قال ديفيد جيبسون الرئيس المسؤول في بنك إل جي تي وخبير الشركات العائلية في منطقة الشرق الأوسط إن الشركات العائلية في دول الخليج تدير أصولا بقيمة ترليوني دولار بنهاية العام الماضي 2010 وذلك من خلال نحو 45 شركة.
جاء ذلك خلال انشطة ملتقى أسواق المال والتمويل الإسلامي العــالمي الذي اختتــمت أعمــاله في العـــاصمة الإماراتية أبوظبي ونظمه بنك أبوظبي الوطني.
ولفت جيبسون على هامش جلسات أعمال الملتقى إلى أن الشركات العائلية في الشرق الأوسط تواجه تحديات كثيرة، منها أن 30% من هذه الشركات تستمر للجيل الثاني و13% تستمر للجيل الثالث و4% تستمر للجيل الرابع.
وأوضح في تصريحات نشرتها صحيفة «الرياض» السعودية أن غالبية هذه الشركات تعمل وفق تعاليم ومبادئ الشريعية الإسلامية، وتركز عملها في الأعمال الخيرية والأعمال الائتمانية وتقديم الخدمات، وتسعى إلى تطوير أعمالها بصورة مستمرة ونقل خبرتها للأجيال الأصغر.
وأشار جيبسون إلى أن المؤسسات المالية الإسلامية تشهد ازدهارا وتوسعا في العالم فضلا عن امتلاكها سيولة كبيرة، لافتا إلى أن الصيرفة الإسلامية تحتاج إلى العديد من المنتجات الجديدة التي تتماشى مع أوضاع الاقتصاد العالمي، وإلى وجود المناخ المناسب لازدهار سوق الصكوك الإسلامية في العالم.
وقال إنه ينبغي طرح منتجات إسلامية جديدة ويجب أن يهـــتم المستثمرون الإسلاميون بمـواجهة التحديات التي يعيشها العالم، منوها إلى أن هناك مؤسسات إسلامية حققت نجاحات كبيرة وأخرى فشلت وأثارت جدلا واسعا.
من جانبه، قال البروفيسور نسيم نقولا طالب أستاذ السياسة في جامعة نيويورك، والذي توقع الأزمة المالية العالمية، وصاحب كتاب البجعة السوداء الشهير، أن أكبر التحديات التي تواجهها الشركات العائلية في العالم وفق قراءته وخبرته هي تحولها إلى مساهمة عامة تدرج في الأسواق المالية، إضافة إلى تضخم حجمها ونشاطها، مطالبا الشركات العائلية بالحفاظ على وجودها كشركات صغيرة.
وأشار طالب إلى أنه كلما كانت الشركة صغيرة ومتوسطة كانت فرصها في البقاء أكبر، أما عندما تتضخم الشركات ويصبح لها قوة الضغط السياسي كما يحدث في أميركا فإن انهيارها محتوم وسريع.
ولفت إلى أنه لا ينبغي الاهتمام بنسب النمو المرتفعة، بل المهم أن يكون الهدف هو البقاء قبل النمو وهذا درس من دروس الأزمة المالية العالمية.
وأبدى طالب عدم تأييده لاندماج الشركـــات العــاملة في قطاع معين أو عدة قطاعات في كيان واحد ضخم، مشيرا إلى أن أخطاء هذا الكيان تكون مدمرة وبلا شك فإن الكبار يموتون بسرعة.
ونوه طالب إلى أن أخطاء آلان جرينسبان الرئيس السابق للاحتياطي الفيدرالي الأميـــركي كانـــت سببا مباشرا في الأزمة المالية العالمية، كما أن غياب التخطيط الاقتصادي لعب دورا كبيرا في استمرار الأزمة بتداعياتها الخطيرة.