هشام أبوشادي
سيطر اللون الأخضر على شاشات التداول في سوق الكويت للأوراق المالية أمس بعد غياب استمر أكثر من شهر تكبد فيه السوق خسائر سوقية تقدر بأكثر من أربعة مليارات دينار بسبب الأزمات السياسية المتلاحقة في المنطقة والتي لاتزال تهدد أسواق المال الخليجية. فقد بدأت حركة التداول أمس على صعود قوي لمؤشرات السوق بفعل عمليات الشراء القوية الأمر الذي دفع المؤشر العام للارتفاع في أول ساعة تداول الى 67 نقطة إلا انه سرعان ما شهدت العديد من الأسهم، خاصة التي حققت مكاسب ملحوظة يوم الخميس الماضي عمليات بيع لجني الأرباح، الأمر الذي حد من المكاسب السوقية للعديد من الأسهم إلا انه وفقا لما ذكرته «الأنباء» في تقريرها الاسبوعي أمس، فإن القوة الشرائية تركزت على أغلب أسهم البنوك وسهم زين، بالإضافة الى بعض الأسهم الرخيصة التي شهدت عمليات مضاربية سريعة، ولكن تركيز أوساط المتداولين على أسهم الشركات القيادية خاصة البنوك يأتي لانخفاض أسعارها بشكل كبير قياسا بأعلى المستويات السعرية التي وصلتها منذ بداية العام، بالإضافة الى التوزيعات الجيدة التي أعلنت عنها شركة زين والتي ستؤدي الى ضخ حوالي 777 مليون دينار إلا ان أغلبها سيوجه لصالح الهيئة العامة للاستثمار وبعض الهيئات والمؤسسات الحكومية الأخرى، فيما ان عددا محدودا من الشركات سوف يستفيد من هذه التوزيعات.
المؤشرات العامة
ارتفع المؤشر العام 42.2 نقطة ليغلق على 6189.9 نقطة بارتفاع نسبته 0.69% كذلك ارتفع المؤشر الوزني 3.9 نقاط ليغلق على 431.49 نقطة بارتفاع نسبته 0.91%. وبلغ اجمالي الأسهم المتداولة 208.1 ملايين سهم نفذت من خلال 4027 صفقة قيمتها 41.4 مليون دينار. وجرى التداول على أسهم 111 شركة من أصل 216 شركة مدرجة، ارتفعت أسعار أسهم 67 شركة وتراجعت أسعار أسهم 22 شركة وحافظت أسهم 22 شركة على أسعارها و105 شركات لم يشملها النشاط. تصدر قطاع البنوك النشاط من حيث القيمة، اذ تم تداول 31.9 مليون سهم نفذت من خلال 947 صفقة قيمتها 19.7 مليون دينار.
وجاء قطاع الشركات الخدماتية في المركز الثاني من حيث القيمة، اذ تم تداول 43.5 مليون سهم نفذت من خلال 982 صفقة قيمتها 11.2 مليون دينار.
واحتل قطاع الشركات الاستثمارية المركز الثالث من حيث القيمة، اذ تم تداول 53.2 مليون سهم نفذت من خلال 876 صفقة قيمتها 3.8 ملايين دينار، وحصل قطاع الشركات الصناعية على المركز الرابع من حيث القيمة، اذ تم تداول 10.7 ملايين سهم نفذت من خلال 398 صفقة قيمتها 3.3 ملايين دينار. وجاء قطاع الشركات العقارية في المركز الخامس من حيث القيمة اذ تم تداول 64.1 مليون سهم نفذت من خلال 705 صفقات قيمتها 2.6 مليون دينار.
أسباب الصعود
من أبرز العوامل التي ساعدت في صعود السوق أمس تحذير وزارة الداخلية السعودية من أي تظاهرات، الأمر الذي دفع السوق السعودي أمس لصعود حاد أعقبه هبوط حاد ثم استقرار الأمر الذي ساهم في صعود السوق الكويتي خاصة انه كان هناك مخاوف من أن تحدث مظاهرات في السعودية يوم 11 الشهر الجاري، بالاضافة الى ان وصول اسعار الاسهم لمستويات متدنية شجع اصحاب الاتجاهات المضاربية السريعة على الدخول بقوة للاستفادة من تدني الاسعار الا انه مع عمليات جني الارباح التي قللت من مكاسب العديد من الاسهم امس، فإنه يتوقع ان يشهد السوق نوعا من الاستقرار في الفترة القادمة خاصة ان السوق بدأ في التعايش مع الاحداث السياسية المحيطة بالمنطقة، بالإضافة الى انه يتوقع ان تعمل اغلب المجاميع الاستثمارية والمحافظ المالية والصناديق على تصعيد اسهم شركاتها الاساسية لتحسين الاداء المالي للشركات في الربع الأول من العام الحالي.
آلية التداول
حققت اسعار اغلب اسهم البنوك ارتفاعا في اسعارها في تداولات مرتفعة نسبيا على بعض الاسهم خاصة البنك الدولي الذي حقق مكاسب ملحوظة خلال التداولات بلغت 3 وحدات سعرية الا انه مع عمليات جني الارباح التي شهدها السهم خاصة من المتداولين الذين اشتروا يوم الخميس الماضي تقلصت مكاسبه الى وحدة سعرية فيما حقق سهم بيتك مكاسب سوقية ملحوظة بفعل عمليات الشراء التي سيطرت على تداولات السهم، فيما ان سهم البنك الوطني سجل انخفاضا محدودا في سعره في تداولات مرتفعة نسبيا ورغم التداولات الضعيفة نسبيا لسهم البنك المتحد الا انه حقق مكاسب سوقية كبيرة اقتربت من الحد الأعلى ويرجع التركيز الواضح على اسهم البنوك الى انها الاكثر أمانا في ظل الوضع المتدهور للعديد من الشركات. وحققت اغلب اسهم الشركات الاستثمارية ارتفاعا في اسعارها في تداولات مضاربية في الوقت الذي سجلت فيه بعض الاسهم انخفاضا في اسعارها بعد ان كانت محققة ارتفاعا في بدايات التداول مثل اسهم الاستثمارات الوطنية والساحل للتنمية والمال للاستثمار، فيما سجل سهم الدولية للتمويل ارتفاعا بالحد الأعلى في تداولات محدودة. وحققت اغلب اسهم الشركات العقارية ارتفاعا في تداولات مرتفعة نسبيا على بعض الاسهم كالانماء العقارية والمستثمرون ومنازل.
الصناعة والخدمات
حققت اغلب اسهم الشركات الصناعية ارتفاعا في اسعارها في تداولات ضعيفة باستثناء التداولات المرتفعة على بعض الاسهم كسهم الصناعات الوطنية الذي سجل ارتفاعا محدودا في سعره، فيما ارتفع سهم الخليج للكابلات مدعوما بالتوزيعات الجيدة لشركة زين باعتبار انها تمتلك محفظة كبيرة من اسهم زين. كذلك حققت اغلب اسهم الشركات الخدماتية ارتفاعا في اسعارها في تداولات مرتفعة نسبيا. فقد ارتفع سهم زين وحدتين خلال مراحل التداول الا انه فقدهما بفعل عمليات جني الارباح. وقد استحوذت قيمة تداول اسهم 8 شركات على 66.1% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها التداول والبالغ عددها 111 شركة