- هدوء الأسهم القيادية وتحرك واضح من المجاميع الاستثمارية لتصعيد أسهم شركاتها
هشام أبوشادي
شهدت حركة التداول في سوق الكويت للأوراق المالية تحولا دراماتيكيا في بداية تعاملات الاسبوع امس من خلال التحول من اسهم الشركات القيادية باستثناء بعض الاسهم في مقدمتها «زين» الى اسهم الشركات الرخيصة التي شهد اغلبها ارتفاعا ملحوظا في اسعارها، رغم ان هناك جملة من العوامل النفسية الايجابية لعبت دورا في الصعود القياسي لمؤشرات السوق الا ان التركيز الواضح على اسهم الشركات الرخيصة يظهر مدى تحرك المجاميع الاستثمارية على اسهمها لتصعيدها لتجميل ما يمكن تجميله في ميزانيات الشركات في الربع الأول من العام الحالي الذي أوشك على نهايته. ويأتي في مقدمة العوامل النفسية التي ساهمت في الصعود القوي للسوق المكاسب الكبيرة لأغلب الأسواق المالية الخليجية خاصة السوق السعودي، كذلك المعلومات حول وضع آلية تمويل لمشاريع التنمية بالاضافة الى ان تدني اسعار اسهم الشركات الرخيصة شجع المضاربين على الدخول عليها خاصة في ظل قيادة المجاميع الاستثمارية تصعيد اسهم شركاتها.
فيما ان هناك عاملا آخر والمتمثل في اعلان شركة «زين» عن انها تلقت عرضا من تحالف يضم شركتي المملكة القابضة وبتلكو البحرينية لشراء حصة «زين» في «زين السعودية»، الأمر الذي دفع اغلب اسهم الشركات التابعة لمجموعة الخرافي للارتفاع رغم انه عمليا ليس هناك مردود عليها من بيع «زين السعودية».
المؤشرات العامة
ارتفع المؤشر العام للبورصة 109.8 نقاط ليغلق على 6396.4 نقطة بارتفاع نسبته 1.75%. كذلك ارتفع المؤشر الوزني 8.49 نقاط ليغلق على 454.23 نقطة بارتفاع نسبته 1.90%. وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 295.5 مليون سهم نفذت من خلال 5435 صفقة قيمتها 52.3 مليون دينار.
وجرى التداول على اسهم 127 شركة من اصل 216 شركة مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 95 شركة وتراجعت اسعار اسهم 14 شركة وحافظت اسهم 18 شركة على اسعارها و89 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات الخدماتية النشاط من حيث القيمة، اذ تم تداول 105.8 ملايين سهم نفذت من خلال 1674 صفقة قيمتها 19 مليون دينار. وجاء قطاع البنوك في المركز الثاني من حيث القيمة، اذ تم تداول 21.1 مليون سهم نفذت من خلال 638 صفقة قيمتها 12.7 مليون دينار.
الأسهم الرخيصة
على الرغم من ان عمليات التصعيد التي شهدتها اغلب اسهم الشركات الرخيصة يغلب عليها طابع المضاربات الا ان صعودها مقابل هدوء معظم الاسهم القيادية يخلق نوعا من التوازن في السوق، ولكن اللافت للانتباه ان هناك اعتقادا لدى معظم اوساط المتداولين بأن العرض المقدم من شركتي المملكة القابضة وبتلكو البحرينية لشراء حصة زين في زين السعودية يفتح المجال امام اتمام صفقة زين ـ اتصالات، الا ان الوضع تغير تماما، فهناك تصريح سابق من رئيس مجموعة الخرافي يتعلق بفشل الصفقة، كما انه مع قرب سريان قانون هيئة اسواق المال بعد انجاز اللائحة التنفيذية التي يتوقع نشرها في الجريدة الرسمية قريبا، فإنه حسب البند الخاص بعملية الاستحواذ فإن من يرغب في الاستحواذ على 30% من شركة مدرجة لابد ان يكون العرض مفتوحا لباقي المساهمين لمدة شهر وبالسعر نفسه، ويأتي ذلك في ظل وجود معلومات تفيد بأن شركة المملكة القابضة تقدمت بعرض لشراء حصة مجموعة الخرافي في زين، فيما ان الصعود الملحوظ لسهم زين يرجع الى ان العرض المقدم لشراء زين السعودية سيكون بسعر التكلفة على شركة زين الام، الامر الذي يجنبها اي خسائر وبالتالي فإن ذلك يمثل عاملا ايجابيا لشركة زين.
آلية التداول
باستثناء ارتفاع اسعار اسهم 3 بنوك، فقد حافظت باقي اسهم القطاع على اسعارها مع استمرار التداولات المرتفعة على بعض الاسهم في مقدمتها سهم البنك الدولي الذي حقق ارتفاعا محدودا في سعره، فيما انه رغم التداولات الضعيفة نسبيا لسهم بنك برقان، الا انه حقق ارتفاعا ملحوظا في سعره متجاوزا حاجز الـ 500 فلس.
وحافظ سهم البنك الوطني على سعره في تداولات مرتفعة نسبيا، الامر الذي يشير الى ان هناك قناعة بجدوى الشراء الاستثماري على السعر الحالي للسهم.
وعلى الرغم من انه لايزال هناك عدد كبير من الشركات الاستثمارية لم تعلن عن نتائجها المالية السنوية حتى الآن والتي يتوقع ان تكون سلبية في معظمها الا انه لاول مرة تحقق اغلب شركات القطاع ارتفاعا في اسعارها بفعل التحرك الواضح للمجاميع الاستثمارية لتصعيد اسهمها في القطاع، الامر الذي شجع بعض المضاربين على المضاربة على هذه الاسهم، فهناك عدد من الاسهم حققت ارتفاعا بالحد الاعلى لاسباب متباينة، فقد شهد اغلب الاسهم التابعة لمجموعة الخرافي ارتفاعا بالحد الاعلى في تداولات محدودة لاسباب متباينة، وان كان عامل التصعيد لتحسين ميزانية الربع الاول من العام الحالي يعد مبررا اساسيا فيما ان المبرر الآخر يرجع الى ما يروج حول صفقة زين.
وحققت اغلب اسهم الشركات العقارية ارتفاعا في اسعارها ايضا رغم عدم اعلان معظمها نتائجها المالية السنوية حتى الآن الا انه يلاحظ ان هناك شركات عقارية اعلنت عن ارباح وتوزيعات جيدة لم تحقق اسهمها ارتفاعا منذ بدء الصعود القوي للسوق يوم الاربعاء الماضي كسهم الصالحية العقارية.
الصناعة والخدمات
حققت اغلب اسهم الشركات الصناعية ارتفاعا في اسعارها في تداولات مرتفعة على بعض الاسهم في مقدمتها سهم الصناعات الوطنية الذي حقق مكاسب سوقية ملحوظة، ويلاحظ ان اغلب اسهم الشركات التابعة لمجموعة الخرافي حققت مكاسب سوقية مرتفعة.
كذلك حققت اغلب اسهم الشركات الخدماتية ارتفاعا في اسعارها في تداولات مرتفعة على بعض الاسهم، خاصة سهم زين الذي شهد عمليات شراء ملحوظة دفعته للارتفاع بالحد الاعلى خلال التداول الا ان عمليات جني ارباح قلصت مكاسب السهم الى 60 فلسا.
واستحوذت قيمة تداول اسهم 8 شركات على 60.4% من اجمالي الاسهم التي شملها التداول والبالغ عددها 127 شركة.