يصل سعر أونصة الذهب في الوقت الحاضر إلى 1437 دولارا. هكذا، بدأ البعض داخل سويسرا وخارجها التحدث عن انفجار كبير ووشيك لفقاعة الذهب. وتعاني سويسرا اليوم انقساما حول مصير الاستثمار في الذهب. فثمة مؤيدون ومعارضون له بدأت وجهات نظرهم المتناقضة تصطدم بعضها ببعض بصورة عنيفة بدأت تربك، قليلا، المؤسسات المالية.
على صعيد المؤيدين لاستثمارات الذهب، فإنهم لا يشككون أبدا في صلابة الأسعار القياسية للذهب التي يتوقعون أن تستمر في الشهور المقبلة، وبالنسبة إلى أولئك الذين يتوقعون وصول أونصة الذهب إلى ألفي دولار فإن الأسباب متعددة، أولها مكانة الذهب عالميا لكونه يعرض أفضل الفرص الاستثمارية.
كما ان الطلب على شراء الذهب من الفئات الخاصة والصناعية تغذيه الرغبة في الاستثمار بأمان ضد موجة التضخم المالي أو مخاطر انكماش الأسعار الناجمة من عودة حالة الكساد الاقتصادي حول العالم.
هذا، ونجد بين الموالين للاستثمار في الذهب مصارف أوروبية عدة عاملة في سويسرا، كما «سوسييتيه جنرال» الفرنسي، إضافة إلى صناديق استثمار وطنية كما في (jb physical gold) التابع لشركة (swiss&global) حيث تتوقع هذه المصارف والشركات مواصلة سعر أونصة الذهب ارتفاعه حتى تشعر الأسواق بأن رفع نسب الفوائد الأميركية أضحى على الأبواب.
لكن زيادة نسب الفوائد هذه لن تتحقق قبل نهاية العام المقبل على الأقل. على المدى القصير، لا يتوقع الخبراء المؤيدون للاستثمار في الذهب أن تقفز الأسعار بصورة خيالية، بل إن هذه الأسعار ستتعرض لمطبات وتقلبات عنيفة. في مطلق الأحوال، يتنبأ هؤلاء الخبراء بأن يرسو سعر أونصة الذهب في العامين المقبلين على 1650 دولارا تقريبا.
علاوة على ذلك، نجد فئة من هؤلاء الخبراء الذين يعتقدون أن أسعار الذهب ستواصل صعودها مادامت الاضطرابات الاجتماعية مهيمنة على الشرق الأوسط، ومادام تشبث الاحتياطي الفيدرالي بسياسته العدوانية للعملة الوطنية، أي الدولار.
في سياق متصل، يشير المدير في شركة الوساطات المالية الالكترونية (forex capital markets) الخبير غابرييل فيداني الذي يعارض الاستثمار في الذهب، إلى أن «سحر الذهب ينمو يوما تلو الآخر في عيون المستثمرين الصغار»، ومع ذلك، يدعو ميداني الجميع إلى توخي الحذر. إذ إنه يعتقد أن نهاية أوتوستراد الاستثمار في الذهب ليست بعيدة.
كما يعبر الخبير فيداني عن شكوكه حيال ما يحصل في حقل الاستثمار المبالغ به في قطاع الذهب، ولجني الأرباح من الذهب، ينبغي على رجال الأعمال المراهنة على تفشي الخوف في قلوب الناس، بوتيرة تشتد يوما تلو الآخر، ويصيغ ميداني معادلة رياضية تفيدنا «أن الربح في الذهب يزيد كلما زاد الخوف (من المجهول) في قلوب الناس. في حال تبدد هذا الخوف، فإن المستثمر يخسر كل أمواله الموجودة في أعمال الذهب».