوطني، بنك الخليج، برقان، بيتك، بنك بوبيان، زين، الافكو، لوجستيك.
استحوذت قيمة تداول سهم «بيتك» البالغة 5.4 ملايين دينار على 16% من القيمة الاجمالية.
باستثناء ارتفاع مؤشر قطاع التأمين بمقدار 14.3 نقطة، فقد تراجعت مؤشرات باقي القطاعات اعلاها قطاع البنوك بمقدار 403.3 نقاط، تلاه قطاع الخدمات بمقدار 384 نقطة، تلاه قطاع الشركات غير الكويتية بمقدار 169.8 نقطة.