أكد الخبير النفطي خالد بودي أن الحادث النووي الذي وقع في اليابان جراء الزلزال الذي ضربها قبل أيام من شأنه أن يعزز الطلب على النفط كمصدر للطاقة أكثر أمنا واقل إضرارا بالبيئة وصحة الإنسان.
وقال بودي لـ «كونا» أمس ان الحادث الذي شهدته محطة فوكوشيما اليابانية وتزايد الإشعاعات المتسربة منها فوق المعدلات الطبيعية عزز المخاوف من استخدام الطاقة النووية السلمية في توليد الكهرباء.
وأوضح ان دول أوروبا أعلنت عن مخاوفها من استخدام هذه الطاقة بعدما شهدت محطة فوكوشيما هذا الحادث الذي ربما يحدث ما هو مماثل له في المحطات الأوروبية وخصوصا القديمة.
واشار إلى ان بعض الدول قد تتخذ قرارا بإغلاق هذه المحطات كليا والعودة لاستخدام النفط في توليد هذه الطاقة، مبينا ان حادث تشرنوبل الشهير قد أثار هذه المخاوف قبل أعوام طويلة وعاد حادث فوكوشيما ليعزز هذه المخاوف مرة أخرى.
وحول تفسيره لتذبذب أسعار النفط خلال الأسبوع الجاري وميلها للهبوط رغم الأحداث الملتهبة التي تشهدها بعض الدول الشرق أوسطية خصوصا ليبيا التي تنتج ما يعادل 2% من الإنتاج العالمي قال بودي ان التفسيرات المتضاربة للأحداث من قبل المحللين هي السبب الرئيسي في ذلك.
وأشار بودي إلى ان تفسيرات المحللين متضاربة فبينما يرى البعض ان الأحداث في المنطقة وزلزال اليابان قد يزيد من الطلب على النفط يرى البعض الآخر ان توقف إنتاج بعض السلع في اليابان قد يقلل الطلب عليه وهو ما أسفر عن تذبذب في أسعار النفط العالمية.
وبين ان أسعار النفط على المدى الطويل لا تثير القلق بل ربما يكون القلق من ارتفاع الأسعار بشكل غير طبيعي كما حدث في العام 2008، مشيرا إلى ضرورة ان تكون هناك معالجات لهذه التوقعات قبل ان تحدث.
واشاد بودي بموقف منظمة الدول المنتجة للبترول (أوپيك) ومراقبتها للأحداث دون زيادة الإنتاج مشددا على ضرورة ان تجد «أوپيك» آلية محددة للتعامل مع الانخفاض والارتفاع في أسعار النفط خلال اجتماعها في يونيو المقبل.
وأوضح ان المضاربة الآن هي متحكم كبير في أسعار النفط والعامل النفسي أصبح مهما جدا حيث ان المضاربة تلعب دورا بنسبة 30% في التحكم في الأسعار، مشيرا إلى ان هذه المضاربات ستستمر خصوصا مع تعافي الاقتصاد العالمي من الأزمة التي ضربته قبل ما يزيد على عامين.
واعتبر بودي ان السعر العادل لبرميل النفط يجب ان يكون بين 80 و 90 دولارا للبرميل حيث ان الارتفاع في الأسعار غالبا ما تكون نسبته معادلة لنسبة التضخم في الاقتصاد العالمي، موضحا ان هذا الرأي هو نفسه الذي يطالب به أصحاب العلاقة من الدول المنتجة والمستهلكة للبترول.
يذكر ان الأسبوع الأخير شهد تذبذبا في أسعار النفط يميل للهبوط برغم الزيادة في التهاب الأحداث وسخونتها في دول الشرق الأوسط حيث سجل سعر برميل سلة «أوپيك» في 7 مارس الجاري سعر 112.3 دولارا للبرميل فيما بلغ في 14 مارس سعر 107.87 دولارات للبرميل.