فواز كرامي
نشر في التعليق الاول لمجلة «ميد» الشهرية الذي جاء تحت عنوان «مشاريع الطاقة في منطقة الخليج وصلت الى الذروة»، ودخلت مرحلة جديدة، ذكرت المجلة ان معظم المحللين والخبراء في مجال الطاقة اعتقدوا ان الطفرة النفطية ستنتهي واسعار النفط ستثبت في عام 2007، وكانوا يتوقعون ان تستقر اسعار النفط في حدود 50 الى 55 دولارا للبرميل هذا العام منخفضا عن معدله العام عن السنة الماضية، والتي كانت 65 دولارا للبرميل.
لكن المجلة تقول انه ليست المرة الاولى التي تكذب فيها سوق النفط توقعات المحللين والخبراء، فالمعدل الوسطي لخام برنت هو 67 دولارا للبرميل حتى الآن، اما خام غرب تكساس فقد استطاع ان يتجاوز الاسبوع الماضي حاجز الـ 80 دولارا للبرميل الواحد.
وتضيف المجلة انه على الرغم من هذه الاسعار فهناك العديد من العلامات والاشارات التي اخذت تظهر بشكل متزايد ان دول الخليج وصلت الى مرحلة القمة او الذروة للاسعار هذا العام.
وما الاخبار المتداولة من ان عملاق الصناعات النفطية الاميركي كونكو فيليبس قد انسحب من مشروع لبناء وتطوير مصفاة النفط في الفجيرة والتي تبلغ طاقتها الانتاجية 500 الف برميل يوميا الا احدى هذه الاشارات.
والاشارة الثانية كانت في قرار الشركة ذاتها باعادة النظر في وضعها بالدخول في مناقصة مشروع تطوير مصفاة النفط المخصصة للتصدير في منطقة ينبوع في المملكة العربية السعودية والتي تبلغ طاقتها الانتاجية 400 الف برميل يوميا.
واعتبرت المجلة ان كل هذه الاشارات في قطاع المشروعات النفطية ما هي الا علامات على ان منطقة الخليج وصلت الى الذروة في قطاع المشروعات.
وتشير المجلة الى انه في السنوات الخمس الماضية كانت دول الخليج تعوم على فائض من السيولة النقدية والتي شكلت بدورها ثورة في قطاع المشاريع بكل انواعها.
لكن العرض من هذه المشاريع بقي يناضل ليلبي احتياجات الطلب المتزايدة على مشاريـــع جـــديدة رغم الزيادة في تكاليف هذه المشاريع الاساسية وانخـــفاض ربحيتها، حيث تقـــول المجلة ان امكانية انسحاب شـــركة كونكو فيليبس من هذه المشاريع ذات الاهمية السـياسية والاقتصادية علامة واضحة على ان المسألة وصلت الى نـقـــطة الازمة، كما ان هناك اشارة اخرى الى ان السوق تشبع بمشاريع كانت مجلة «ميد» تتابعها بكل تفاصيلها، موضحة ان هـــناك انخــفاضا في حجم المشاريع المخطط لتنفيذها او المشاريع التي هي قيد التنفيذ في دول الخليج العربي، وتذكر المجلة انه وللمرة الاولى منذ انطلاقة مثل هذه المشاريع قبل ثلاث سنوات هناك انخفاض للعروض المطروحة لتنفيذ مشاريع كهذه.
وتتابع المجلة انه وبالرغم من ازدياد تكلفة بناء مثل هذه المشاريع بسبب ازمة الرهن العقاري في العالم واحتمال ان يكون هناك بطء في نمو الاقتصاد الاميركي فإن الطلب على مصادر الطاقة سيبقى في ازدياد مستمر، وذلك نتيجة للطلب العالي على مصادر الطاقة في منطقة الشرق الاقصى.
وتوقعت المجلة هبوط تكاليف الانشاءات والاعمار لهذه المشاريع بسبب زيادة الصادرات من المواد الاولية الداخلة فيها، كما ان الزيادة في المواد الداخلة في البنى التحتية يعني ان الحكومات لدول الخليج ليس امامها من خيار الا ان تتابع طرح مزيد من هذه المشاريع، بالاضافة الى ان اي قرار بخصوص مشاريع النفط والطاقة سيضمن للمعروض من النفط ان يحافظ ويُبقي بقوة على الاسعار الحالية للنفط، لأن هذه الاسعار هي التي تدفع اقتصاديات دول المنطقة الى النمو بسرعة.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )