- تراجع «زين» بالحد الأدنى شكّل ضغوطاً سلبية قوية على السوق
- العديد من الشركات ستتكبد خسائر في الربع الأول من العام الحالي
هشام أبوشادي
واصل سوق الكويت للاوراق المالية تدهوره الشديد لليوم الثاني على التوالي وسط موجة من الاستياء تسود الاوساط الاستثمارية جراء التجاهل الواضح للحكومة للنزيف المتواصل لأموالهم، خاصة صغار المتداولين الذين تتبخر أموالهم في الوقت الذي يسودهم شعور بأن الخلافات السياسية المتصاعدة بين السلطتين يدفع ثمنها المستثمرون في البورصة، الامر الذي سيؤدي الى مشاكل اجتماعية كبيرة، خاصة أن السوق على مدى ثلاثة أعوام لم يحقق أي مكاسب في الوقت الذي حققت فيه الاسواق العالمية، خاصة السوق الاميركية مكاسب كبيرة مقارنة بالمستويات التي كانت عليها في بدايات الأزمة العالمية.
ومن أبرز العوامل التي ساهمت في تدهور السوق أمس هبوط سهم زين بالحد الادنى عقب عودته للتداول بعد توقف استمر يومين، الامر الذي دفع أغلب الأسهم المرتبطة بها للتراجع بشدة، بالاضافة الى تفاقم الاوضاع السياسية في البحرين والخسائر الضخمة التي لحقت بالاسواق العالمية جراء الخسائر الضخمة التي تسبب فيها الزلزال في اليابان التي بلغت أكثر من 360 مليار دولار حتى الآن، فضلا عن أنه كما ذكرنا أكثر من مرة، فإن استمرار تدهور البورصة سيؤدي الى تكبد العديد من الشركات خسائر ضخمة في الربع الاول من العام الحالي، كذلك الصناديق الاستثمارية التي تراوحت خسائرها في
شهر فبراير الماضي بين 4 و16%، ومن الطبيعي أن تزداد هذه الخسائر في شهر مارس الحالي.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر العام للبورصة 73.4 نقطة ليغلق عى 6250.9 نقطة بانخفاض نسبته 1.16% مقارنة بأول من أمس، كذلك انخفض المؤشر الوزني 11.04 نقطة ليغلق على 434.45 نقطة بانخفاض نسبته 2.48% مقارنة بأول من أمس.
وبلغ اجمالي الأسهم المتداولة 145.8 مليون سهم نفذت من خلال 3174 صفقة قيمتها 37 مليون دينار.
وجرى التداول على أسهم 104 شركات من أصل 216 شركة مدرجة، ارتفعت أسعار أسهم 13 شركة وتراجعت أسعار أسهم 69 شركة وحافظت أسهم 22 شركة على أسعارها و112 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الخدمات النشاط من حيث القيمة، اذ تم تداول 41.7 مليون سهم نفذت من خلال 885
صفقة قيمتها 15.1 مليون دينار.
وجاء قطاع البنوك في المركز الثاني من حيث القيمة، اذ تم تداول 23.5 مليون سهم نفذت من خلال 789 صفقة قيمتها 13.2 مليون دينار.
واحتل قطاع الشركات الاستثمارية المركز الثالث من حيث القيمة، اذ تم تداول 46 مليون سهم نفذت من خلال 787 صفقة قيمتها 3.7 ملايين دينار.
وجاء قطاع الشركات الصناعية في المركز الرابع من حيث القيمة، اذ تم تداول 8.1 ملايين سهم نفذت من خلال 321 صفقة قيمتها 2.6 مليون دينار.
وحصل قطاع الشركات العقارية على المركز الخامس من حيث القيمة، اذ تم تداول 23 مليون سهم نفذت من خلال 327 صفقة قيمتها 1.5 مليون دينار.
تداعيات التدهور
على الرغم من ان اسباب تدهور السوق معروفة والتي يتعلق بعضها بالاحداث السياسية في المنطقة خاصة البحرين، ولكن تداعيات استمرار تدهور البورصة ستكون حادة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
اولا: على المستوى الاجتماعي، فمنذ بداية الازمة خسر اغلب المواطنين 90% من اموالهم، وما تبقى منها سيتم خسارته في ظل استمرار هذا التدهور الامر الذي سيخلق مشاكل اجتماعية كبيرة لن ينفع معها اسقاط القروض وغيره من الحلول الشعبية التي تكبد ميزانية الدولة اموالا كثيرة دون ان يكون لها مردود اقتصادي.
ثانيا: على الوضع الاقتصادي ففي ظل استمرار تدهور اصول الشركات فانها ستزداد ازمتها حدة، ولن تستطيع الوفاء بخدمات الدين الامر الذي سيدفع الشركات الى تفنيش بعض العمالة الوطنية لديها، وبالتالي سيؤدي ذلك الى مشاكل اجتماعية، بل انه لن تكون هناك قدرة على الوفاء بنسبة 60% من العمالة الوطنية لدى الشركات، فالكثير من الشركات التي قامت بإعادة هيكلة ديونها كانت تعتمد بشكل اساسي على تحسن ملموس للاسواق المالية في العام الحالي الا ان التدهور المتواصل للاسواق المالية الخليجية خاصة السوق الكويتي لن يمكن هذه الشركات من الوفاء بالديون المستحقة عليها.
ثالثا: الوضع الحالي للسوق والصعوبات الكبيرة التي تواجهها الشركات يأتي في ظل تصاعد الخلافات السياسية الداخلية بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، فهناك شعور عام لدى الاوساط الاقتصادية بعدم الرضا عن اداء السلطتين تجاه معالجة الازمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد في الوقت الذي تزداد فيه الفوائض المالية للدولة.
آلية التداول
تباينت اسعار اسهم البنوك في تداولات مرتفعة نسبيا خاصة على سهم البنك الدولي الذي شهد عمليات شراء قوية استوعبت عمليات البيع ما ادى الى تقليص خسائر السهم الى وحدة سعرية واحدة فقط، فيما تماسك سهم بيتك على سعره السابق في تداولات مرتفعة نسبيا، وواصلت اغلب اسهم الشركات الاستثمارية تراجعها خاصة الشركات التابعة لمجموعة الخرافي تأثرا بهبوط سهم زين بالحد الادنى، واستمرت التداولات المرتفعة على سهم الديرة القابضة الذي حقق مكاسب سوقية لليوم الثاني على التوالي.
وسجلت اغلب اسهم الشركات العقارية انخفاضا في اسعارها في تداولات ضعيفة.
واستمر الاتجاه النزولي ايضا لمعظم اسهم الشركات الصناعية ضعيفا خاصة على سهم الكابلات الذي تكبد خسائر سوقية كبيرة، وفي قطاع الخدمات شهد سهم زين عمليات بيع قوية ادت لتراجعه بالحد الادنى في الوقت الذي سجلت فيه العديد من اسهم القطاع تراجعا حادا.
وقد استحوذت قيمة تداول اسهم 6 شركات على 64.3% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها التداول والبالغ عددها 104 شركات.
أرقام ومؤشرات
73.4
نقطة انخفاض للمؤشر السعري نسبته 1.16% فيما بلغت كمية الاسهم المتداولة 145.8 مليون سهم قيمتها 37 مليون دينار.
6
شركات استحوذت قيمة تداولها البالغة 23.8 مليون دينار على 64.3% من القيمة الاجمالية.
7.3
ملايين دينار قيمة تداول سهم زين والتي تشكل 19.7% من القيمة الاجمالية.
7
قطاعات تراجعت مؤشراتها اعلاها الخدمات بمقدار 187.4 نقطة تلاه البنوك بمقدار 165.4 نقطة تلاه الاستثمار بمقدار 79.2 نقطة.